يقولون إن الأواني الفارغة تـحدث ضجيجا أكثر من الأواني الممتلئة وكذلك البشر لا يحدث ضجيجا إلا ذووا العقول الفارغة، ما يحدث في المشهد العراقي يدفعنا إلى القول أن الحلول الفارغة تحدث ضجيجا عاليا وثرثرة سمجة ونغمة نشاز سئم من سماعها شعب مسحوق يدفع ثمن اختياره الخاطئ لشخوص تسترت بالدين ظن أنها ستوفر له حياة نرجسية، ضجيج تتصدع من عوائه وفحيحه أفاق وطن محتل تكالبت عليه قوى الشر والظلام وعلى رأسها إيران.أصحاب الحلول والمشاريع الفارغة مختلفون متصارعون حتى في فراغهم وخداعهم وضجيجهم، وكلٌ يرمى الكرة في ملعب الآخر، والكل يريد أن يظهر بمظهر المصلح والحريص والنزيه ولا كأنه جزء من منظومة الفساد المتسلطة، وما يظهر في الإعلام ليس بأسوأ مما يجري خلف الكواليس وعلى وتحت الطاولة المستديرة التي يجلس عليها المتسلطون، وفي خِضَّم هذا المشهد المضطرب، صار لسان حال الشعب(بين حانة ومانه ضاعت لحايانه)، لأن النتيجة التي يفرضها الواقع وأثبتتها التجارب : أن لا حلول من العقول الفارغة من أي حلول تخدم الوطن والمواطن الذي سحقوه، لا حلول من العقول التي أنتجت الفساد والمفسدين وساقت العراق إلى واقع مظلم ومستقبل مهول، نعم لا حلول من العقول التي ترفع مظلة المصالح الشخصية والأجندات الخارجية وفي طليعتها أجندات المحتل الأخطر الأشرس إيران…الحلول الواقعية الجذرية لا تحدث ضجيجا ولا ثرثرة لأنها كالآواني الممتلئة بالعلاج الناجع لكل المشاكل والأزمات التي يعاني منها العراق، لأنها تصدر من عقول تمتلك القدرة على القراءة الدقيقة والتشخيص السليم والتفكير الموضوعي المجرد من أي ميول أو رغبات شخصية، عقول ترفع مظلة مصلحة الوطن والمواطن فقط ، تصدر من عقول وقلوب تعشق وتوالي العراق وشعبه بالقول والعمل الصادق ولا تريد مقابل سوى أن يعيش العراقيون بخير وسلام، مشروع خلاص لإنقاذ العراق الذي طرحه المرجع العراقي العربي الصرخي لم يمتلك ضجيجا مثل الحلول والمشاريع الفارغة، لأنه غني بالحلول الجذرية الحقيقية، لأنه يمثل إستراتيجية شاملة متكاملة لإنقاذ العراق والمنطقة، فهو يؤسس لأرضية صالحة لاستقبال أي مشروع وطني صادق لبناء عراق مستقر آمن في ظل دولة مدنية عادلة، ولهذا يؤكد المشروع على استئصال جذور الغدد السرطانية المستشرية والمتنفذة المتمثلة بالفاسدين المتسلطين تنفيذيين كانوا أو برلمانيين والمليشيات والعصابات الطائفية والتكفيرية المرتبطة بها واستئصال الغدة السرطانية الأكبر إيران من خلال إخراجها من اللعبة العراقية، كما جاء في البند العاشر منه: ((- إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق
حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش )) .لأن أي مشروع وطني لا ينسجم مع أجندات إيران سيكون مصيره الفشل مادامت هي المتحكم، ومن اجل قطع دابر أي تدخلات خارجية وإبعاد خطر المليشيات وقوى التكفير يؤكد المشروع على ضرورة أن تتبنى الأمم المتحدة إدارة شؤون العراق شريطة أن تلتزم ببنود المشروع، كما أن المشروع ركز على قضية النازحين والمهجرين وطرح حلا مؤقتا لإنقاذهم من معاناتهم التي صارت في طي النسيان، وغيرها من البنود التي تناولها مشروع خلاص، والتي يطول المقام بذكرها،لم تمضي سوى اثنان وسبعون ساعة على التنبيه والتحذير والنصيحة التي قدمها المرجع الصرخي لدول الخليج والمنطقة في جوابٍ له على استفتاء رفع عليه تحت عنوان “أضاعوا العراق… تغيّرتْ موازين القوى… داهَمَهم الخطر…!!!” أشار فيه إلى الخطر الإيراني الذي يداهم دولها وأمنها وشعوبها، حتى استجابت تلك الدول لنصيحة المرجع العربي وسارعت إلى اتخاذ خطوات سريعة لتدارك ما فاتها، ونحن في العراق ومنذ اللحظة الأولى لدخول المحتل والمرجع الصرخي ينبه ويحذر وينصح ويقدم الحلول والمشاريع والمبادرات من اجل إنقاذ العراق لكن القوم أبوا إلا نفورا ، وهذا يكشف عن أنهم لا يريدون حلولا ناجعة لأنها تتعارض مع مصالحهم ومصالح أسيادهم… السؤال المطروح هنا: هل من الشرع والعقل والمنطق والأخلاق والتجربة أن يبقى العراق يستمع ويطرب إلى ضجيج وثرثرة وعواء الحلول الفارغة التي تُرفَع انتهازا وتغريرا وتخديرا وركوبا للموج ومصادرة لمطالب الشعب التي تظاهر قبل أن ينبري اليوم مَن يتظاهر لغاية في النفس وتنفيذا لسيناريو باتت فصوله معروفة؟!!!.