يتداول سكان المعمورة بمزيد من العرفان ذكرى السيد اديسن مكتشف الكهرباء الذي أسبغ على البشرية صنيعاً مدهشاً ولاتكفي كل عبارات الثناء على الإيفاء بحقه فهو الذي أنقذ العالم من دياجير الظلام باكتشافه الكهرباء وفجر على سطح هذا الكوكب المعتم هذه الأنوار الباهرة المتلألئة .
وفي السبعينيات عقد مؤتمر دولي في لندن العاصمة البريطانية حضرته شخصيات من مختلف دول العالم للاحتفاء بالسيد اديسن بذكرى ولادته وتداول المؤتمرون اعتماد مشروع لافت للنظر يهدف إلى تخليد ذكراه وهنا اقترح احد الحاضرين اقامة نصب تذكاري للسيد اديسن في كل عاصمة من عواصم العالم ولكن احد الحضور المشاركين في المؤتمر قدم اقتراحاً ذكياً بهذا الشأن واقترح اطفاء الكهرباء لمدة دقيقة واحدة في كل عواصم العالم سنوياً وفي وقت واحد وذلك للتذكير بعظمة هذا الرجل وعطائه التاريخي الخالد ولايوجد بلد في العالم الان يحتفي اليوم بالسيد اديسن مثل العراق الذي يقطع الكهرباء عليه لمدة عشرين ساعة يومياً مع سبق الإصرار والترصد وبذلك يكون العراق قد دخل مجموعة (غينيس) للأرقام القياسية في تخليد العظماء وعلى الطريقة الديمقراطية.
ان العراق المصاب اليوم الجلطة الأمنية والسكتة الكهربائية يقدم الكهرباء على مدار الساعة لسكنة المنطقة الخضراء وقصور نواب البرلمان الذي يعاني دائماً من قرحة عدم اكتمال النصاب علماً ان نصاب البرلمان لايكتمل الا في يوم واحد في الشهر وهو يوم استلام المرتبات الباذخة .
لقد تحولت الكهرباء في العراق الى دكاكين لبيع المفرد حيث ان المولدات الأهلية التي تبيع الأمبير الواحد بثمانية آلاف دينار للفقراء وذوي الدخل المحدود وتستنزف مدخولهم اليومي والشهري حيث لم نسمع أحداً من البرلمانيين يوجه نداءاً واحداً لتعويض العراقيين مادياً عن هذه الخسائر لان من واجبات الدولة توفير الخدمات لرعاياها ولكن هذه الدولة تجيد مطالبة المواطنين بواجباتهم ولكنها لاتجيد الكلام عن حقوقهم حيث إننا انتقلنا من دكتاتورية قامعة إلى ديمقراطية منفلتة والله المستعان .