7 أبريل، 2024 7:52 م
Search
Close this search box.

العراق بين غياب الدولة وحضور الفساد

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ تواري سلطة النظام السابق تحت وطأة الاحتلال ، تحاول الدولة بكل مؤسساتها إعادة تفعيل وجودها على الأرض من خلال تفعيل القوانين التي كانت تنظمها تسيير شؤونها سابقا ، ولكن نتيجة لتسلط عمالقة الجهالة على مرافق هذه الدولة ومؤسساتها لم تعد القوانين بقادرة على تحقيق مقاصد هذه الدولة بسبب تلاعب زعامات هذه الجهالة بالقوانين والأنظمة وتحويلها باتجاه خدمة مقاصدهم الشريرة وتم تعزيز هذا النشاط التخريبي بجيوش تابعة لأشخاص كانوا وراء التخريب منذ البداية ولغاية هذه اللحظة مشكلين شريحة اجتماعية غنية جدا بعد فقر مدقع بفعل عوامل وأساليب كثيرة يتقدمها الفساد المالي وبعده الفساد الإداري ، وهكذا تشكلت مؤسسات الدولة منذ اعداد بريمر مجلس الحكم على شكل مؤسسات فردية إقطاعية سميت بأسماء الأحزاب والكتل السياسية وصارت هذه الدوائر وتلك المؤسسات تحكم بالتوارث الديني أو المذهبي أو العنصري ، وأضحت كل وزارة حكرا على فئة مع تبادل بسيط للمواقع اثناء تشكيل الكابينة الوزارية وحسب الاتفاقات البينية ، وبهذه العملية غييبت الدولة وحضر الفساد بدلا منها ، وصار المفسدون هم الدولة ، وكثيرا ما يتردد على أفواه المواطنين عبارة اين الدولة .؟
أن تبعية حكام بغداد لدول الجوار دون استثناء وفسادهم المفضوح حال دون استمرار وجود الدولة وتراجع سيادتها أمام جيوش وتدخلات دول بعينها ، وهذا رغم ثقل أوزانه على العراقيين سيكون يوما عامل نهضة وإعادة تحرك من شأنه أن يطيح بالجهالة الحاكمة واحلام دول الجوار ، ذلك أن غياب الدولة العراقية غيابا انيا ، وشيوع الفساد هو الوقود الذي سيشعل النار تحت اقدام السراق والغرباء ، وعندها سيكون مصير الكل الحاكم مصير نوري السعيد وعبد الإله الذي خان كل منهما الوطن وخالف احكام الله…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب