23 ديسمبر، 2024 11:04 ص

العراق بين المطرقة الإيرانية والسندان التركي

العراق بين المطرقة الإيرانية والسندان التركي

الوضع الحالي في الشرق الأوسط والخليج العربي لا يبشر بخير في الوقت القريب كون الأزمات الاقتصادية تتفاقم والحروب الارهابية لازالت مستمرة بالمنطقة ولما كانت المدن العراقية التي خرجت من الحرب محررة ومدمرة بنفس الوقت نتيجة للعمليات العسكرية وهذا شئ طبيعي اذ لا تخلو اي حرب من الدمار في البنى التحتية وخسائر بالأرواح والأموال وبعد تلك الحروب يخرج العراق مديونا للبنك الدولي بمبالغ ضخمة وعجز كبير في الميزانية جعلت البلد بحالة من الركود القصري الامر الذي جعل الناس في حالة من الاستياء والغضب فالمناطق الشمالية تحتاج الى تعمير وتعويضات للاخطاء العسكرية التي دمرت كثير من المنازل والمناطق الجنوبية كذلك فالذين خسروا الكثير من الارواح دفاعا عن اراضي العراق ووحدته الا يحتاجون الى تعويض ؟ والحكومة العراقية في سبات مع اصدار قرارات سلبية وكذلك الفساد المالي الكبير المستشري لدى الكثير من موظفي الدولة الكبار والتي تصل الى درجة وزير لقد ضاعت الاموال العراقية بين صفقات الفساد والاختلاس وضاع الشعب بين الفقر والموت بالاضافة الى ذلك تقوم الحكومة العراقية بأسناد الاقتصاد الايراني المنهار نتيجة العقوبات الاميركية على ايران الناتجة عن تطوير المفاعل النووي الذي ترفض ايران ايقافه فايران لا تهتم اذ لديها العراق لانعاش اقتصادها فهي شبه مسيطرة عليه نتيجة لسياسيها المؤدلجين الموجودين في العملية السياسية في بغداد اذ ان مصلحة ايران هي اولوية قصوى وبعدها تأتي المصالح الاخرى وبعد العقوبات الاخيرة على ايران والتي كانت اكبر من اي وقت مضى ينخفض التومان الايراني الى درجات متدنية كبيرة جدا بالاضافة الى التوصيات الاميركية للعراق بعدم دعم ايران بالدولار ولقد صرح رئيس الوزراء العراقي بأنهم ملتزمون بعدم التعامل مع ايران حسب الاوامر الاميركية اما الرد الأيراني فلقد كان قاسيا وعن طريق احد الصحف الايرانية التي وجهت كلمات مهينة الى الحكومة العراقية للرد على تصريحات رئاسة الوزراء وهذا يدل على الوضع المزري وهذا ليس كل شئ فالعراق ليس متضررا الى هذه الدرجة فهنالك حرب تلوح في الافق قد تكون ايران احد المتورطين فيها نتيجة لتضارب المصالح واذا ما حدثت فعلا فسيكون العراق هو ساحة الحرب المتوقعة والمتضرر الاكبر من تلك القضية فايران هي الوكيل الاميركي الثاني ولكن اذا ماخرجت عن سياق اللعبة قامت اميركا بتغيير قواعد اللعبة بما يلائم الوضع ولقد شاهدنا اسقاط نظام الشاه واستبداله بولاية الفقيه عام 1979م لأن الشاه عصى اميركا في وقتها فحركت عليه المعارضة الأيرانية مع الدعم الغربي اللا محدود اما على الصعيد التركي فتركيا الان متضررة اقتصاديا والسبب الرئيسي هو تحويل نظام الحكم الى رئاسي وبالتالي تقليص دور المعارضة الى اقل دور ممكن اي تقليص الدور الكردي وهو ورقة الضغط الاميركية على المصالح التركية المتمثلة بحزب العمال وغيره من الاحزاب ولقد تأزمت وتوترت العلاقات الاميركية – التركية ووصلت الى ذروتها الان بعد القبض على القس الاميركي الذي يدعى “برونسون ” ومعه مجموعة كبيرة من الاميركان الموظفين في تركيا والتي تدعي تركيا بانها شبكة تجسس لصالح اميركا والامر ليس ببعيد فالانقلاب التركي الفاشل قبل مدة من الزمن كان احد المحاولات الاميركية لاسقاط النظام التركي ولقد هبطت الليرة التركية نتيجة لذلك الى مستويات متدنية كبيرة نتيجة الحصار الاقتصادي واصدار عقوبات بحق وزيري العدل والداخلية التركيين اللذان وجها تهم ارهابية بحق القس الاميركي , تركيا قد دخلت في اللعبة الاممية عن طريق تدخلها بالحرب السورية وجعلت لها موطئ قدم بدعمها للمسلحين وجعلت من يمثلها على الاراضي السورية فهي تريد جزءا من الاراضي السورية لتضمها اليها كتوسعة من جهة ولمصالح سياسة واممية من جهة اخرى فهي تضمن لنفسها عدم انشاء كيان كردي مستقل على حدودها الامر الذي يعتبر خطير في نظرها كون الحدود الجنوبية هي مناطق كردية صرفة قد يهدد السلم التركي في الوقت القريب كذلك روسيا واميركا اللتين دخلتا في الساحة السورية ولكل بلد مصالحه فروسيا لم يعد لها وكيل في الشرق الاوسط غير سوريا واميركا تدعم تقسيم الشرق الاوسط حسب نظرتها وخطتها المرسومة قبل عقود , من المرجح ان تركيا قد دخلت في الخطة الاميركية للتقسيم والتجزئة كايران وباقي الدول العربية فايران لديهم الاحواز والشمال الغربي منها من الاكراد نواة لانفجار اكبر ثورة تؤدي الى تفتيتها واما تركيا فلديها 40% من شعبها من القومية التركية التي لطالما حلمت بدولة كرستان الكبرى واما على الصعيد العراقي فسيكون الخاسر الاكبر كون سيكون هو منطقة لتصفية الازمات ان كانت اقتصادية او سياسية او اممية ولقد شاهدنا العملية التركية على سنجار التي مات على اثرها قيادي بحزب العمال والتي صرحت تركيا بأنها استاذنت من رئاسة الوزراء الامر الذي انكره العبادي بعد ساعات ! فالعراق يفتقر الى السياسيين الامناء والذين يهمهم مصلحة العراق على مصالحهم الشخصية و التي ستجعل من العراق ساحة حرب تتحمل جميع الاصعدة اذ لم يحدث تغيير وفي وقت قريب جدا ……..