أن ألأرث ألديني ألطقوسي ألتلقيني هو أحد ألأسباب ألرئيسة ألتي أدت ألى تدهور ألأوضاع في ألعراق ألأمنية وألسياسية وألأجتماعية؛حيث تحول ألأنسان ألى أداة تحركه ألرياح حسب أتجاهاتها ؛وألعراق مابعد ألسقوط ؛أصبح أشبه بالطفل ألرضيع أسير لمن يرعاه ويحافظ عليه ؛أذ تم تدمير ألمؤوسسات ألأمنية والعسكرية وألمدنية على يد قوات ألأحتلال وماتبقى أجهز عليه ألرعاع وألحواسم.لذلك تم تشكيل حكومة محكوم عليها بالفشل أبتداءا؛على عجالة في خلطة عجيبة غريبة بين من يؤمن بولاية ألفقيه أو ألمرجعية أو من يؤمن بأقامة ألدولة ألأسلامية أو ألراشدة ومجموعة من ألعلمانين ؛شيوعين وبعثين سابقين ومستقلين؛ولكن حصة ألأسد كانت للمكونات ألمذهبية ؛للأسباب أعلاه ؛نستطيع ألقول أن أي تشكيلة من هذا ألنوع لن تستطيع أدارة ألبلاد لفقدانها زمام ألمبادرة وألقدرة على قيادة بلد محطم ؛لايمتلك جيش ولا مؤسسات أمنية ولا حتى خدمية ألى جانب وجود قوات ألأحتلال.ونتيجة ذلك نشأ كيان هزيل لايمكنه قيادة بلد كالعراق.
فعلى من يتقلد زمام ألسلطة يجب عليه أرضاء ألجميع وهو يرأس تشيكلة غير متجانسة منقسمة على نفسها حتى في داخل كل مكون على حده وبالتالي وصلنا ألى أخطاء كارثية لايمكن تصحيحها أو ألرجوع عنها :1- ألمكون ألشيعي منقسم على نفسه بين دعوجي وصدري وحكيمي وفضيلي ؛ولكل منهم مرجع يتبع تعليماته ؛فمنهم يتبع ألسيستاني أو ألمرعشي أو ولاية ألفقيه {خامنئي}وغيرهم ؛ولايوجد دور مؤثر أو يذكر للطبقة ألمثقفة أو أهل ألخبرة في هذه ألتشكيلة ؛والكثير من ألمجموعة ألأولى يعتمد في أتخاذ قرارته بناءا {على أخذ ألخيرة}.2-ألمكون ألسني ؛خليط من مجاميع سلفيه ووهابية ونقشبنديه وشيوخ عشائر وأيتام ألنظام ألسابق؛وهؤلاء لايعترفون بسلطة يقودها الشيعة لأنهم يعتبرون أنفسهم سادة ألعراق ؛ لأنهم حكموا لأكثر من ثمانين عقدا من ألزمن ويتمتعون بدعم كبير من دول ألجوار ألسنية ؛ولذلك ليس من مصلحتهم أستقرار العراق بوجود حكومة يرأسها ألشيعة ؛لأن دول الجوار تمنعهم من قبول هذا ألوضع ألجديد.3- ألمكون ألكردي ؛نتيجة لتجربتهم مع ألحكومات ألمتعاقبة في ألعراق وخاصة في عهد صدام ؛حيث تعرضوا ألى أضطهاد وقتل وتشريد وتهميش ؛لايوجد في أجندتهم قبول أستمرار ألأوضاع ألسابقة ؛لأن وجود حكومة مركزية قوية ليست من مصلحتهم بأي حال من ألأحوال ؛وأن وجود حكومة ضعيفة تخضع لضغوطهم ؛ يخدم أهدافهم ألنهائية في تحقيق حلمهم ألقومي والتخلص من كابوس سيطرة ألأغلبية ألعربية عليهم.4- ألتجاذبات بين أيران من جهة وألسعودية وتركيامن جهة أخرى على ألنفوذ للسيطرة على ألقرار ألسياسي في العراق ؛زاد في ألطين بلة ؛فأيران تريد حكومة شيعية تتناغم مع أتجاهاتها وخاصة أنها تتعرض لضغوط أمريكية وغربية وأسرائيلية وخليجية ؛فيما يتعلق بمشروعها ألنووي؛وعلى الطرف ألأخر تحشد ألسعودية قدراتها ألمالية وبقية دول ألخليج لمنع ألتمدد ألأيراني لأنها تشعر أنها تقود ألتيار ألسلفي في ألمنطقة وتعتقد أن حلفا ايرانيا عراقيا سوريا ألى جانب حزب ألله أللبناني سيشكل خطر على مصالحها ألقومية ؛فأصبح ألعراق ساحة للصراع بين أيدولوجيات سلفية ووهابية وشيعية ؛والدماء ألتي تسيل في ألعراق يوميا ؛هو بسبب هذه ألصراعات ألطائفية .ونتيجة لذلك أصبح ألعراق ضحية هذا ألصراع ألأقليمي ألمؤدلج طائفيا بغطاء سياسي ؛ألى جانب تدخل ألحكومة ألتركية ألأخوانية بقيادة أردوغان في ألشؤون ألداخلية في ألعراق ودعمها ألمجاميع ألأسلامية ألأرهابية وحلمها بأستعادة ألخلافة ألعثمانية مستغلة ألفوضى ألتي تعم ألعراق ودول ألجوار.
