قانونا العفو العام و الأحوال الشخصية سيمضيان مع قرب موعد الإنتخابات في شهر تشرين الأول من العام القادم، قانون العفو العام كان شرطا للموافقة على الحكومة الحالية ومثبت ضمن ورقة الإتفاق السياسي، و خلال الثلاثة أعوام السابقة لم تكن لدى جميع القوى جدية بإقرار هذا القانون بسبب بعد المسافة عن موعد الإنتخابات، الآن وقبل عام من موعد الإنتخابات سوف يقر هذا القانون لصالح البيت السياسي السني، مقابل قانون تعديل الأحوال الشخصية لصالح البيت السياسي الشيعي، ليكونا دعاية إنتخابية ستلهم الناخبين للمشاركة والتصويت في الإنتخابات القادمة.
الصراع الإنتخابي بدأ فعلا، وسيصل ذروته كلما إقترب الموعد، وربما تتطور الصراعات إلى مرحلة كسر العظم، الدول الراعية للعملية السياسية رمت الكرة في منتصف الساحة، مع التلويح بالبديل السياسي الذي قد يكون الجيل الثاني وصاحب إرث قادة الطبقة السياسية ذاتهم، إذا لم يحسن جميع اللاعبين السياسيين اللعب؛ لا يمكن لأي سياسي أن ينكر بأن تغييرات ستطرأ على العملية السياسية الديمقراطية خلال المرحلة المقبلة، والمصالح العليا للدول التي إحتلت العراق تتطلب إجراء هذه التغييرات.
بإعتقادنا إن هذه الدول زودت خطة اللعب القادم لجميع القوى السياسية والأحزاب والحركات، وإيران وبعض الدول الإقليمية ضمن هذه الدول، ومن يلعب عكس الخطة أو عكس إرادة المدربين فسيكون مصيره الإبعاد وربما التصفية، ولا إستثناء! لأن العراق يعتبرونه إنطلاقة التغيير نحو شرق أوسط مزدهر وحاضنة إقتصادية بل قبلة إستثمارية لجميع دول العالم دون مبالغة، بسبب المؤهلات والثروات الطبيعية وتوفر العوامل المشجعة في بلدان الشرق الأوسط التي باتت شعوبها تنشد التغيير وتمقت السياسات التي تنتهجها حكوماتها المتعاقبة التي تؤتمر بأوامر خارجية ، قريبا سيعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع عن موعد ليس بالقريب لمغادرة القوات القتالية والمدربين والمستشارين الأراضي العراقي، وهذا الإعلان بمثابة صافرة بداية اللعبة.
المعارك الدائرة في غزة ستنتهي، لكن غزة الأمس ليست غزة اليوم وسكان غزة ربما لن يكونوا ذاتهم قبيل الإتفاق الذي سيحصل بين الدول التي سترعى المباحثات والإتفاقات، وحتى فصائل المقاومة والممانعة لا يمكن تهميشها(بالمعنى) بل سيكون لها دور فاعل وإستراتيجي خلال المرحلة المقبلة ومعظم فصائل المقاومة وجهت عدة رسائل قوية وملغمة بأننا موجودون ويمكننا الوصول إلى عقر دار أي طرف لا يعترف ولا يحترم وجود الفصائل كقوة على الأرض.
خلال المرحلة القليلة المقبلة ستظهر العديد من المواقف بإختلافها السيئ والحسن، وهذه المواقف ستحدد من سيبقى ومن سيرحل، ولا خطوط حمراء؛ لأننا اوضحنا بأن المصالح العليا للولايات المتحدة التي تحاول عبر الحوار والدبلوماسية إنهاء الأزمات في الشرق الأوسط وبعض الأماكن القريبة وبريطانيا التي تنتهج إسلوب السياسة الناعمة والسياسة الصامتة، الولايات المتحدة ومن معها لن تسمح بتعكير أجواء التغيير ولا حتى بريطانيا، والرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان دخل على خط اللعب ويعرف جيدا المراوغة وكيفية تسجيل الأهداف المبكرة التي ستنهي اللعبة لصالح من يمتنهن السياسة الخارجية ويقينا بأن الباحثون عن المكتسبات والمكاسب الداخلية ومن رفضتهم شعوبهم سوف لن يكون لهم موطأ قدم في الشرق الأوسط الجديد.