23 ديسمبر، 2024 7:19 ص

العراق بين خطرين قاتلين ” تلوث المياه وتلوث السياسة

العراق بين خطرين قاتلين ” تلوث المياه وتلوث السياسة

تلوث المياه : هو قتل الحياة , وتلوث السياسة هو قتل الدولة , ألآول أخطر , ولكن علاجه أسهل وأسرع , والثاني : أقل خطورة , ولكن علاجه أصعب وأطول , تلوث المياه هو كفران بالنعمة , وتلوث السياسة كفران بألآخلاق وبالقيم ثم كفران بالرب؟

ومع وجود هذين الخطرين القاتلين , ألآ أننا لانجد من يهتم بهما أعلاميا وثقافيا , وسياسيا , وأجتماعيا , وكأنهما غير موجودين ؟

فالعراقيون في كتاباتهم يتراشقون بالطائفية والعنصرية والفئوية , وهذا التراشق من أمراض التلوث السياسي , ويتنابزون بألآلقاب , وهذا مرض أخلاقي , وأكثرهم يراجعون المستشفيات وعيادات ألآطباء من جراء ألآسهالات والمغص المعوي والكلوي وألآمراض الجلدية , وضيق التنفس , وهذا بسبب التلوث المائي والهوائي أما التلوث السياسي فهو يقف وراء كل أنواع التلوث , وما ” داعش ” وألآنقسام حولها وبسببها مابين حاضن وموال , ومن يجد فيها سببا لتنفيس فشله السياسي وألآجتماعي , وتنفيذ مأربه المشبوهة وعقده النفسية .

أن تحويل ” داعش ” الى رديف ضمني للآلتزام المذهبي هو مرض من أمراض التلوث السياسي بقسميه : ألآخلاقي , والعقائدي , والحاضنة المبتلاة بذلك هي حاضنة المذاهب الفقهية ألآربعة التي لم يعمل فقهاؤها على أن تتحول الى مذاهب فلم يكن ألآمام أبو حنيفة ولا الشافعي والمالكي وأحمد بن حنبل لم يكونوا دعاة مذهبية,  ولكن التلوث السياسي هو الذي حولها الى المذهبية وأسبغ عليها صفة المنابزة والمنابذة والندية التي تحولت الى خصومة لاترحم أتباعها بعد أن شحذ لها أبن تيمية في القرن الثامن الهجري سيف العداوة  وقال ” عليهم السيف المسلول الى يوم القيامة ”  وهذا الشعار معلن  في كتابة ” منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية ” المطبوع في جامعة الملك محمد بن سعود وبتحقيق الدكتور محمد رشاد سالم وسنة الطبعة ألآولى عام 1986 م , ولذلك قال الدكتور علي الشعيبي العضو القيادي في حركة ألآخوان المسلمين سابقا في سورية والذي درس مدة من الزمن في السعودية , قال عن أبن تيمية : بأنه مريض نفسي ؟

