23 ديسمبر، 2024 4:21 م

العراق.. بين كهرباء السنة ونفط الشيعة!

العراق.. بين كهرباء السنة ونفط الشيعة!

المحاصصة المذهبية والسياسية تفرض نفسها في التشكيلة الحكومية بشكل واضح وما أن يتسلم وزير من طائفة معينة مهمة ادارة وزارة ما تحسب الوزارة على تلك الطائفة فيقال مثلا وزير الكهرباء السني ووزير النفط الشيعي وهكذا فالتسميات المذهبية تأخذ حقها ضمن الواقع السياسي في العراق الجديد

بغض النظر عن مدى مشاكل الوزارة ومهما كانت ملفاتها شائكة ودورها حيوياً يبقى النجاح مناط بقدرة الوزير على تجاوز العقبات وأثبات نفسه بمعنى اخر اذا ان الوزير الذي يعرف كيف تؤكل الكتف سيتمكن من النجاح في مهمته وزير الكهرباء ووزير النفط مهمتهما ثقيلة جدا فيما يتعلق بتوفير الكهرباء في صيف العراق اللاهب الا أن احدهما عرف كيف يخرج نفسه من المأزق بطريقة دبلوماسية للغاية, وهو وزير النفط قبل عدة ايام بعد ان ثار سخط الشارع العراقي حول تسعيرة المولدات الاهلية( واسعار الامبيرات) أعلن انه مستعد لتجهيز المولدات الاهلية بالوقود مجانا, وبذلك فقد اخلى نفسه تماما من اية مسؤولية, لان الشارع العراقي يدرك حقيقة عجز وزارة الكهرباء عن توفير الطاقة للناس في صيف العراق للعام الحالي الذي على ما يبدو انه لم يختلف عن فصول الصيف السابقة عندما كان الشهرستاني يصدر الكهرباء للخارج!

رغم ان وزير الكهرباء قاسم الفهداوي معروف بنجاحه في خدمة محافظة الانبار فالقاصي والداني يعرف تماما جهوده المبذولة في خدمة ابناء محافظته الا انه لم يحقق النجاح في كسب تأييد الشارع العراقي كما حدث مع الشارع الانباري فالشعب العراقي ناقم على اداء وزارة الكهرباء

وزارة الكهرباء ملفاتها شائكة وتركتها ثقيلة وهذا امر لا يمكن انكاره او تجاهله, الا ان الجزء الثاني للحقيقة هو ان وزارة النفط لا تقل مشاكلها عن مشاكل وزارة الكهرباء, لان كلا الوزارتان كان يديرها شخص واحد وهو الشهرستاني الذي اثبت فشله في كل المهام التي انيطت به, ومازال يكمل مشوار الفشل في وزارة التعليم العالي!

وزير النفط ( عرف يلعبها صح) وتمكن من ان يتجاوز معظم العقبات ان لم نقل كلها فقد نجح في تسليط الاضواء على نفسه وعلى وزارة النفط وجعل الاقلام تكتب عنه فقد خرج من النفق المظلم, ولم يبق حبيس شرنقة الفساد الشهرستانية, اما وزير الكهرباء لم يتمكن من تجاوز التركة الثقيلة التي خلفها الشهرستاني, بل حتى انه لم يتمكن من تسليط الاضواء على ادائه الوزاري, فاصبح الجمهور راضي على اداء الوزير الشيعي, وناقم على وزير الكهرباء السني, فمتى سينتبه الفهداوي لنفسه؟