من كل ماتقدم أن وضع أللوم على ألحكومة ألحالية أو التي سبقتها بالكامل بعيد عن ألأنصاف وألواقعية؛على ألرغم من أعترافانا بأن من يقومون بأدارة ألدولة يفتقرون للخبرة في أدارتها ألى جانب توجه ألكثير من أعضائها ألى ألكسب ألحرام لعدم وجود مؤسسات رادعة ؛وأنها تتخبط في قرارتها وأنعدم ألتخطيط ألأستراتيجي .أن حجم ألعمليات ألأرهابية والدمار التي تحدثه في ألأرواح وألممتلكات شل مؤسسات ألدولة رغم سوء خدماتها وأستمراره منذ السقوط ألى ايامنا هذا ؛يجعل مسألة أدارة ألدولة صعبة جدا؛أن لم تكن مستحيلة .والدليل على ذلك أن ألدول ألغربية وأمريكا وحلفائها بدأت بالأنسحاب من أفغانستان وستكون خارجها بالكامل بحدود2014رغم ألأمكانات ألعسكرية وألتقنيات ألمتطورة ألتي تمتلكها ؛وأن أسرائيل لم تستطع ألصمود أمام ضربات مجاهدي حزب ألله واضطرت للفرار من جنوب لبنان بهزيمة منكرة وكذلك أنسحابها ألمهين من غزة تحت ضربات ألمجاهدين ألفلسطينين؛و أصبحت ألحكومة ألليبية ألمدعومة من ألحلف ألأطلسي في مهب ألريح؛ولا يوجد لها أثر على أرض ألواقع بفعل عمليات ألمجاميع ألمسلحة فيها؛وسوريا بعد سنتين من ألقتال مع ألجماعات ألمسلحة ؛أصبح نصف ألأراضي ألسورية خارج سيطرة ألحكومة ألمركزية ونصف سكانها لاجئين في داخل ألبلاد وخارجه؛ ومصر بعد شهرين من أزاحة حكومة ألأخوان تأن من ضربات ألمجموعات ألمسلحة ألأخونجية؛ وخسائرها ألمادية تزداد يوميا وتعاني من شلل في مؤسساتها ألخدمية وحكومة باكستان ألنووية لاتوجد لها سيطرة على منطقة بيشاور حيث تسيطر عليها مجموعات طالبان باكستان.هذا ليس دفاع عن حكومة بعينها ؛ولكنني أعتقد في ظل ألعوامل ألخارجية والداخلية وألصراعات ألقائمة في ألعراق لأسباب طائفية أو عرقية ؛لاتستطيع أية حكومة أن تقوم بحكم ألعراق حتى وان كانت تمتلك خبرات أدارة ألدولة أو جيش نظامي متماسك؛للتشرذم وألأنشقاقات وتعدد ألولائات بين مكوناتها ألأساسية ؛ألى جانب أن ألمجتمع ألعراقي لايختلف عن بقية ألمجتمعات ألعربية ؛لايفرق بين مفهوم ألديمقراطية وألفوضى لطول فترة تسلط ألحكومات ألدكتاتورية وألملكية ألتي تحارب ألديمقراطية وحقوق ألأنسان.