على أن المرض النفسي لآبن تيمية يتضح للمتتبع عندما يرد أبن تيمية على كتاب منهاج الكرامة للعلامة أبن المطهر الحلي , فلا يتمالك أبن تيمية هدوء ورصانة وتوازن الباحث المخالف بالرأي , فيقول عن أبن المطهر بأنه : أبن المنجس ؟ ويسمي كتابه ” منهاج الكرامة ” ب ” منهاج الندامة ” وبذلك لايبقي للسجال والحوار طعما ولا رونقا أدبيا ولا أنسانيا , والمتتبع اليوم لعصابات داعش يجدها تغترف من مطبخ أبن تيمية رغم فساد موائده على صعيد الرواية والتفسير والفقه , ففتواه المعروفة بالفتوى ” الحموية ” هي من أثارت ألآختلافات والنزاعات , ومخالفته لآجماع أهل السنة والجماعة في خمس عشر ة قضية فقهية بدون دليل أدخله الحبس , والب عليه فقاء مصر الذين أفحمه بعضهم فقهيا ولكنه لم يتعض لآن الرجل كان مصابا بهوس عصابي من أيام حران التي تركتها عائلته خوفا من تقدم المغول , وعليه فالذين يسمون أبن تيمية بشيخ ألآسلام يتحملون خطأين بحق ألآسلام أولا الذي لم يحترم أبن تيميه نبيه ورسول ألآنسانية محمد بن عبد الله “ص” وأعتبر زيارته باطلة كما حرم زيارة القبور وهي دعوى تعلن أفلاسها من رصيد المعرفة القرأنية ” الهاكم التكائر حتى زرتم المقابر ”  ” وقال لهم نبيهم أن أية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك أل موسى وأل هارون تحمله الملائكة أن في ذلك لآية لكم أن كنتم مؤمنين ” -248- البقرة-  وخطأ بحق التسمية وأصولها , فألآسلام ليست له مشيخة شخصانية شعارها العنف وألآرهاب والتكفير , وأنما ألآسلام فيه نبوة معصومة” ماضل صاحبكم وماغوى – وما ينطق عن الهوى – أن هو ألآ وحي يوحى ” – 1-2-3-4- النجم –  , وأمامة مبرأة من الظلم ” لاينال عهدي الظالمين “- 124- البقرة –  وخلافة هي لجميع المكلفين من أبناء أدم من غير الذين أتبعوا الشهوات وأضاعوا الصلوات ” ” أني جاعل في ألآرض خليفة “- 3- البقرة- فالمطوعة الذين يقفون حول قبر رسول الله “ص” ينهرون الزائرين المحبين بعصبية وتجهم وجلف  منكرين مقام النبي “ص” ومنكرين التواصل مع شخصه الكريم وهو أنكار للسكينة التي أودعها الله في بقية ماترك أل موسى وأل هارون في التابوت الذي ظلت الملائكة تحمله أقرارا بمشروعية ذلك , ولكن فساد الرأي المتمذهب بالخطأ هو الذي لوث وأفسد سياسة من أدعى التمذهب والطائفية وأبتعد عن ولاء ألآسلام المجرد من المحاباة والعلاقات الشخصية وهذا ما أصبح ديدن أحزاب السلطة في العراق اليوم  ولكن أخطاء أحزاب السلطة في العراق لايستند الى مرجعية دينية , فمرجعية النجف ألآشرف رفضت أستقبالهم ,  والذي أضاف تلوثهم وخطأهم السياسي الى تلوث وخطأ التمذهب الطائفي الذي أخذت منه عصابات داعش أسوأ المعاني المقلوبة بسوء الفهم والمحشوة بالجهالة المتخمة بالرعونة والشبق الجنسي وألآنتقام من ألآخر حتى قال الداعشي ألآلماني أبراهيم : أن داعش لاعلاقة لها بألآسلام فهم يقولون لآتباعهم لاتدخلوا الجنة حتى تغتصبوا النساء , ويقول سفاح بغداد الداعشي أبو عبد الله الذي ألتقته صحيفة ألمانية في مكان أعتقاله وسمته مهندس الموت في بغداد والذي نفذ 19 عملية تفجير يقول هذا السفاح مفتخرا نتيجة التلوث العقلي السياسي أنه مجرد منفذ وهو يريد ألآنتقام من الشيعة حتى يتركوا التشيع ؟ وهذه هي عقلية التلوث السياسي المحكومة بالعوق الفكري الذي لاينفع معه العلاج ” ولو أننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى  وحشرنا عليهم كل شيئ قبلا ماكانوا ليؤمنوا   ألآ أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون ” – 111- ألآنعام – ورغم هذه العتمة والسواد الحالك تشرق في سماء العراق سيدة جليلة هي أم قصي من ناحية العلم التابعة لمحافظة صلاح الدين  لتبدد ظلامية داعش وطائفيتها الملوثة بأمراض السياسة وتنتصر للهوية العراقية الوطنية ذات البعد ألآخلاقي المتألق بألآنسانية الطافحة بالمعاني الخيرة التي هي من صلب الموروث العراقي المعروف بالفطرة الطيبة وألآنفتاح ألآجتماعي .

وأذا أراد البعض أن يختق العراق بتلوث المياه وتلوث السياسة مستعينا بالمحور التوراتي الصهيوني الذي يستثمر عصابات داعش لآهوائه ومأربه بطرق ماكرة بأسم المصالحة الوطنية تارة وهو عدوها , وبأسم الديمقراطية تارة أخرى وهو غير صادق فيها , وبأسم حقوق ألآنسان وتقرير المصير  وهو من يتاجر بها في أروقة ألآمم المتحدة ولكن ملايين الاجئين والنازحين والمهجرين هم أدانة دامغة لشعاراته التي سقطت في سورية والعراق واليمن ومصر وليبيا والبحرين وتونس والجزائر

أن تلوث مياه العراق هي قضية أخلاقية وأقتصادية لايمكن السكوت عليها وأن وزارة البيئة هي شاهد زور لقتل الحياة في العراق شأنها شأن برلمان العراق الذي فيه فئة تقول عنها مجلة فرنسية ” لفيغارو ” أنهم الجناح السياسي لداعش , كما أن فئة أخرى تقوم بتعليق صور السيد الخميني والسيد خامنئي في شوارع بغداد هي من أتباع صناع التلوث السياسي في العراق والذي تشترك فيه عناصر ضيعت بوصلة الهوية العراقية , والهوية العراقية مؤمنة بطبيعتها موحدة بفطرتها منفتحة بأخلاقيتها , ومن يريد لها غير ذلك فهو داعشي وأن لم ينتمي لداعش , فالضلال رائده الشيطان وهو أرباب متفرقة ولذلك ترون عصابات ألآرهاب التكفيري يقتل بعضها بعضا ,  والهداية واحدة  رائدها الرحمن وريادة الرحمن سكينة وبركة ومحبة  وما بين الضلال والهداية  بعد السماء عن ألآرض.