8 أبريل، 2024 2:55 م
Search
Close this search box.

العراق بين قطيعين و غوار الطوشي

Facebook
Twitter
LinkedIn

قديما قيل: للشيعة اللطم وللسنة الحكم ، ولكن اليوم نستطيع ان نقول: للشيعة اللطم وللسنة الهدم .
المثل ” لايتناطح فيها كبشان” يعبر عن ادراك قديم باننا مجموعة قطعان.
هنالك حقيقة مرعبة يقفز عليها الاعلام والمثقفون والاشد قفزا هم السياسيون ، هذه الحقيقة تتمثل بامية الشعب العراقي وفي جميع المناحي الحضارية ، ولعل الامية الحضارية المصطلح الاشمل لما يعانيه الشعب العراقي من تخلف وجهل وانحدار في العقل ، هذه الحقيقة لم تأت من فراغ بل ولم تصيب الشعب العراقي وحده بل قد لانجازف اذا ما عممناها على جميع الشعوب العربية ، وتعد هذه الحقيقة هي التراث الوحيد الذي جادت به انظمة سايكس بيكو الحاكمة لشعوبها ، والوجه الاعم لهذه الانظمة هو وجه الحكومات القومية…
قلناها سابقا ونقولها اليوم ان نظام البعث استطاع وبجدارة ان يمسخ الحياة العراقية الى حياة مشلولة لاهم لها الا بمعلفها ، فحينما جاء البعث الى السلطة كانت هنالك طبقة وسطى وكان للكتاب والقراءة سوقا رائجة كنتيجة طبيعية لسياسات النظام الملكي ، ولعل استهداف النظام الملكي في العراق دون غيره في الخليج بسبب عدم التزامه بخطة انظمة سايكس بيكو التي يجب ان تفضي الى انتاج شعوب قطيعية….
كنا ولا زلنا نعيب توظيف الدين للدنيا والتي من صور هذا التوظيف هو تسخير الدين واستثماره لمصالح حزبية وسياسية وفئوية ، وبعد سقوط الطاغية المقبور صدام لم نشهد حملة مسعورة اشد من حملة اليوم في توظيف الدين لغايات ومصالح خاصة تتعارض مع الدين نفسه ، وخدم هؤلاء الساسة الثقافة القطيعية التي يتمتع بها الشعب ، فرأينا استغلال الشعائر الدينية وخصوصا المتعلقة بالامام الحسين (ع) كيف تستثمر من قبل الساسة ليذهب قاطعا كم مترا من المشي وبتصوير القنوات الفضائية الخاصة به ليعطي الانطباع لقطيع اللطم بانه من السائرين على خطى الحسين الثائر بينما حقيقة الحال ان اداء هؤلاء الساسة ينسجم انسجاما تاما مع اعداء الحسين الذي ثار عليهم طلبا لاصلاح مافسد ، وهذا الحكم لايستثنى منه سياسي شيعي اسلامي ودونكم البحث عن ابنائه وبناته واخوته وذوي رحمه وكيف تسلطوا على الدولة….
كنا ننتظر وعلى نار هادئة ان يعي قطيع اللطم باعتباره القطيع الاكبر حجم المصيبة ليتخذ قراره بابعاد هؤلاء الساسة عن السلطة ديقراطيا وبفعل صناديق الاقتراع ، وفعلا وجدنا بعض الاهازيج واللطميات تتردد في مسيرات الزائرين تفضح فساد الساسة وخيانتهم للامانة ، وزاد املنا بعهد جديد ينتهي فيه الفساد والمفسدين…
ولكن هنالك قطيع لم يمتهن اللطم بل امتهن الاستعلاء والهدم يحن الى ماضي معلفه  حينما كان يعتلف الشعير وبقية القطعان يعتلفون الحصرم ، خرج هذا القطيع حاملا معوله الذي اعطاه ساسة الاسلاميين السنة الى هذا القطيع ، خرج هذا القطيع ليطالب بامجاد اسياده المبنية على جماجم المقابر الجماعية والانفال وحلبجة وغيرها من اسس الامجاد ، خرج هذا قطيع الهدم هذا بمطالب هي اشبه ضربات معول في بناء لم يبتدأ به بعد ، مطالب اقل ما يقال عنها بانها طائفية نتنة سمجة تعبر عن عدائية مفرطة للعراق كوطن ودولة ، وهذه المطالب تثير قطيع اللطم بالتأكيد ، فليس من المعقول ان تصبح بغداد رهينة للقطعان الذين يهتفون ” بغداد النا وما ننطيها ” ، فهذا مما لايمكن ان يقبله عاقل فضلا عن قطيع اللطم الذي تحركه العواطف ، ثم شذبوا مطالبهم المشؤومة عددا ومضمونا لتصبح ثلاثة عشر مطلبا لاتشم منها الا روائح العفن والقذارة ….
ولكن ظلمنا قطيع الهدم لانه لاهم له الا الشعير المضمخ بالعسل ، نعم ظلمنا قطيع اللطم لان هذه المطالب ليست مطالبه بل هي مطالب غوار الطوشي…..
في احدى مسلسلات غوار الطوشي ولعلها صح النوم تخرج مظاهرات ضد السلطة المتمثلة ببدري ابو كلبشة ، وكان غوار الطوشي وابو عنتر جالسين على المقهى فما كان منهم الا ان يشاركوا بالمظاهرة ليرفع ابو عنتر غوار ويهتف الاخير بهتافات غير مفهومة ويختمها بيسقط فيردد القطيع خلفه بيسقط مرارا ، ثم طلب بدري ابو كلبشة وفدا يمثل المظاهرة ، فما كان الوفد الا غوار وابو عنتر وحينما سأل غوار ابو عنتر ماا يريدون المتظاهرون قال له لا اعلم ولكن قدم طلبات تخصك وتخصني ودعك من القطيع الثائر….
لهذا فان المطالب المشؤومة تعبر تماما عن غوار وليس المتظاهرون ، وغوار هنا ربما النجيفي او العيساوي او او او… الخ السلالة النزيهة .
وبذا فلقد نجح الساسة الفاسدون والفاشلون بنقل المشكلة مابين الشعب وبينهم لتكون المشكلة بين قطعان شعبنا العظيم ، والنجاح هذا عاضده البعث اللقيط تنفيذا لاجندة المشروع الصهيو امريكي الذي اضطلعت به دول تركيا وقطر وال سعود ، لان حكومة وسلطة وطبقة سياسية نزيهة ووطنية ستقف حائلا وسدا ضد مشروع التقسيم الصهيو امريكي .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب