22 ديسمبر، 2024 7:49 م

العراق بين الأَزمات و الحلول

العراق بين الأَزمات و الحلول

إِنَّ حلّ ازمة العراق، لا تعالج بالاقتراحات، و تشكيل اللجان، و استبدال الوزراء الحاليين، بآخرين تكنوقراط. فازمة العراق، اذا ما نظرنا اليها نظرة واقعية فاحصة، نجدّ أَنها ازمة مركبة لها جذور، أَدَّت الى ان يكون العراق في ازمة دائمية. و حسب تصوّري ان أمريكا قدّ صممت هذه الأزمة، بشكل حاذق و مدروس و متقن لتحقيق الأهداف التالية:
1. ان يبقى العراق هزيلاً في قوته الدّولية و تأثيره الاقليمي.
2. ان يكون ضعيفاً متناحراً ممزقاً في الداخل.
3. ان يكون دائم التبعية للمشروع الامريكي – الصهيوني، عالمياً و اقليمياً.
4. ان تكون ثرواته مواداً أولية للصناعات الأمريكية.
5. أن يكون العراق سوقاً استهلاكية، تستثمر فيه الشركات الأمريكية، بيع منتجاتها بشكل مستدام.
6. تحقيق التوازن في معادلة القوى العسكرية، فيكون العراق قاعدة عسكرية امريكية، حتى تستطيع الادارة الامريكية، الهيمنة على المنطقة بصورة تامّة.
7. تحييد العراق من الصراع الفسلطيني الاسرائيلي، بعدما تمّ فعلاً تحيد العديد من الدول العربية، من هذا الصراع. خصوصاً بعد نجاح المشروع الامريكي– الصهيوني، في تطبيع العلاقات، بين العديد من الدول العربية و اسرائيل.
8. ان سيطرة امريكا على العراق، سياسياً و اقتصادياً و عسكرياً، يعني بقاءها قريبة من ايران، وهذا يسهم بشكل فاعل، بعدم استقرار ايران في الداخل و الخارج من جهة، و استزاف طاقاتها المختلفة بشكل مستمر من جهة ثانية.
وحتى تكون هذه الأهداف واقعية في التنفيذ، تمّ تصميم المشروع السياسي العراقي، و أن تدار شؤون الدولة العراقية، بالشكل الذي يحقق غاية الأهداف الواردة أعلاه.
و حتى نضع الحقائق في نصابها الصحيح، فان الطبقة السياسية العراقية، التي تأسست تحت الوصاية الأمريكية، قد ساعدت أمريكا بشكل ايجابي، لتحقيق مشروعها بشكل ناجح، سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد، من الطبقة السياسية.
و أَمّا الاسباب التي جعلت الطبقة السياسية العراقية، مهيأة لتنفيذ المخطط الامريكي فهي:
1. عنصر يتصل بمقدار الكفائة المهنية للمسؤولين، بمختلف مناصبهم و درجاتهم الوظيفية.
2. عنصر يتصل بنفسية المسؤولين، و مقدار نضج وعيهم الوطني، و درجة ثقافتهم الخاصة، و تربيتهم التي تعكس سلوكهم المجتمعي.
هذه الأسباب بصورة اجمالية، تشكل المعايير التي حدَّدت سابقاً، و ستُحدد حاضراً و مستقبلاً، مسار العملية السياسية في العراق. إِنَّ الانتكاسة في العملية السياسية، منذ عام 2003 و لحد الآن، يعود الى مجموع هذه الاسباب التي تظافرت معاً، فأنشأت نظاماً سياسياً فاشلاً، يقوده مسؤولين أكثر فشلاً من المشروع نفسه.
و ليعلم جميع العراقيين جيداً، بأنهم سيظلّون يدورون في فلك، حلقة كبيرة مفرغة، لا يغادرونها ما لم يتم تغيير، تصميم نظام الحكم في الدولة العراقية. و ما لم يتم ايضاً، تغيير الفريق السياسي، الذي يدير دفّة عمل الدولة العراقية.
و يجب أن يكون معلوماً للجميع، أَنَّ كل عملية تغيير أو اصلاح، ستبقى معوّقة و غير فاعلة، إذا ما بقت تسير على نفس المنوال السابق. فستتكرر نفس الأخطاء السابقة، ما لم يتم كسر نمط نظام العملية السياسية، و التغيير الجذري لتركيبة المسؤولين، عن ادارة الدولة العراقية. بشكل يتمّ الحرص فيه، على البقاء المؤقت، لوجود النظام العام للبلد، (و ان كان بهذا الشكل البائس)، ريثما يتم العمل الجاد، للوصول الى دولة قوية بنظامها، و نزيهة بمسؤوليها، والله تعالى هو المستعان.