لا يخفى على احد ما فعلته اتفاقية سايكسبيكو من خطوط وهميه وتقسيمات جغرافيه بعيده عن طموحات الشعب العربي في حينها كما انها بعيدة عن التاريخ المشترك الذي يربط بين مكونات هذا الشعب لكن فرضت كأمر واقع وتعامل معها الساسة على انها مكاسب تحققت بفعل نضالهم السياسي الا ان في حقيقة الامر كان الساسة في حينها قد قبضوا ثمنا لتلك الاتفاقيات ومن هذه الاثمان هو الكرسي والوجاهة والمعالي والسمو طبعا في الالقاب فقط لان السمو هو ان تسمو وترتقي بلدك اما المعالي هو ان تعلوا بأبناء وطنك لا ان تتعالى عليهم وان تتعالى عن صغائر الامور وان تنسى الضغائن والأحقاد ومع كل الذي حدث من جراء تلك الاتفاقية المشئومة بقينا نصدح وننشد بلاد العرب اوطان ويبدو ان هذا النشيد الوهمي والصراخ الانفعالي لم يرض اصحاب اتفاقية سايكسبيكو مما جعلهم يفكرون ويتأملون برسم واقع جديد فحدث الذي حدث في فلسطين وباتت ثالث مقدسات العرب والمسلمين مغتصبه وبقى صوت الشعراء يصدح القدس قدسنا والحرم لنا ومرة اخرى لم يروق لهم هذا النشيد وهذا الهتاف مع انه فقاعة صوتيه الا انهم استكثروا علينه ترديده ولو مع اطفالنا فجاء الدور على عاصمة الخلافه بغداد ووقعت اسيرة وبات العراق محتلا بأكمله من قبل قوات اجنبية ودول متعددة الاتجاهات والنوايا وقد حاولت مجتمعة زرع فتنه طائفيه واثنيه بين مكونات الوطن الواحد يساعدهم في ذلك ساسة الكراسي وأصحاب الالقاب الوهميه مستخدمين نفر ضال من الماجورين او من لا انتماء لهم لكن غالبية الشعب العراقي بقيت تنشد وتصدح وطن مدا على الافق جناحا وارتدى مجد الحضارات وشاحا وهاهم اليوم يحاولون كسر اجنحته الممتدة ويمزقون وشاح حضارته وجاء شهر حزيران ليعلن تاريخ جديد في العراق والمنطقة لندخل في مأزق خانق هذا المأزق قد يسير بالعراق الى لا عراق بعد اليوم ومن غرائب التصريحات التي سمعتها عن هذا الوضع هو ما صرح به نائب رئيس وزراء اقليم كردستان وهو ابن لرئيس جمهورية العراق من ان العرق هو سينسلخ عن كردستان وبالمفهوم المتعارف عليه بان الجزء ينسلخ عن الكل لكن لهذا التعبير دلالات سياسيه وأمنية من ان العراق سيتجزأ الى اجزاء اخرى اكبره ربما سيكون اصغر من اقليم كردستان العراق كما نسمع الكثير من التصريحات والتعليقات الصحفيه ومن ضمن ما قيل في هذه التصريحات هو ما نقلته احدى الصحف البريطانيه عن مسئول بريطاني من ان الشرق الاوسط القديم لم يعد موجود وهذا التصريح يعني بداية لخريطة الشرق الاوسط الجديد الذي ستكون فيه الدوله العراقيه الحاليه عبارة عن كيانات سياسيه طائفيه اثنيه متحاربة في ما بينها وكذا الدول العربية الاخرى لدرجه ان يصبح الكيان الصهيوني الدوله الاكبر والأعظم ربما نفوسا ومساحه في الوقت الذي سينشغل العراق والدول العربية الاخرى في حروبها الداخليه وربما تكون (اسرائيل ) المصدر التسليحي الوحيد لهؤلاء جميعا وستكون حربا بين المحافظات والأقاليم في كل من دول المنطقه العربية بحجة ترسيم الحدود الداخليه بعد ان استباحت حدودنا الخارجية بغفلة او بتآمر البعض منا ليدخل علينا الطامع والمحتل الصاحي منهم والمختل وسيتصارع الساسة داخل الاقليم الواحد طمعا بالزعامة والكراسي العرجاء وستتقاتل العشائر والقبائل في ما بينها طمعا في نفوذ ضيق بعد ان اضاعوا الجميع نفوذهم الاكبر وهو العراق … نعم العراق في مأزق حقيقي اذا لم يتم تداركه من قبل الجميع وان ينتخي الجميع لحمايته وان حمايته تبدأ اولا بنكران الذات والترفع عن المسميات الضيقة التي باتت تخنق العراق ارضا وشعبا وطنا ومواطن كما على الجميع ان تتناسى الاحزاب والطوائف والأعراق وان يكون حزبها وطائفتها وعرقها العراق وعلى الساسة ان يقوموا بحملة تكسير الكراسي وهجرها
