23 ديسمبر، 2024 1:12 ص

العراق بين الثلث المعطل وفرصة السيد الصدر

العراق بين الثلث المعطل وفرصة السيد الصدر

لا يخفي على احد اليوم ان العملية السياسية في العراق اشبه بما يحدث في لبنان عند تشكيل كل حكومة.. ولكن الفارق هو الشكل فقط. وانما مضمون واحد. فاليوم اي خاسر في العراق او من الفائزين وبعد اعلان الانتخابات مباشرة بالتشكيك بنزاهة الانتخابات والطعن في نتائجها لدى المحكمة الاتحادية.. والجميع من الطبقات السياسية التي برزت بعد التغيير لا يقبل كلمة خاسر مثلما الجميع يتحدث عن النزاهة والفساد الحكومي وبالنهاية فان الخاسر الوحيد هم ابناء الطبقات الفقيرة من ابناء الشعب العراقي…
اليوم ومع مرور عدة اشهر على اعلان نتائج الانتخابات التشريعية في العراق لم يستطيع السياسيين التوافق على تشكيل حكومة مركزية والسبب هو عدم تفاهم الكتل المشاركة بالعملية السياسية على طرح الثقة فيما بينهم والجميع لديه شكوك بالطرف الآخر وقد وصلت تلك الامور والمشاكل الى انسداد سياسي تام بين اغلب الاطراف.. كان آخرها انقسام الكتل الشيعية فيما بينها من اجل الاتفاق على صيغة معينة تنقذ البلاد من الفراغ الدستوري…
اليوم برز على الساحة وبقوة التيار الصدري الذي يعتبر نفسه صاحب الاحقية الاول في تشكيل الحكومة على اعتبار انه استطاع الحصول على نسبة اكبر عدد من المقاعد البرلمانيّة. وباعتباره اختصر الطريق بتحالفه مع السيد مسعود البرزاني الذي يعتبر انه الكتلة الكردية الاكبر وتحالفه الاخر مع الكتلة السنية الاكبر برئاسة السيد الحلبوسي. ومع كل هذه التحالفات لم يوفق التيار الصدري بتشكيل الحكومة وخاصة الفقرة التي تخص انتخاب رئيس الجمهورية والذي يعتبر المرشح الوحيد لقائمة الديمقراطي الكردستاني لوجود معارضة اخرى تشكل ثلث البرلمان يرأسها السيد المالكي رئيس الوزراء السابق وللاختلاف الحاصل بين قادة هذه الكتل فقد عجزت اجتماعات السادة أعضاء مجلس النواب بانتخاب رئيس الجمهورية.. ومازالت المفاوضات مبعثرة رغم اعلان السيد الصدر اليوم بترك الساحة للثلث المعطل لتشكيل الحكومة وقد امهلهم مدة اربعين يوما لذلك.. ولكن يبقى اللغز الاكبر هنا لهكذا مقترح هل يثق السيد الصدر بشركائه من السنة والاكراد وان يبقى عهدهم على ماهو عليه ام ان المستقبل القريب يخبأ لنا في طياته شيء جديد… وهل الاكراد ومعهم العرب السنة مستعدين لتشكيل الحكومة بدون التيار الصدري وفي هذه الحالة سوف يجد السيد الصدر انه اتخذ قرارات خاطئة اهمها انتخاب رئيس مجلس النواب والتصويت عليه فورا بعد انعقاد الجلسة البرلمانية الاولى… وهل سوف يخذل الساسة الكرد السيد الصدر في حالة منحهم رئاسة الجمهورية من قبل الثلث المعطل اذا ما استطاع الحصول على ثلثي المقاعد النيابية وهنا سوف ننتظر وبخطى بطيئة جدا جدا مصير مسيرة العملية السياسية التي باتت مهددة بعوامل كثيرة اهمها اختلاف الكتل التي كانت منطوية تحت اسم التيار الشيعي. وانجرار قسم من النواب السنة خلف مصالحهم الشخصية وانقسام المكون الكردي فيما بينهم وخاصة ما يحصل بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والاتحاد الكردستاني…. ويبقى العراقيين بانتظار الثلث المعطل عسى ان يقدم ترقيع افضل للعملية السياسية وتنتهي المشكلة بتشكيل الحكومة…