23 نوفمبر، 2024 3:57 ص
Search
Close this search box.

العراق بين محورية أمريكا وممانعة ايران ؟!!

العراق بين محورية أمريكا وممانعة ايران ؟!!

المشهد السياسي والعسكري اتخذ منعطفاً إيجابياً خلال الأشهر الماضية ، خصوصاً بعد التحرك الروسي على جبهة سوريا ، في مقابل بقاء العراق يكافح توسع تنظيم داعش ، منذ ان استولى على الموصل في حزيران ٢٠١٤ ، ومع سقوط مدينة الرمادي في شهر آيار الماضي ، حتى وصل مستوى المواجهة مع التنظيم الى درجة تثير القلق ، فهذا التنظيم ذات المهارة العالية في التنظيم والقتال ، وذات التمويل الدولي اللافت غادر مفهوم الارهاب والعصابات ليدخل مفهوم التنظيم العالمي ، وقدرته على الانتشار في عموم الدول الغربية منها او دول الشرق الأوسط ، وكانت احداث فرنسا الاخيرة خير دليل على قدرة هذا التنظيم على فتح جبهات متعددة في آن واحد ، وهذا ما يؤكد فرضية ان التنظيم اكتسب هذه القوة والقدرة من الدعم الخيالي المقدم من الدول الغربية وبعض الدول الخليجية ، وأصبح قوة كبيرة تمددت على الارض ليس لأجل مسكها بل لأجل إيصال رسالة مفادها ان داعش موجود .
العراق دخل ساحة المواجهة بين الغرب وإيران من حيث لا يدري وذلك لان الاخيرة اثبتت موقفها من داعش ، من خلال دعمها لمتطوعي الحشد الشعبي والتي تعتبر القوة الوحيدة القادرة على صد تنظيم داعش وهزيمتهم ، وهذا ما دعى الحكومة العراقية الى الاعتماد على هذه التشكيلات في حربها ضد داعش ، والاستغناء عن الوعود الكاذبة للحكومة الامريكية ودعمها للعراق في حربه ضد داعش ، ناهيك عن الغارات التي يقوم بها الطيران الامريكي منذ اعلان التحالف الدولي ضد داعش ، والذي لم يقدم شيئاً سوى انه كان عاملا مساعداً في تمدد داعش في مدن العراق الغربية ، في حين ان ايران قدمت الدعم غير المشروط للعراق وتقديم جميع انواع الدعم اللوجستي والعسكري للحكومة العراقية .
بمقارنة بسيطة بين الجانبين نجد ان كفة ايران ترجح بصورة واضحة ، في حين ان الأميركان مترددين وبطيئين في تقديم المساعدة في محاربة داعش ، وتحاول منع الإيرانيين من كسب قوة اكبر في العراق ، خصوصاً في التدخل الروسي في سوريا والذي اكسب الدب الروسي نقاطاً في المنطقة وأضعف الدور الامريكي ، وتراجع نفوذه .
العراق يقف الان عند مفترق طرق ، فالجهود الرامية الى تحرير المدن من داعش من جهة وتداعياتها من جهة اخرى ستكون حاسمة في مستقبل البلاد ، خصوصاً مع التقارير المسربة من المخابرات الامريكية والتي تحدثت عن خارطة طريق جديدة في العراق تقوم على اساس قيام فيدراليات بغض النظر عن مسمياتها ، مع إعطاء صلاحيات واسعة للمحافظات كافة ، على حساب قيام فيدرالية المركز ، وهي الشرط الأساس الذي وضعته الادارة الامريكية في حسم ملف داعش وتطهير العراق من تنظيم داعش ، وانهاء اي تأثير او سلطات ثانوية تحل محل السلطة في بغداد ، في إشارة واضحة الى وضع حداً للتأثير الإيراني في البلاد .
الصفحة الثانية ستتمثل في تغيير الوجوه التي كانت متداولة في السنوات الاخيرة بعد احداث عام ٢٠٠٣ ، وصعود وجوه اخرى جديدة ، مع تطهير المنظومة السياسية وموسسات اولة كافة من جميع مظاهر الفساد سواء على مستوى الارهاب وحواضنه او على مستوى سرقة المال العام وتفعيل دور القوانين المدنية الجديدة والتي ستسهم في بناء مجتمعات متطورة ، وعودة الكفاءات العراقية وبناء البلاد واعلان انتهاء فترة مظلمة ودموية في تاريخ العراق الحديث ، وتجاوز كل اساليب الحكم المتخلفة والبدائية والفاسدة والتي حكمت البلاد باسم الدين وسرقت ونهبت خيرات البلاد دون اي تغيير على واقعه اليومي ، ويبقى العراق في صراع القوى الكبرى ومحور الممانعة بلا تأثير او موقف .

أحدث المقالات

أحدث المقالات