9 أبريل، 2024 3:41 ص
Search
Close this search box.

العراق بين … قمتين !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

 انقضى ترأس العراق للقمة العربية ، وقام بتسليم رئاستها الى دولة قطر  تمهيدا  لاجتماع القمة الجديد في الدوحة ، مما يطرح  سؤلا  مهما عما مر به العراق خلال وجوده على قمة الهرم العربي  في أنموذج الجامعة العربية ، وما يمكن ان ينتهي إليه ما بعد  ترأس قطر  لها  ؟؟
  ربما هناك من يجد ان الجامعة العربية على مر تاريخها لم تكن اكثر من وعاء للمجاملات بين الزعامات العربية، و فشلت في تحقيق  ابسط متطلبات ما يعرف بـ” الأمن القومي العربي”، واذكر ما بعد قمة بغداد 1990 بأيام ، التقيت بالفريق محمد فوزي، وزير الحربية  المصري” رحمه الله ” وسألته عما يمكن ان تحققه قمة بغداد  1990  للأمن القومي  العربي ، فأجاب بلهجة مصرية محببة ” ان الأمة العربية ستأخذ على دماغها ما دامت  القمم تعقد بهذا الشكل” ، وكأنه يتنبأ  بما يمكن ان تؤول اليه الأوضاع العربية بعد خطيئة  غزو الكويت  في اغطسس  من العام نفسه بعد  ما لا يزيد على 3 أشهر فحسب  !!
 اليوم  تبدو نظرية الأمن القومي العراقية تختلف عما  كانت عليه  في  زمن البعث ، والتي  واقعا  لم تثبت اي  شيء  أكثر  من تكرار أخطاء تاريخية لدول العالم الثالث في تبني سياسات لا تنسجم مع الموقف الدولي ، وهو  حال  كاسترو كوبا ، وبعده  شافيز فنزويلا  ، ومن قبلهما قذافي ليبيا ، فالجميع  انسجموا في  نظرية  واحدة  بان  ما يمتلكون من ثروات يمكن ان تحرر العالم من آثام  الامبريالية الأميركية ، فكان الأجدر بهم ان يبدؤوا بالعمل على إنقاذ شعبوهم  من ثالوث الجهل  والفقر  والمرض  ، قبل  ان ينشغلوا بحل مشاكل  العالم  وهكذا جاء التغيير  في عراق اليوم  يحمل ازدواجية فريدة من نوعها ، تتمثل في  التعامل مع آثام الامبريالية  الأميركية بكونها  ” المخلص من آثام دكتاتورية   نظام صدام ” وعلى  خط مواز لها، دعم  نظرية  تصدير الثورة الإسلامية  الإيرانية  للتخلص  من اثام الامبريالية  الأميركية  وفقا لنظرية  ولاية الفقيه 
وهكذا كانت فرضيات ترأس العراق للقمة العربية  نوعا  من استعادة العرب  للعراق واستعادة العراق لهم للابتعاد عن خيمة  ولاية الفقية  ونظامها الشمولي  لمواجهة الامبريالية  الأميركية ، لكن الكثير  من العرب  لم يقدموا هذه الفرصة  للعراق الجديد  على طبق  من ذهب  ، سوى الكويت التي  شاركت بقوة في  قمة بغداد 2012  ، فيما تخلفت  الدول الأخرى عن ركب  سفينة ترأس العراق للقمة العربية ، فقط لأنهم  لا يريدون استكمال  الهلال  الشيعي  وتداعياته على   بلدانهم  ، وانتهت ولاية العراق  على هذه القمة  وجامعتها العتيدة ، وهي  ما زالت  عند  حدود كلمات الفريق فوزي  مجرد قمة انتهت بان تأخذ  الأمة العربية على  دماغها   من جديد 
وهذا الفشل الذي يقرأ من قبل الكثير من القيادات العراقية بكونه نجاحات  فتحت أبواب  مغلقة  لتطوير علاقات عراقية عربية  توافق على أنموذج الحكم فيه وكيلا لتصدير ولاية الفقيه للدول الأخرى ، وابرز هذه الفتوحات ما حصل بعد تغيير الأنظمة العربية اثر ثورات الربيع العربي ، فرئيس  تونس اعتذر للعراق في  كلمته امام القمة في بغداد عن مشاركة  مواطنيه في أعمال  تنظيم القاعدة الإرهابية  ، فهل يمكن ان تعتذر دولة مثل قطر تتهم  بمساندة تنظيم القاعدة كما فعل  الرئيس التونسي ، وهناك اقطار خليجية تطالب بتبادل السجناء ما بين  مهربين عراقيين قبض عليهم وارهابيين  شاركوا بقتل العراقيين ، والعدالة لا  تقتضي المساواة بين  كلا الجريمتين  ، فهل تعتذر للعراق  عن مشاركة هؤلاء المساجين  من مواطنيها  في قتل العراقيين  ..؟؟
ومشكلة العراق ما بعد القمة العربية الجديدة في الدوحة  تمثلت في  زيارة وزير الخارجية الأميركي الى بغداد ومطالبة رئيس الحكومة نوري المالكي بعدم تمرير الأسلحة الإيرانية لدعم  نظام بشار الأسد  وهو الذي  تحفظ على طاولة  القمة الجديدة  على منح ائتلاف المعارضة السورية مقعد  الحكومة السورية  ومن لم يفهم الرسالة الأميركية عليه  ان يعيد قراءة تصريحات كيري مرتين ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب