22 ديسمبر، 2024 7:34 م

العراق بين الوضع الداخلي ومحيطهِ الاقليمي

العراق بين الوضع الداخلي ومحيطهِ الاقليمي

أصبحَ العراق بعد عام 2003 عرضة لمشاريع استعمارية خارجية هدامة اذ فُرض علينا واقعاً مأساوياً في اغلب مجالات حياتنا كعراقيين بحكم انهيار الدولة العراقية برمتها  وبشكل مُمنهج آنذاك ومن اسوء ماتعرض له العراق هو حل المؤسسة العسكرية وتدمير كافة الاسلحة والمعدات التي كان من المفترض ان تبقى بحوزة العراق وجيشه للحفاظ على حدوده وارضه وكرامة ابناءه ولكن للأسف كان هذا جزءاً من مخطط واضح المعالم لغايات لأغلب العراقيين والامر الآخر الذي لا يزال يعاني منهُ العراق هو توالي حكومات متعاقبة غير متجانسة إذ تطغى عليها الصبغة الطائفية وتنوع الايديولوجية بشكل واضح على ملامحها , وما تشهده المنطقة من احتقان طائفي قد يكون ناتجاً عن الدفع الخارجي الاستعماري من جهة ونتيجة الحالة العراقية السياسية التي بنيت على تلك الاسس التي ذكرناها ومن يقرأ واقع المنطقة يخرج بمحصلة على ان الاحتقان الطائفي أخذ ينحى منحاً خطيراً على المستوى الرسمي لأغلب الدولة المحيطة للعراق على وجه الخصوص , فالتصريحات الحادة والمتشنجة النابعة من حالة طائفية اصبحت تطغى على سلوك الكثير من المسؤولين العرب وقد تقف وراء ذلك جهات دولية كبيرة تدفع بهذا الاتجاه من حيث نعلم أو لا نعلم لتحقيق مآرب دنيئة لحرق المنطقة برمتها وفي ظل هذا الواقع نرى ان العراق قد يكون المتضرر الاكبر في المعادلة الاقليمية في ظل غياب القدرات بكافة عناوينها وتفاصيلها والأمر المؤلم هو غياب القدرة السياسية على الاحتواء وغياب الحوار الهادف والبناء في حل المشاكل والخلافات مع المحيط العربي والاقليمي واليوم ما أحوج العراق الى سياسة انفتاح واعتدال بل سياسة حكمة منقطعة النظير كي نتجنب الوقوع بالمستنقع الطائفي على مستوى المنطقة ولا بد من إعادة النظر في السياسة الخارجية المتبعة وتُسخر لخدمة قضايانا المصيرية لاسيما ونحن الحلقة الاضعف في المعادلة كبلد عسى ان نتمكن من تجنب سيناريوهات خارجية غير محسوبة النتائج .