23 ديسمبر، 2024 10:45 ص

العراق … بين تحكم سليماني … وتدخل شمخاني

العراق … بين تحكم سليماني … وتدخل شمخاني

تطرقت في مقالين سابقين عن مخاطر التدخل الايراني بالشأن العراقي ، وأراني مضطرا للعودة لهذا الموضوع نظرا لمخاطره على وحدة العراق ووحدة شعبه ، ولانه تجاوز لا يقره أي قانون ولا عرف في العالم وينتهك سيادة وأستقلال البلاد ، وما دفعني للعودة اليه ما حمله الاسبوع ” 1″ من تجاوز هذا التدخل لكل الحدود وخروجه من دهاليز وسراديب النجف الى العلن بكل ما يحمله من تحد لسيادة العراق وأستقلاله ووحدة شعبه والتعايش بين فئاته وطوائفه .
__ الجمعة 18 / 7 وصول وزير الدفاع الايراني حسن دهقان الى النجف في زيارة سرية ( حسبما أكد مصدر عراقي رفيع ) حيث ألتقى المراجع الشيعية في النجف لمناقشة فتوى المرجع السيستاني بالدعوة للتطوع لحماية المراقد المقدسة ، ثم توجه الى كربلاء للقاء باقي المراجع .
الاثنين 21 / 7 ولم يقف التدخل الايراني عند حدود العمل العسكري ودعم المليشيات الطائفية بل تعداه الى اي نشاط غير طائفي ، فقد نقلت وكالة الانباء الايرانية عن أمير حسين عبداللهيان ( مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية ) أعتراضه على مؤتمر لشخصيات عراقية مناهضة للطائفية عقد في عمان للتنديد بالسياسة الطائفية والتنكر للمطالب السلمية للمحافظات العراقية المنتفضة .
الثلاثاء 22 / 7 مصادر سياسية عراقية تكشف عن زيارة الادميرال علي شمخاني ( الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني ) للعراق بعد ان تولى ملف العراق السياسي الذي كان يتولاه قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي يتولى الملف الامني ، فقد ذكر ان شمخاني ركز في محادثاته على تقريب وجهات نظر قادة الشيعة وتحذيرهم من التحديات الامنية والسياسية التي تواجه العراق . وهذه الزيارة هي الاعلى لمسؤول ايراني رفيع للعراق . ومعلوم بان سليماني يتنقل بحرية في العراق بين النجف والمنطقة الخضراء ، وهو يترأس مجموعة من المستشارين العسكريين الايرانيين ويشرف بنفسه على القوات الايرانية في العراق وتحركات هذه القوات ، ( وقد قدرت مصادر صحفية أمريكية القوات الايرانية في العراق بين 5 الاف الى 15 الف فرد ) ، ولم يعلن عن دخول هذه القوات ألا بعد أن نقلت مصادر أعلامية صور ومشاهدعن تشييع القتلى ألايرانيين ومنهم طيارين أرسلوا الى العراق تحت مسميات
الدفاع عن المراقد ومحاربة داعش ، والمعلوم بأن سليماني وباعتراف ضباط أمريكيين كبار على أطلاع بتفاصيل التدخل الايراني يعتبر الحاكم الفعلي للعراق .
أستخدام الاراضي والاجواء العراقية لنقل أسلحة ومعدات ايرانية لمساعدة بشار الاسد في حربه ضد الشعب السوري رغم أحتجاجات جهات دولية عديدة ، وأخر ما فضح من هذه التجاوزات الايرانية ما كشفه مصدر عراقي عن أختفاء شحنة مواد ايرانية حساسة مرسلة الى حكومة بشار الاسد من معبر الوليد الحدودي عند قيام مجموعات عراقية مسلحة بالسيطرة على المعبر ، ونظرا لخطورة هذه الشحنة وما تحويه من أسلحة ومواد كيمياوية قام الطيرانالسوري بقصف الموقع الحدودي والشاحنات الموجودة فيه كما قام بارسال مجموعات مخابرية للتفتيش عن هذه الشحنة داخل الحدود العراقية ، وقال المسؤول العراقي بانهم منعوا من تفتيش الشحنة عند وصولها المعبر الحدودي .
أستفحال دور المليشيات المسلحة الشيعية المرتبطة بايران وسيطرتها على عدة أماكن في العاصمة بغداد ( جيش المهدي ومنظمة بدر وعصائب الحق ولواء ابو الفضل العباس وجيش المختار المرتبط بحزب الله العراقي ) وقيامها بدوريات وحراسة مقار حكومية وأعتقال شبان من الاحياء السنية والتحقيق معهم وتصفية بعضهم بعد تعذيبهم ، وزيادة في تحدي مشاعر العراقيين قامت هذه المجموعات برفع صور خميني وخامئني في مشاهد أستفزازية بشوارع بغداد ،
السؤال أين المسؤولين العراقيين من هذا التدخل الايراني السافر بالشؤون الداخلية العراقية ، وأين القسم الذي أداه رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء ورئيس واعضاء مجلس النواب بالمحافظة على مصالح العراق وأستقلاله ووحدة أراضيه وشعبه ؟ وأين أحترامهم للدستور الذي يعلنون التمسك به وفي اول سطر من ديباجته الى فصوله وأبوابه حديث عن السيادة والاستقلال والمساواة بين العراقيين واحترام حقوقهم وحرياتهم ومصالحهم ؟ ولماذ هذا التكالب على المناصب ؟ وهل يعقل أن يغيب رئيس الجمهورية لاكثر من سنة ولا يعرف الشعب عنه أي شيء في خرق فاضح للدستور ؟ وماذا يتم داخل الغرف المغلقة من مناقشات بين الاحزاب والشخصيات الكردية لاختيار رئيس الجمهورية ومناقشات ماراثونية بين أطراف التحالف الشيعي لاختيار رئيس الوزراء رغم مضي عدة أشهر عن اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية ، ولماذا تتدخل المرجعية الدينية او الامم المتحدة والولايات المتحدة بهذا الاختيار ؟ وأين الاخيرة من أحترام السيادة العراقية التي تنتهك امام ناظريها خلافا للاتفاقية الامنية التي وقعتها مع الحكومة عام 2008