والنزول من ابراجهم العاجية وتيجانهم الذهبية وان يتناسوا الامتيازات والمصالح الشخصيه والخلافات المصلحيه وعليهم ان يفكروا بوطن اسمه عراق وان غياب العراق يعني غيابهم جميعا نعم لقد اسسوا الثروات ونهبوا المليارات وجمعوا ما لذ وطاب من المسميات لكن سيكونون بلا وطن وسينعتهم التاريخ بأقسى العبارات وستلعنهم الاجيال القادمة وسترفض الارض احتواء رفات اي منهم لأنهم خانوها جميعا وباعوها بسحت من مال حرام انها دعوة قبل فوات الاوان وتذكير لمن اغشى بصيرته المال او الكرسي بان الارض غالية والعرض اغلى وان الكرامه هي عماد المواطنه وان ضياع الوطن ما بعده من ضياع واني اذ اذكر الساسة جميعا حكام ومعارضين وزراء وبرلمانين احزاب او اقطاب طوائف وقوميات بان لازال الوطن بإمكانه ان يستوعب الجميع وان يتسامح عن اخطائنا جميعا لكن هل نحن مستعدون ان نتسامح في ما بيننا ؟ وهل نحن مستعدون ان نقدم تنازلات من اجل الوطن ؟ وهل نحن حقا ابناء برره لأرضنا هذه الام المعطاء التي باتت تشكو عقوق ابنائها لبارئها بعد ان تعدد عليها البلاء والاعتداء فهذا ينتهك حرماتها محاولا تقسيمها وذاك الاخر يدنس سمائها ليقتل اهلها المسالمين والثالث يجيش قتلة مأجورين والرابع يتحالف مع الشياطين والخامس يحلم بأحياء امبراطوريته البغيضة كل هذا وساستنا ناكرين للوطن والمواطنة جبنا منهم او كرها بأرض فتحت خزائنها لتملي بطونهم وجيوبهم وألا ماذا تفسر صمتهم جميعا عن كل الاعتداءات السافرة من دول الجوار عربيه او اقليميه من انتهاكات للأرض والسماء وقتل لأبناء الوطن الامنين من المدنين رضع اطفال نساء شيوخ وصبيه , فبدلا من ان تنفتح الابواب والحدود امام هؤلاء المواطنين من المدنين باتت تقصفهم الطائرات وتغتالهم المليشيات وتطاردهم الدوريات وتخنقهم الاجراءات لتتركهم في عراء الفضاء بين شهيد ونازح ومهجر او مطارد او مشرد . ايها الساسة الا تسمعوا ما تتناقله الوكالات ؟ ام انكم لم تشاهدوا ما تبثه القنوات وتصرح به الحكومات ؟ ام انكم لازلتم تبحثوا عن الزعامة والزعامات . لك الله يا وطن لك الله يا مواطن واسال الله ان يحميك من القصف والعنف ومن المليشيا وكتائبها ويبعد عنك شرو الاعداء من الساسة والمسيسين بائعوا الارض والدين . وأقول ان الوطن في مأزق اما ان نتلافى المأزق ونعيد لحمته لعظمه الذي لازال صامد رغم الرضوض التي اصابته ام نتركه في مأزقه ليتمزق ونحن من يمزقه بأفعالنا وانفعالاتنا بأنانيتنا التي ستقتل كل الاشياء الجميله التي حولنا ثم تلتف على رقابنا لتنقم منا . انها فتنه الكرسي والمال والوجاهة هل نقاتلها جميعا لنحمي انفسنا وأرضنا ولنصون عراقنا ونحمي اهلنا ام نترك العابثين يعبثون والعملاء يتآمرون لتستأسد علينا فئران الجيران ونغض الطرف عن هؤلاء جميعا ليدمروا ويمزقوا ويحتلوا العراق . انها فتنة تغذيها الاحقاد والمصالح وترعاها النفوس الضعيفة والأنانية الضيقه, لكن اقول لا سامح الله ان تمكنت هذه الفتنة منا وتمزق العراق ستنال الجناة ايضا وستقتلهم انانيتهم وستغتالهم احلامهم المريضه وستترك اشلاءهم دون مواراة وسيموتون عراة بعد ان عرتهم الايام وفضحهم صمتهم وتخاذلهم بعد ان تراكم وهنهم وأصبح جبنا ليموتوا قبل يومهم من شدة الرعب والخوف ستقتلهم انانيتهم وستلتف حبالهم على رقابهم غير مأسوف عليهم .وختاما اقول ان حب الوطن من الايمان ومن لا يحب وطنه فهو ليس بمؤمن يقينا .