18 ديسمبر، 2024 8:13 م

العراق بين صمت السيستاني وفتوى الكفائي

العراق بين صمت السيستاني وفتوى الكفائي

الجميع كان يقول لماذا هو صامت الإمام السيستاني عن كل هذه التجاوزات بحق العراقيين ؟,جراء ما خلفه الاحتلال الأمريكي من فوضى ودمار وخراب ,وعن الطائفية المقيتة التي أرادت ان تأكل الأخضر واليابس ,وكيف كان يقتل الناس دون ذنب أنساني وقانوني بين الأزقة والإحياء والطرقات ,تحت عنوان السنية والشيعية ..؟,قلت مع نفسي ماذا ينتظر الأمام وقبة الأمام علي (ع)تعرضت لقصف جراء معركة النجف الشهيرة والدماء التي سالت فيها ,وانفجار العبوات الناسفة على زوار كربلاء والكاظمية المقدستين ,وكيف تناثرت أشلائهم ,ولم تعطي أذنا للسائلين عن الجهاد,وتجيبهم (لو قتلوا نصفنا لم نأمر بقتلهم ). واستمر السؤال يحاصرني ويسأل نفسي متى ينطق السيستاني ؟,وهذه الظلامات من كل حدب وصوب تحيط بنا ,وعندما نطق السيد لما حدث من (داعش ) أيقنت اخيراً ان الدماء التي تسكب وتعطى ,أن لم تكن في غير محلها لن تجدي نفعاً . ولولا فتوى الجهاد الكفائي التي دوت في ارجاء المعمورة ووصل صداها ووقعها لعقر البيت الأبيض ,لكان مد الإرهابي والإرهابيون في البصرة يسرحون ويمرحون ,ولما كان هنالك حرمة لأعراض وحقوق ,ومعتقد نؤمن به’فالقادم من بعيد لا يعرف معنى الإنسانية ,ولا يعرف معنى الرحمة ,انها مشيئة الله أن ترك لنا هذا الأسد غير النائم يتابع ويرصد ما يجري وما يراد ان يجري علينا ,لإبادتنا ,انه اب للجميع لا يعرف الحقد والضغينة ,يد بها غصن زيتون السلام ,ويد تذود في الدفاع عن الوطن ومقدساته ,قداسة الوطن …من قداسة دم الانسان وحرمته وعرضه وماله ,ليس علماً يرفرف ,او تراباً ,أنما الوطن يعلو بقيمة مواطنيه الذين يشعرون ان هنالك وطن يحفظهم من الخوف ويؤمن لهم القوت من الجوع ,بك وبالمجاهدين من جيشنا وسرايا حشدنا الشعبي حفظنا أهلنا وحفظنا العراق , ,لازالت ابنتي فاطمة وبنات العراقيين وأمها وأمي وأخوتي وأخواتي وأمهات الجميع وان اختلف الدين والمكون والمعتقد يمارسون حياتهم اليومية بطمأنينة,ويذهب أطفالنا لمدارسهم بأمان , لازالت اعرضنا مصونة وحرماتنا خطوط حمراء وحجارة من سجيل ستقع لكل من يريد السوء بنا , شكرا لك وأنت تبرأ ذمتك أمام الله ,وتقول بملء الفم لن أتخلى عنكم ,انك تحب الجميع وتقول (أنا أحب الجميع والدين هو محبة أعجب كيف استطاعوا الأعداء ان يفرقوا

بين المذاهب الإسلامية ) وتقول (ان أملي في الحياة ان ارى العراقيين سعداء أعزاء ) وأتضح لي بأن دماؤنا المعطاة هي نفسها تلك التي جاءت بوقت كان يحتاجها الحسين لنصرة الإنسان المستضعف والمظلوم وتحريره من رق الإنسان الظالم ,وصمتك هو نفس صمت الأمام الحسن ,(فكلاهما إمامان قاما وان قعدا ), لقد أرعبت الجميع من الحاقدين والمنافقين الذين كانوا يتحدثون عنك بسوء ومكروه ويقولون متى تنتفض و يهتز لك الضمير ,لقد صمت دهراً لكنك لم تنطق كفراً كما يقال ,انك نطقت …وعندما نطقت حفظت وصنت ,ووجهت ,وعلمت ,وقومت ,مسيرة امة ودولة ,كانت قاب قوسين أو أدنى ,بين نار الانهيار وخراب المشروع الديمقراطي ,ومطرقة وحوش بأجتياح كل معلم أنساني نؤمن ونعتزبه , وبين ان يأتي شذاذ الأفاق من أصحاب قلوب الشياطين والضمائر الرديئة ,والروائح النتنة ,لديهم مشروع أقامة دولة إسلامية على ارض العراق ,قائمة على هتك الأعراض والحرمات ,ونهب ما يجدونه في طريقهم ,وإلغاء حقوق الأقليات ,وسياطهم لا تفارق أيديهم بإقامة الحد من جلد ,وقطع رقاب بالسيوف , والتكبير (الله اكبر) على من …على العزل والأبرياء ,وعلى الذين يرفضون ترك دياناتهم المسيحية واليزيدية والصابئية ,والرافضين لمنهجهم من سنة وشيعة وأقليات ,لم يردعهم ويقف في طريق مشروعهم أي احد سواك …سواك أنت …وأنت الطاعن بالسن ,واليافع بالموقف ,وصاحب الكلمة التي غيرت مجرى تاريخ العراق والعراقيين والشرق الأوسط بأكمله ,كما قال الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون (سماحة السيد يتمتع بالحكمة و التسامح و الإلهام لجميع أتباعه سواء هنا او في العالم ويشرفني لقاءه للمرة الأولى, وأرحب بشدة بمناشدته للجميع بضبط النفس و تعزيز الروابط بين أبناء جميع مكونات الشعب العراقي) تلك شهادة من اكبر رئيس مؤسسة دولية تعنى بشؤون العالم ,وقوله يحسب له للتاريخ ,بعيداً عن التملق أنما قال لما يجده بذلك قولا وفعلا.