22 ديسمبر، 2024 8:26 م

العراق بين الجار والمجرور

العراق بين الجار والمجرور

الكلام في تعريف النحاة: “اللفظ المفيد فائدة يحسن السكوت عليها، واللفظ يشمل كل ما تكلمنا به سواء أكان مفيداً أم لم يكن، بيد أنه قُيد – في التعريف – بكونه مفيداً فائدة يحسن السكوت عليها، فاستبعد بذلك الكلمة المفردة، والكلم الذي لا يحسن السكوت عليه بسبب عدم تمام المعنى”.

كم من لفظ يخرج من هنا وهناك؛ يترك وراءه عدة تساؤلات واستفهامات، ونتيجة لا يحسن السكوت عليها؟، كلام حمل بين طياته مصير وطن، وحير علماء اللغة في فك شفراته وأعراب أفعاله، أمرها وماضيها ومضارعها المبهم.

وغالبا ما يأتي الضمير مبني، إلا ضمير الساسة في العراق فهو دائما معرب حسب موقعه من الكرسي، هذه الظاهرة للأسف نراها قد نزحت إلى بعض الناس، فأخذوا بتعريب الضمير لمقتضى الحال الذي يخدم مصالحهم الخاصة، وتلاعبوا بمشاعر المجتمع.

يبقى تلاعب الكلمات عند أصحاب النفوذ لا يعلى عليه، ولا يمكن لأحد المساومة فيه، أحدهم يقول: “أنا مع الحشد الشعبي ووطنيته لكني لست مع دخوله للأنبار”، وآخر يقول: “إن الحشد هو أداة مسيرة بيد دول إقليمية داعمة له”، وفي محور آخر قال فلان: “إن المعلومات التي تزودنا بها روسيا مفيدة، وإن لم تكن تنفع فهي لا تضر”؟، أعتقد هذه العبارة تحتاج لأعوام عديدة لتحليلها والوقوف على شذرات مكنوناتها.

البعض يقول: “العراق بلد فدرالي تعددي ديمقراطي”، وآخر يصرح: “لا سبيل لدينا سوى بلقنة العراق فهو الضمان الوحيد للأمن والاستقرار”.

حقيقة هذا جزء من كل وغيره عشرات الأمثلة لا يسعنا حصرها، لكن يسعنا قصرها بالضرورة ودواعي الفائدة من عدمها!، ماذا يريد هؤلاء الساسة من العراق؟

هل بالفعل قادرين على بناء مجتمع متماسك فسيفسائي جميل، ينعم فيه الجميع براحة البال والطمأنينة، أم على إنشاء منظومة دفاعية محكمة قادرة بدفع أي خطر محدق بالبلد؟، لا انهم أحوج إلى بناء البنى التحتية المدمرة وأعمار ما خربه الشرير…

أمنيتي أن أجمع كل هؤلاء الساسة في صف واحد، وأقوم بدور المعلم لاختبارهم في درس اللغة، وأعطيهم مجموعة من الأسئلة، ثم افتح لهم باب الإجابة لمدة أربعة وعشرين ساعة، مع ملاحظة في أعلى ورقة الأسئلة… أجب على سؤال واحد من مجموع تسعة أسئلة على أن يكون السؤال فيه نقطة ضوء بسيطة لمستقبل أبسط وأن يبتعدوا عن النصب فبناء الفعل المضارع أولى.