بعد سنين عجاف وأمال محطمة وصبر طويل وحياة مهددة وتسلط اهل الشر والباطل تحت أنظمة شمولية واجهزة قمعية ويأس عم أرجاء البلدان العربية وشعوبها عادت بادرت التحرر تدب في عقول الشباب الثائر الرافض لتلك الأنظمة الفاشية النازية الفاشلة فتحقق ما لم يكن بالحسبان او حتى في ليالي الف ليلة وليلة عندما بدءت شرارة الثورات العربية بعد سبات عميق وخريف طويل حل بربيع جميل يختلف عن ماسبقه تخلل انهيار اكبر طواغيت العصر تحت صولة الشباب العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية وهلم جر حتى يعم السلام والأمان, فكانت للامم المتحدة وشعوب العالم وخاصة امريكا وقفة ومساندة حقيقية لتلك الثورات وراعية لهذا الربيع العربي فأخذت بكل قواها ومؤسساتها الإعلامية ان تضغط على تلك الطواغيت من اجل الإطاحة بهم وفعلا نجحت بل وسارعت مجدية ان تكون هي سلاح الشعوب ومفاتيح الحلول ونضرب مثالا لذالك عندما صرح الرئيس الامريكي على الرئيس زين العابدين ان يتنحى فورا وكذالك الرئيس حسني مبارك ان يتنحى فورا عازيتا ذالك لحق الشعوب في اختيار مصيرها وتحقيق أهدافها المنشودة ,لكن ومع الأسف الشديد نرى إن الأمم المتحدة وأمريكا قد تغافلت ثورة الشباب العراقي عندما انطلقت الاحتجاجات الشعبية العارمة في 25 من شباط 2011 والتي قادها الشباب المطالب بالديمقراطية والحرية والخدمات والقضاء على الفساد وتوفير فرص العمل والبطالة المستشرية والأمن والأمان التي عجزت الأحزاب وحكومة المالكي عن توفيرها للشعب العراقي في حين وجد الشعب هدفه بهذه الثورة التي كان يتتوق فيها الى التغير وشطب صفحة اخرى من صفحات أنظمة الدكتاتورية التي مارسها ويمارسها المالكي في كل سياساته التخبطية واللامسؤولة في تكميم الافواه وتقيد الحريات وتسيس المؤسسات العسكرية والأمنية والإعلام والصحافة وحتى القضاء .. فأين الامم المتحدة عن كل مايحصل في العراق ولماذا هذا الكيل بمكيالين والازدواجية والانتقائية بثورات الشعوب وربيعها ,واين امريكا من كل انتهاكات حقوق الانسان والتعدي على الكرامات وسلب الثروات وسرقة اموال الشعب العراقي على ايدي احزاب وحكومة المالكي فيما نرى ان استمرار هذه الاحتجات تمتد الى حد هذه اللحضة ولم تكترث امريكا والامم المتحدة لها أي شيء يذكر ,لماذا هذه السلبية الم يكن الشعب العراقي جزء من الشعوب العربية وهل العراق خارج الربيع العربي وهل العراق محروم من ربيعا عطرا يستنشق فيه هواء الحرية .. وليس بعيدا عن هذه المواقف المخجلة كانت للأمم المتحدة وأمريكا نفس التعامل مع الانتفاضة الشعبانية عام 1990 والتي راح ضحيتها الشهداء بعد سيطرة كاملة على اغلب محافظات العراق ,لكن المصالح بينكم وبين صدام تتغلب على مصالح الشعب حتى افشلتم الانتفاضة وتسلط صدام مرة اخرى على ابناء البلد ومن المؤسف تعاد على الشعب نفس الاحداث حيث اصبحت الامم المتحدة وامريكا تساند الحكومة المتسلطة التابعة حكومة المالكي التي هدرت وسرقة المليارات الدولارات والشعب يعيش تحت خط الفقر في ظل انعدام تام للخدمات وفساد إداري ومالي ليس له مثيل تصدر به العراق بلدان العالم وليس هذا فقط بل ان الامم المتحدة تشاهد عمق المعاناة والمأساة للمواطن العراقي فحين تشن حكومة المالكي حملات اعتقالات وزج بالسجون السرية القابعة تحت التعذيب والترويع والترهيب وهي تقر بتلك الانتهاكات للحقوق الانسان لكن الامم المتحدة وامريكا التي تربطها المصالح مع زمرة المالكي والاحزاب الطائفية (لاعين ترى ولا اذان تسمع)