23 ديسمبر، 2024 2:00 ص

العراق بين المطرقة والسندانة

العراق بين المطرقة والسندانة

بعيدأ عن التكهن وقراءة فنجان السياسة،تبذل الولايات المتحدة الأميركية جهودها الحثيثة،من أجل تقليص النفوذ الإيراني في العراق،خصوصاً والحكومة العراقية،تستعد لبدأ عمليات تحرير الموصل بشكل موسع، بعدما ابتدأت القوات العراقية وبجدارة،تحرير أكبر وأهم موقع حيوي( قاعدة القيارة)،إرتباط الموقف الإيراني بالموقف العراقي،عن طريق الحشد الشعبي،حلقة الوصل التي أقلقت التحالف الدولي،وأربكت مخططاته بالمنطقة،الأمر الذي دعا بالولايات المتحدة الأميركية،زيادة تواجدهم في العراق،والضغط على الحكومة العراقية،بعدم إشراك الحشد الشعبي في المعركة.

ضرورة عدم إشراك الحشد الشعبي في معركة الموصل،والضغط على”الدكتور العبادي”بالإستعانة بالدور الأميركي،عبر زيادة التواجد العسكري،ليرتفع عدد القوات الأميركية الى أكثر من(4600) جندي، يمارسون دورهم، بين التدريب والمشورة للقوات العراقية، حمل وزير الدفاع الأميركي “آشتون كارتر”عناء السفر، ليحط رحاله في بغداد،متنقلاً في لقاءاته بين( رئيس الوزراء,ووزير الدفاع,ورئيس قوات التحالف الدولي, منتهياً بمسعود البرزاني)،وحاملا بين أمتعته،الكثير من التداعيات لهذه الزيارة المفاجئة،والتي ستلقي ضلالها بين الإيجاب والسلب!على كاهل الشعب العراقي،ومن جملة تداعيات, ومسوغات تلك الزيارة نذكر:-

• جاء ليعلن زيادة التواجد الأميركي، والتلويح بعدم الحاجة،إلى وجود الحشد الشعبي في المعركة.
• تقليص الدور الإيراني في الساحة العراقية، ومنع نشر مستشاريها،والإستعاضة بالدور الأميركي.
• رغبة أوباما بتحرير الموصل،وتهيأت القاعدة الخصبة،لفوز”كلينتون”بالإنتخابات الأميركية.
• إقناع الحكومة العراقية، بإستخدام قاعدة القيارة، مركزاً عسكري لعمليات تحرير الموصل، ليكون قاعدة أميركية ثابتة، حتى وإن تم تحرير الموصل.

يفكر الأميركيون العودة الى العراق من جديد،وبسط نفوذهم بشكل أوسع مما كانت عليه،قبل خروجهم من العراق في كانون الاول عام (2011)،من أولى أولويات ذلك النفوذ،هو قتل التواجد الإيراني بالمنطقة،تصريح “كارتر”الأخير كشف عن نية الأميركان بالعودة،حيث قال:”الهدف هو تأسيس مركز لوجيستي دائم بالعراق،وسيكون هناك دعم لوجيستي أمريكي مستمر وكبير،يعد المطار أهم المراكز التي تستطيع القوات العراقية منه،مدعومة بنا، وبإستشارتنا كلما إحتاجت ذلك، إستكمال تحرير الموصل بالكامل،وسنعتبره من أهم القواعد التي يمكننا من خلاله إدارة المعركة بجدارة”.

لعبت إيران دوراً كبيراً وفعالاً في العراق،كدولة حليفة،ساعدته في معركته ضد الإرهاب،ووقفت إلى جنبه تصدر المعونة,والإستشارة,والمؤنة,في الوقت الذي تصدر دول الخليج،أجساد ملغمة,وسيارات مفخخة, وفتوى مضللة,تحصد أرواح الأبرياء،الأمر الذي سحب البساط،من تحت أقدام التحالف الدولي، مما دعا دول الخليج المتحالفة،أخذ دورها في سرقة الدور الإيراني،إستخدمت عدة أدوات،في مقدمتها التيار الصدري، ومغبة تظاهرات الإصلاح،زرعت السعودية بذرتها في تلك الأرض الخصبة،مستخدمة سذاجة وعفوية وجهل المتظاهرين،لتنبت نبتة الهتافات المدوية ضد إيران..
كارتر؛ومن خلال زيارته،جاء لسحب المبادرة من تحت أقدام الحشد الشعبي، تصريحه قبل إسبوع من حضوره إلى بغداد،بادرة سلم مع الصدريين حيث قال:”بدء الصدر وجماهيريه يتفهمون اللعبة الإيرانية،خصوصاً بعدما أصروا على عدم خوض معركة الفلوجة،ولابد لهم الإنطلاق بهذا الإتجاه بقوة، وتدارك الدور الإيراني الطائفي في بلدهم”والتساؤل الذي لابد منه،بإعترافات قدمها بعض قادة وجنود التحالف الدولي،منظمات حقوق الانسان عام 2009،أقرت بوجود إنتهاكات بحق الشعب العراقي بنسبة 30%،في حين لم تسجل إنتهاك واحدا في تحرير الفلوجة!فهل الحشد الشعبي،أخطر من التواجد الأميركي؟

لابد للشعب أن يفهم،الوجود الشيعي،مرهون بوجود الحشد الشعبي،مع أدنى المسميات في الوقت الراهن، وتحاول الولايات المتحدة،بما إوتيت من سياسة وحلفاء،سواء على الصعيد الإقليمي، دول الخليج وتركيا ومصر،أو الصعيد المحلي(السنة وقواعدهم,ومقتدى الصدر وجماهيره, والتحالف المدني وأنصاره)على إضعاف الدور الشيعي،وإبقاءه كيان متذبب،غارق،لا يقوى على إنتشال نفسه من يَم الأجساد الملغمة، والسيارات المفخخة، في حين ترى الساحل الإيراني،الاصلح والأقرب للنجاة،ولكن بالصدر وأتباعه, والتحالف المدني, يحاولون إبعادنا عن ساحل النجاة كعراقيين.