23 ديسمبر، 2024 1:25 م

العراق بين خطر التقسيم والثوره

العراق بين خطر التقسيم والثوره

قد تكون هذه المقالة تحمل بين اسطرها افكارا ورؤى سوداوية ومستقبل بائس للعراق وكم اتمنى ان اكون مخطئا في ذلك، الا انها ومع الاسف الشديد ستكون الاكثر واقعية والاشد الما لما ستؤول اليه الامور مع مرور الايام في ما تبقى من هذا البلد المنهوب من قبل حكامه، كل ما سيذكر هنا ليس ببدع لمنجم او ترهات يراد بها منفعة لجهة دون اخرى، ما سأذكره حقائق مبنية على اسس صحيحة ودقيقة مأخوذة من الماضي ليبنى عليها الحاضر فنستخلص منها صورة واضحة المعالم للمستقبل السيء القريب او البعيد.
منذ الحرب العالمية الاولى كان سيناريو التقسيم متداول وبشده، وان كان ذلك بشكل سري بين فرنسا والمملكة المتحده بمباركة الامبراطوريه الروسيه انذاك لتحديد مناطق النفوذ في غرب اسيا وخاصة بعد تهاوي الدولة العثمانيه التي كانت تسيطر على تلك المنطقه، ومن نتائج هذا السيناريو ظهرت اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م وتم التأكيد عليها في مؤتمر سان ريمو عام 1920 ، وبعدها اقرت عصبة الامم المتحدة وثائق الانتداب، وبرزت وقتها العديد من الثورات ابرزها ثورة العشرين وثورة دير الزور التي امتدت الى الموصل وتكريت وثورة الشيخ محمود الحفيد في المناطق الكردية وتم قمعها من قبل القوات البريطانيه، اليوم وبعد مرور مائة عام يعاد السيناريو ذاته مع اختلاف بسيط ولكن بخسائر اكبر فالامريكان يلوحون بالتقسيم كحل امثل في العراق متخذين من داعش وغيرها حجة لفرض التقسيم، وحتى يفرض هذا المشروع على الجميع لابد من قيام ثورات وحروب ستكون بين الاكراد وتركيا وبين السنة والشيعة والشيعة والاكراد. ان سوء الادارة للدولة العراقية سيمنح الفرص الثمينه لقيام ثورات عده للسيطرة على زمام الحكم في العراق ومن سيقوم بتلك الثورات هو صاحب النفوذ الاكبر واقصد بذلك نوري المالكي وهادي العامري اذ ان لكل من هاذين الرجلين النفوذ الاكبر في العراق معززا بالدعم الايراني وقد اعلنها السيد العامري بقوله ( قوات بدر اقوى من الجيش العراقي) هذه الجمله سيتذكرها كل عراقي فهي بداية لقيادة ثورة لتسلم الحكم في العراق، ولن تقف الدول العظمى مكتوفة الايدي اتجاه مثل هكذا مخطط بل وعلى الارجح انها ستعمد لتزويد السنه بالسلاح اللازم لاخماد مثل هكذا ثورات ليتحقق مشروع التقسيم. بين الثورات والتقسيم ينتظرنا مستقبل حالك السواد والحل يكمن في الاستباق بثوره وطنيه حقيقيه تعيد العراق الى الحاضنه العربيه ليبقى محافظا على اوصاله المتبقية ويعيد لملمة جراحه ومع اني استبعد قيام مثل هكذا امر لاسباب عده منها ان التيار الوطني ضعيف جدا ويكاد يكون معدوم وسيجابه بأقسى
حالات القمع ومن جميع الاطراف كما ان الحس الوطني فينا في طريقه الى التلاشي وسنبقى معلقين بأنتظار معجزة الهيه ولن تأتي ابدا مالم نغير واقعنا بأيدينا.
[email protected]