20 مايو، 2024 5:39 ص
Search
Close this search box.

العراق بين الولايات الدكتاتورية لصدام والمالكي اوجه التشابه والأختلاف –

Facebook
Twitter
LinkedIn

أتذكر ذات يوم استمعت لتقرير اعلامي عن مجريات ماحدث في بغداد حين انهار نظام صدام في العام 2003 وانتشرت حينها تلك اللقطات التي اخذ فيها ذلك الرجل المعذب صورة صدام ليتولاها ضربا بنعله وهو يقول ( هذا دمر العراق ) وهو محق بكل كلمة واحساس – فصدام الذي قاد انقلابا ناعما ضد احمد حسن البكر استخدم الحديد والنار سلاحا لترويض معارضيه وتصفية من يرفض التعاون معه وهو في ذلك كان جنديا مطيعا لامريكا التي دعمته حتى انها ارسلت له رامسفيلد مبعوثا لدعمه ضد ايران وتوجهاتها ولتقدم له الاسلحة الكيمياوية التي استخدمت في ضرب الأخوة الاكراد –

صدام حسين عمل بدكتاتورية قاتلة ضد المعارضين وبدأ بتصفياته دون وجل باقرب الناس اليه داخل حزب البعث واصدر اوامر اعدام قيادات بعثية ساعدته في تولي الحكم ومع اشتعال الحرب مع ايران بدأ صدام يحكم سيطرته على كل مرافق الحياة في العراق وليحول الدولة من دولة مؤسسات الى دولة حزب وليحول الحزب من ثقافة عربية ترتكز على مفاهيم محددة الى حزب عائلة مالكة للعراق فهو قد اخذ كل مراكز الحزب وقراراته منفردا ومتحكما بشكل تجاوز حدود الدكتاتورية الى ماهو ابعد من ذلك حتى وصل الحد الى تبني الحزب شعار ( اذا قال صدام قال العراق ) وفي هذه الاثناء كان العرب بمجملهم مدافعين عن صدام ليس حبا به انما نكاية بأيران حيث قبل صدام ان يقود حربا شرسة لثمان سنوات اعطى انطباعا انه يدافع فيها عن البوابة الشرقية للوطن العربي فازداد الدعم العربي المخادع ومع اشتداد المعارك كانت شحنات الاسلحة تصل بشكل منتظم وشباب العراق يدفعون ثمان حرب مجانية شعلها صدام ورفضت ايران ايقافها رغم قرارات الأمم المتحدة ليتحمل الطرفات مسؤولية الدماء التي سالت على مدى سنوات طوال –

وضعت الحرب المجانية الاولى اوزارها وخرج الجيش العراقي قويا متماسكا ذو عقيدة واضحة رغم سيطرة الحزب الواحد عليه لكنه تفوق على خامس جيش في العالم فانتشر الرعب لدى القوى المعادية للعراق وبدأت المطابخ المخابراتية تجهز لحرب مجانية اخرى فدفعوا صدام وحرضوه على شن حرب على الكويت بعد ان دفعوا حكام الكويت آنذاك ليستفزوا صدام ويسحبوه لحرب واقعة لامحالة فوقع المحضور وشن صدام حرابا على الكويت ليضمها الى العراق وبرغم حصولة على دعم امريكي مخادع ودعم قومي متخاذل لترك الحب الشريرة الا ان صدام كان امام فرصة فرط بها حينما طلب منه الانسحاب قبالة حصوله على دعم عربي لاسترداد حقوق العراق من الاراضي التي زحفت عليها الكويت والنفط الذي كانت تستخرجه خلسة من نفوط العراق وكانت النتيجة ان صدام ركب رأسة ووقعت الكارثة وشنت حربا كارثية على العراق لاخراج صدام من الكويت وانتفض الشعب العراقي جنوابا لمحاولة اسقاط صدام ةتساقطت المحافظات محافظة تلي الاخرى فتدخلت جهات اقليمية معروفة على ان استيلاء الشيعة على الحكم في العراق انما سيشكل كارثة عليهم وكانت الحجة التي جعلت امريكا تعدل عن اسقاط صدام في عام 91 فانسحبت وتركت الحرية لصدام ليبطش بالانتفاظة ويقتل ابناء الجنوب مستخدما كل انواع الاسلحة الثقيل والخفيفة والمتوسطة وتمكن من اعادة مقاليد السلطة والحكم بعد اتفاقية خيمة صفوان المعروفة – وبدأت مرحلت اذلال مورست ضد العراق من خلال الحصار الاقتصادي الذي اضر الشعب العراقي وكان من سياسة نظام صدام حسين في السنوات الاولى للحصار هي منع نشر الاضرار التي لحقت بالناس من جراء الحصار لكي يعطي انطباعا على انه نظام لايتأثر بالحصار واستمر الحال الى العام 1995 حينما شرع نظام صدام بتنظيم مواكب جنائزية جماعية للأطفال الذين يموتون نتيجة لنقص العلاج والجوع مادعى المنظمات العالمية للتحرك وفرض مذكرة النفط مقابل الغذاء والدواء ليكون برنامجا يسعف العراقيين لكن صدام استخدمه لمنافع نظامه فبدأ يهب كوبونات النفط

