23 ديسمبر، 2024 1:12 م

العراق بين إنسانية علي …وطائفية الطائفيين

العراق بين إنسانية علي …وطائفية الطائفيين

في وصية الإمام علي “عليه السلام” لمالك الأشتر حينما ولاّه مصر : (…وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق…) ، يقول الأمين العام السابق للأمم المتحدة “كوفي عنان” عن هذه العبارة : «يجب أن تعلَّق على كلّ المنظمات، وهي عبارة يجب أن تنشدها البشرية» واقترح أن تكون هناك مداولة قانونية حول كتاب الإمام علي إلى مالك الأشر إلى اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، وبعد مدارسات طويلة، صوتت عليه الدول بأن تكون أحد مصادر التشريع الدولي. أما الكاتب والأديب المسيحيّ جورج جرداق فقد قال: هل عرفت إماماً لدين يوصي ولاته بمثل هذا القول في الناس: «فإنّهم إمّا أخٌ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق، أعطِهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحبّ أن يعطيك الله من عفوه وصفحه».
تشريع إنساني لربيب رسول الإنسانية والرحمة، خريطة متكاملة وضعها إمام الإنسانية والعدل والمساواة، ترسم للبشرية طريقة بناء العلاقات بين بين البشر، فلا فوارق دينية، أو مذهبية، أو عرقية، أو غيرها بين الناس فالجميع هو :الإنسان، والإنسان هو الجميع ،إنها ثقافة التعايش السلمي، واحترام الآخرين،حقوقهم، مقدساتهم، عقيدتهم، فرصهم، إنها وثيقة حرمة الدم الإنساني، فلا يجوز قتل المسلم، لأنه: “أخ في الدين”، ولا يجوز قتل غير المسلم، لأنه: “نظير في الخلق”…
فأين المسلمون من هذه العبارة الخالدة؟!، أين الطائفيون والتكفيريون عن هذا القانون الإنساني الإسلامي؟!، أين هم من كوفي عنان، وجورج جرداق؟!، هل يعلموا أن عدالة علي هي التي قتلته؟!، هل يعلموا أن إنسانية علي هي التي ذبحته؟!، هل يعلموا أن عليا إنما قُتِلَ من اجل أن لا تُراق قطرة دم؟!، من اجل أن لا يُسلَب حق، ولا يُظلَم فرد ،ولا يُخذَل مظلوم ، ولا يُعَز أو يُنصَر أو يُسَلَط ظالم، قُتِلَ من اجل أن لا يجوع فقير، ولا يبقى عريان، ولا يُهان إنسان، ولا يُمَيَّز هذا عن ذاك، ولا يُقَرَّب هذا ويُهَمَّش ذاك، هل يعلموا أنَّ عليا ذبح الطائفية المقيتة بسيف إنسانيته وعدالته ومساواته؟!….
عذرا أيها الكاتب الأديب المسيحيّ “جورج جرداق” فقد سمعنا بمقولة الإمام علي “عليه السلام” التي سحرتك، لكن لم تُعرَف حق معرفتها، لم تُتَرجم إلى مواقف… وأفعال… وسلوك…وأخلاق….
فهل إن إحياء نهج علي يكون بنشر الطائفية وتعميقها وتركزيها؟!،وهل أن من الوفاء لعلي هو أن يتقاتل المسلمون، ويُكَفِّر بعضُهم بعضا، ويسبُّ بعضُهم بعضا؟!، هل أن من نهج علي القتل على الهوية والتهجير؟!، هل من نهج علي التمثيل بالجثث وسحلها بالشوارع؟!،،وهل أن من نهج على إطلاق الخطابات والفتاوى التي تُعَمِّق وتُرَكِّز الطائفية والتقاتل بين المسلمين؟!، السنا بحاجة إلى مراجعة قراءتنا لعلي، ومراجعة انتمائنا لعلي؟!،،السنا بحاجة إلى مراجعة المواقف والسلوك ونعرضها على ميزان علي، ونفحصها تحت مجهر علي؟!، ما ظنكم بعلي وهو يرى أن الطائفية والتكفير هي المعيار والضابطة في التعامل مع الغير، وهو يرى أن الطائفية هي الموجه والمحرك والصانع للمواقف والقرارات والسلوكيات، أما آن الأوان للعودة إلى «إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق» إلى إنسانية علي، وعدالة علي، ورحمة علي، وننطلق منها لبناء العلاقات مع الغير فيكفي طائفية لأنها أحرقتنا، مزقتنا، فرقتنا، أذلتنا، قتلتنا ….
يقول السيد الصرخي (عندما تكون الطائفية هي الحاكمة لما تكون الطائفية والمذهبية وشيطان الطائفية وشيطان المذهب هو الحاكم وهو المسير للأمور وهو المؤصل للقتل والتقتيل والإجرام والتكفير ، ماذا يحصل ؟ يلغى العقل لا يوجد فكر يكون المعروف منكراً ويكون المنكر معروفاً ، يرون المعروف منكراً المنكر معروفاً فيعمل المنكر يعمل القبائح يقتل الأبرياء ، يسحل الجثث يحرق الجثث يعتدي على الأعراض يفجر الناس))
يذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي وتويتر تشهد هذا الأسبوع حملة عراقية واسعة وحدوية لنبذ الطائفية بصورة مكثفة نظمها أنصار السيد الصرخي الحسني تحت عنوان ( أسبوع لا للطائفية )
https://www.facebook.com/pages/%D9%8…024543?fref=nf