27 ديسمبر، 2024 3:57 ص

العراق بين سياسة الحياد وسياسة التصعيد

العراق بين سياسة الحياد وسياسة التصعيد

من يقرا مفهوم السياسة العراقية اليوم يجد هناك ضبابيه وعدم وضوح في التصريحات التي تصدر من هنا وهناك سواء من مسؤولين حكوميين عبر وسائل الاعلام او البيانات الرسمية للحكومة والذي يدلي به الناطق باسم مكتب السيد رئيس الوزراء في حين لم نسمع لحد الان اي تصريح من رئاسة الجمهورية  اوزارة الخارجية التي تعتبر هي الوزارة الوحيدة التي يعنيها الامر في الشؤون الخارجية…….
ان ما يجري اليوم من احداث على الساحة العربية وخاصة في الساحتين الفلسطينية واللبنانية وما يجري من مناوشات عسكرية بين ايران والكيان الاسرائيلي يضع الحكومة في موقف محرج جدا بسبب الضغوطات التي تتعرض لها من الجانب الامريكي والذي يطالبها دوماً بإعلان الحياد في كل سياساتها الخارجية في حين ان  الجانب الآخر الذي يضم ايران والمقاومة الإسلامية يطالبونها بإعلان موقف واضح وصريح تعلن فيه الدعم الكامل للفصائل المسلحة في صفوف المقاومة…
وما زالت الحكومة العراقية تلتزم الحياد من خلال اعلاناتها التي تدعو فيها الى تهدئة الوضع العام في المنطقة وعدم جرها الى ويلات الحروب او الدخول في حرب اقليمية شاملة…
ان المؤشرات الموجودة في الساحة السياسية اليوم تشير  الى ضعف دور الحكومة العراقية في السيطرة على اراضيها بالكامل والى عدم استطاعتها الوصول الى قرار واحد وتصريح واحد مشترك يجمع كل الآراء للقوى والاحزاب المشاركة في العملية السياسية يبين موقف الدولة مِن الذي يجري حاليا في الساحة العربية…. لقد اخذت الحكومة العراقية على عاتقها ومنذ اللحظات الاولى موقف الحياد المبهم  داعية كل الاطراف الموجودة الى توخي الحذر وعدم الانجرار وراء الاستفزازات العسكرية التي من شانها ان تُولد حرب اقليمية شاملة.. ولكن المحللين السياسيين بشكل عام ينظرون اليوم الى الوضع العراقي بشكل مختلف فأي حكومة يجب ان يكون لديها موقف واحد ثابت ولا يمكن تجزئة المواقف في مثل هذه الحالات الصعبة لان تجزئة المواقف يعني ضعف قدرة الدولة على سلامة وحدة اراضيها وقرارها السياسي وكذلك عدم وضوح علاقاتها الخارجية مع الجميع وهنا ومن باب الاستقلالية التامة لهذه المقالة  نقول كان الله في عون الحكومة المركزية العراقية بهذه المحنة التي وضعتها في مواقف حرجة وصعبة جدا فمن جهة هي لا تستطيع ان تقول لإيران او اسرائيل اوقفوا هذه الحرب النازفة ومن جهة اخرى تتعرض الى ضغوطات أمريكية ودوليه كبيره يقابلها ردود افعال الشارع العراقي المنقسم على نفسه بين معارض ومؤيد فالعراقيون اليوم ليس هم عراقيون الامس الذين كانوا يؤيدون اي قرار تصدره الحكومة تجاه ما يدور في المنطقة لان اليوم وفي ظل النظام الديمقراطي الجديد  اصبح الوضع مختلف كليا فقسم من العراقيين لا يعنيهم الامر بشيء لا من قريب ولا من بعيد فيما تجد اطراف اخرى قد نزلت الى الشارع بمظاهرات حاشده تؤيد المقاومة الإسلامية وتندد بالعدوان الاسرائيلي على لبنان وعلى كل مجريات الاحداث الأخيرة التي جرت هناك فهل هناك مستقبل مجهول للحكومة العراقية..
ويبقى السؤال هل هناك مستقبل غامض لا تعرفه او تجهله الحكومة العراقية وخاصة اننا جميعا نعرف ان السياسة الأمريكية سوف تتغير كليا بعد الانتخابات الأمريكية القادمة
في حالة فوز الحزب الجمهوري بقيادة االرئيس دونالد ترامب….. ولكل حدث حديث!!!!!!