ونسب خارج اتفاقيات البرنامج لشخصيات ارتضت ان تبيع ضمائرها مقابل حفنة من الدولارات مع كل المآسي التي مرت بالعراق خلال حكم حزب البعث بشكل عام وصدام بشكل خاص كانت هنالك حالات يؤشرها الناس منها ان اسعار الوقود كانت شبه مجانية وان الحصة التموينية متكاملة وتتكون من اكثر من 12 مادة في بعض الاحيان وتوزيح حصص زيادة في اشهر رمضان وكان توزيها بوقت محدد لايجرؤ احد على تجاوزه كما ان الاشارة الاخرى هي ان ثروات البلد من النفط كانت مدفونه ولايستخرج منها الا القليل وسعر النفط في افضل حالاته لايصل الى 24 دولار –

حزب البعث انتشر في كل مؤسسات الدولة وان وزارات كالتربية والتعليم العالي والداخلية والتصنيع العسكري لاتسمح بالعمل لكل من لايرتبط بحزب البعث فضلا عن ان اي تعيين لايتم الا لمن يرتبط بصفوف الحزب واستمر الحال الى ان اتخذت امريكا قرارها باسقاط صدام وشن حرب اسموها خداعا حرب تحرير العراق بحجة افراغة من الاسلحة البايلوجية والكيمياوية ووقعت الحرب فدخات الناس بيوتها فهي لاتدافع عن نظام جوعها وافقرها وشتت شبابها ورمل نسائها وتنفس الناس الصعداء على ان احزاب المعارضة العراقية ستنقل تجارب العمران العالمية الى العراق وانتشر الامريكان في كل اجواء العراق وارضة وتحولت امريكا من محررة الى محتلة وبدأ حكامها يتوالون من جي كارنر الى بول بريمر الذي قاد سياسة كارثية دشنها بقرار حل الجيش العراقي لصبح العراق بدون قوة تدافع عن ارضة وسمائه وستمر الحال لمدة سنة يصدر فيها بريمر قرارات افرغت العراق من اسباب وجوده بحجة تشكيل نظام ديمقراطي استحال في النهاية بلانظام ولاديمقراطية –

انفضحت الاحزاب التي جائت مع القوات الامريكية من خلال سياستها المتخلفة البالية التي لاتمت لحب العراق بصلة فانشغلت تلك الاحزاب بالمغانم وتركت الشعب الى مصير مجهول يزداد قساوة يوما بعد آخر وبدأت فخاخ الامريكان واعوانهم تزرع في مجتمع العراق فأسسوا للطائفية التي خطفت مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء ولازالت حتى يومنا هذا غابت الخدمات وازدادت اسعار الوقود وتقسمت ثروات الشعب بين الاحزاب والتكتلات وانفقدت الحصة التموينية واستمر الحال الى ان تولى المالكي السلطة كرئيس وزراء فقاد حروبا داخلية متعددة من صولة الفرسان الى فرض القانون و و و ولم يقدم مشروعا واحدة يعيد للعراقيين املهم في الحياة ارتضى لنفسه ان يكون رجل يحكم سلطته على كل شيء خاصة في الولاية الثانية التي اهمل فيها البلد بشكل كامل لينشغل في اثارة المشاكل والنزاعات الداخلية للتغطية على فشله الواضح وليشكل دكتاتورية كارتونية كونه كان حاميا لمن يبدد ثروات البلاد ويسرقها بشكل منظم وشهدت ولايتيه اكبر عمليات فساد وسرقات للمال العام على مستوى العالم فضلا عن ممارسة البطش والقوة لمن يعارضه بعد ان سخر القضاء لخدمته ليزيد من الأعتقالات بشكل لافت فكانت ولايتيه مشابهة لولايات صدام في قمع المعارضين وزجهم في السجون والمعتقلات والسيطرة على كل مؤسسات الدولة بقرارات يصدرها من مجلس الوزراء فكان هو وزير الدفاع والداخلية والامن الوطني و و و و وان كان قد استلم العراق ب 18 محافظة فهو سلمه باقل من 10 محافظات بعد تسليم بقية المحافظات الى الارهاب والاختلافات والنزاعات – كما ان ولايتيه زادت من جوع الناس حين اختفت البطاقة التموينية واختفت الخدمات عندما نفذت سياسة ممنهجة لسرقة الموازنات الانفجارية السنوية وانتشر الفقر الغريب كما الأحياء العشوائية المبنية من الصفيح وانقاض البناء ومخلفات الاخشاب ويشهد الجميع على ان سياسيات المالكي في بعض مناحي الحياة كانت اسوأ من سياسة صدام رغم ان كلاهما سيء فالأول كان يزج بالشباب في حروب مجانية ويقتل بشكل سري والثاني منشغل عن الناس وهم يموتون يوميا بمفخخات وكواتم ونتيجة لنزاعات طائفية ومذهبية ساهم في اشعالها – مع اختلافات بسيطة سمحت بظهور الستلايت واجهزة الاتصالات وحرية السفر والتنقل الخارجي وكلها كانت كمالية لاتمت بصلة لما يحفظ كرامة الانسان التي تتطلب العيش بأمن وأمان وتأمين السكن اللائق وخدمات الماء والكهرباء والتامين الصحي والتعليم الجيد وجميعها الآن عليها علامات استفهام كونها حقوق دستورية مغيبة بعد اكثر من 11 سنة على مايسمى بتحرير العراق ومن ثم احتلاله !!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب