25 نوفمبر، 2024 11:33 م
Search
Close this search box.

العراق بين الماضي والحاضر

العراق بين الماضي والحاضر

لا يخفى على القارئ أن العراق يشكل في موقعه الجغرافي,واقتصادي أهمية كبيرة، لما يمتلكه من ثروات نفطية وزراعية ونهرين ممتدة على طول العراق، كذلك تاريخه الإسلامي والمراقد المقدسة للأئمة الأطهار والآثار التي تملأ جميع ساحات العراق، والجامعات التي كانت تستقبل الطلاب من كل انحاء الوطن العربي، والكفاءات الطبية والإقتصادية والعلمية، والذين كان لهم الدور الكبير في تطوير المعالم العمرانية  والإستثمارية والإقتصادية والإستشارية والثقافية في جميع دول العالم. وكان العراق يتقدم جميع الدول العربية والدول النامية ، أضافه الى ذلك ان العراق من المؤسسين للجامعة العربية والأمم المتحدة، وله دور كبير في الساحة العربية والدولية، ومشاركته في إيقاف الأزمات التي تحدث في المنطقه العربيه ، ومد يد المساعدة والدعم للدول التي كانت تعاني من الوضع الإقتصادي المتردي. ولكن  المتغيرات السياسية التي مرت بالعراق منذ عام 1958، وإلى يومنا هذا من ثورات وإنقلابات وبروز أحزاب منها القومية والدينية والتي استلمت مقاليد الحكم، طرئ تراجعاً كبيراً في جميع مرافق الدولة، والتي يعاني منها اليوم المواطن العراقي الى يومنا هذا ،يضاف الى ذلك انشغال العراق في حروب استنزفت الإقتصاد والأرواح وتردي الأوضاع وتراجع المستوى العلمي والإقتصادي وتفشي الفساد في جميع مرافق الدولة، مما جعل العراق يتراجع إلى الخلف، وفقدان الأدوات التي تساعده في استثمار ثرواته بشكل الصحيح التي تخدم المجتمع والانتقال إلى الضفة الدول أو الأقطار المتقدمة لما يمتلكه العراق من ثروات بشرية والاقتصاديه.

واليوم وبعد كل هذه المعاناة والإهمال الذي ساد العراق خلال الفتره الماضيه  ، فلا بد من الشروع بهمة الخيرين والمبدعين أصحاب الإختصاص من الإقتصاديين والمستثمرين وإنشاء غرفة عمليات منهم ، لوضع الخطط والبرامج التي تساعد العراق في النهوض والوقوف على  الطريق الصحيح،  للنهوض بالواقع الإقتصادي الذي يتردى يوماً بعد يوم، بسبب عدم وجود خطط وبرامج مدروسة. كذلك التوجه إلى استثمار الأراضي الزراعية  وإيقاف استيراد المحاصيل الزراعية قدر الإمكان، لكي ندعم الإنتاج الزراعي المحلي، والمباشرة في عودة الصناعة الوطنية وإعادة الروح لها من خلال التعاون ما بين الحكومة والمستثمرين، وإنشاء صندوق تنمية لدعم هذه المصانع وتقليل الإستيراد للمواد التي يمكن صناعتها داخلياً، وانشاء دائرة تخطيط ومسح ميداني لجميع المحافظات، ومعرفة أسباب تلكؤ المشاريع العمرانية بعيداً عن مجالس المحافظات، وأن تكون مركزية، وتكليف الشركات وخاصة العراقية بالبدء في الشروع بإكمال المشاريع التي توقف العمل بها لأسباب مالية أو عدم الجدوى الإقتصاديه منها، والتوجه إلى بناء أرضيه تربوية من خلال البرامج التربوية للمدارس والمعاهد والكليات، والتي تعاني اليوم من إهمال وأثرت بشكل كبير على المستوى التربوي للطلاب خاصة، وأن بعض المحافظات تعاني من عدم وجود مدارس تستوعب الأعداد الكبيرة للطلاب، كذلك هناك مدارس مهملة عمرانياً ولا تتوفر فيها الوسائل الصحية والتربوية، وكذلك هناك جانب مهم ألا وهو عدم الإهتمام بالسياحة الدينية التي توفر أموال طائلة، تساعد على النهوض بالواقع الإقتصادي من خلال برامج إعلامية تهتم بالسياحة الدينية بالتعاون مع الشركات السياحية العراقية والعالمية، كذلك جلب المستثمرين العراقيين الذين لهم دور كبير في دول العالم والإستفادة من خبراتهم لكي يساهموا في الخطط والبرامج التطويرية التي تساعد البلد للخروج من هذه الأزمه التي أدت إلى انهيار البنى التحتية العراقية.

إن العراق وتطوره مسؤولية كل العراقيين والإيمان والتضحية من أجله واجب مقدس، لذلك يجب أن نضع كل الإمكانيات المالية والعلمية في خدمته، وأن لا نركن ما نمتلك بعيداً عن هذا الوطن الذي ترعرعنا فيه ووفر لنا العيش الكريم في فترة من فتراته، مبتعدين عن كل من يريد أن يبعدنا أو يحاربنا أو يضيق علينا من المشاركة في إعادة بنائه؛ لأن هناك من لا يريد للعراق أن يعود بقوته الإقتصادية والعمرانية والثقافية والدولية، وإنما يريدون ابنائه متخلفين متحاربين بينهم لا قدر الله.

إن العراقيين هم ابناء لهم الباع الطويل في النهوض من أي كبوة مهما كانت سعتها وثقلها، وسوف يثبتون للعالم أجمع أن حبهم لبلدهم هو من سماتهم، ولا تفرقهم المذاهب والأديان، وإنما تزيدهم قوة وقدرة من أجل تطوير بلدهم والنهوض بقتصاده ورفاهية شعبه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات