18 نوفمبر، 2024 12:33 ص
Search
Close this search box.

العراق بين إرهاب السلطة وسلطة الإرهاب

العراق بين إرهاب السلطة وسلطة الإرهاب

افرز الاحتلال الأمريكي للعراق حكومات محاصصة طائفية تقودها الميليشيات ،وهذه الميليشيات تابعة لأحزاب نشأت وترعرعت في إيران منذ ثلاثين سنة وأكثر ،وجاءت الى العراق ببركات الاحتلال لتنفذ أجندة إيرانية عمرها آلاف السنين ،وثبت هذا بعد استلام إبراهيم الجعفري رئاسة الوزراء بعد إياد علاوي ،حيث أعلنت هذه الميليشيات بإشراف ودعم حكومي الحرب الطائفية في العراق ،وصار القتل على الهوية والمناطقية والعشائرية ،وتم تهجير الملايين وقتل مئات الآلاف من فئة واحدة على يد (جيش المهدي وقوات بدر وفيلق القدس الإيراني وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراقي ومنظمات حزب الدعوة المسلحة )،وتم تصفية عشرات العلماء ورجال الدين ورؤساء العشائر والطيارين  وقادة الجيش السابق وغيرهم بطريقة منظمة وبقوائم تحملها هذه الميليشيات الطائفية ،ثم استلم الحكم  نوري المالكي رئيس حزب الدعوة بعد عام 2006،وحصلت أحداث طائفية مروعة منها أحداث ما يسمى (الزركة بالنجف)،وصولات الفرسان في الموصل وديالى والبصرة ،فامتلأت السجون السرية والعلنية بمئات الآلاف من العراقيين الأبرياء وبتهمة واحدة لا غيرها (4 إرهاب) الجاهزة والسيف المسلط على رقبة كل من يخالف الحكومة ،حتى طالت وزراء ونواب برلمان وشخصيات مهمة عشائرية وعسكرية وكتل سياسية وأحزاب رافضة لسياسة المالكي ،بل تيارات محسوبة على العملية السياسية مثل التيار الصدري والتحالف الكردستاني ،حتى وصف بعض السياسيين رئيس الوزراء (بالدكتاتور الطائفي) ومنهم مسعود برازاني ومقتدى الصدر وصالح المطلك وإياد علاوي وغيرهم ،ووصفوا هؤلاء تصرفات الحكومة من اعتقالات واغتيالات وتفجيرات بالإرهابية ،وإنها تمارس إرهابا منظما ضد الخصوم السياسيين ،بتوجيه تهمة (4ارهاب لهم ) ،دون أدلة حقيقية كما حصل مع طارق الهاشمي ورافع العيساوي،  وصدرت ضدهم أوامر إلقاء قبض وأحكام الإعدام ،والآن تصدر حكومة المالكي أوامر إلقاء قبض على رموز كبيرة في التظاهرات منهم احمد أبو ريشة وعلي حاتم السليمان وهم ابرز شيوخ الانبار ،كما أصدرت أوامر أخرى في نينوى والتأميم وديالى لقمع التظاهرات السلمية واعتقال رموزها والمشرفين عليها ،عدا عمليات قتل المتظاهرين في الانبار ونينوى من قبل الجيش والشرطة الحكومية ،فماذا نسمي هذا العمل  أليس عملا إرهابيا تمارسه الحكومة ضد مناوئيها وخصومها السياسيين وضد شعب يتظاهر للمطالبة بحقوقه الشرعية في العيش الكريم وإطلاق سراح أبرياء معتقلين منذ سنوات دون توجيه تهمة بحقهم سوى الحقد الطائفي الأعمى ،أليس لهؤلاء عوائل تنتظرهم ،عدا من اعدموا (بالخطأ) تصوروا إنسانا يعدم بالخطأ أليست هذه جريمة إنسانية ترتكبها الحكومة ضد الأبرياء ،أليس هذا هو إرهاب السلطة بعينه ،في حين تتجول الميليشيات وقادتها في الشوارع وتقيم الاستعراضات العسكرية  وتتحدى الحكومة ،بل وتهدد الحكومة وتتحداها (واثق البطاط حزب الله العراقي مثالا)،فأين الحكومة من جرائم هذه الميليشيات ،وهي تمارس القتل والتهجير والتهديد بقتل أبناء السنة (عفوا للمصطلح الطائفي)،دون أن تستطيع خوفا أن تلقي القبض على احد من قادتها ،لأنها تدعمهم وتحميهم إيران وعلى لسان قادة هذه الميليشيات حين قالوا إننا نعمل بتوجيه ودعم وأوامر (المرشد الإيراني الخامنئي)،هذه هي سلطة الإرهاب التي تمارسها الميليشيات دون ان تضع لها الحكومة حدا وتنقذ العراق من الحرب الأهلية والتي يهدد بها الشعب رئيس الوزراء في أكثر من تصريح ،وهي دعوة صريحة لإطلاق يد هذه الميليشيات في قتل المتظاهرين والمناوئين للحكومة ،العراق والعراقيون يعيشون تحت سلطة الإرهاب وإرهاب السلطة بشكل مباشر وعلني ،وعلى مسمع العالم كله ،وهذا حتما سيؤدي الى رد فعل مقابل لإحداث الحرب الأهلية الطائفية ،وما محاولة جر المتظاهرين السلميين الى هذه الحرب الطائفية بالاعتقال والقتل والتهديد ،إلا استفزازات حكومية ،لإحداث الفتنة الطائفية التي تروج لها ،وتغذيها إيران (تصريحات قادة إيران وتدخلاتهم ولاياتي وصالحي ومصلحي وغيرهم )،وللهروب من الأزمات والفشل والصراعات مع كتل أخرى داخل العملية السياسية (التحالف الكردستاني والعراقية والتيار الصدري )،لتفتعل حكومة المالكي أزمة أخرى مع المتظاهرين السلميين لتغطى عورتها وفشلها في حل أزماتها المستعصية، والتي تهدد بكارثة حقيقية وهاوية سحيقة ،بشر بها رئيس الوزراء عندما قال (إن سقوط بشار الأسد سينعكس على العراق وسيدخل العراق في الحرب الأهلية)،لذلك فحكومة المالكي تمارس سلطة الإرهاب ضد الشعب وخصومها السياسيين ،وما الإعدامات بالجملة إلا صورة بشعة من صور الإرهاب السلطوي ،إذن فنحن في العراق أمام سلطة الإرهاب وإرهاب السلطة ،وهذا يدفعنا أن نجزم أن العراق بمثل هذه السلطة الظالمة ذاهبون الى حرب أهلية طائفية لا نريدها ،ولكن حكومة المالكي تفرضها علينا نحن العراقيين ،بسياستها الطائفية ودكتاتوريتها السلطوية ،وتسد أذانها لكل صوت حر شريف لا يريد إلا الخير للعراق والعراقيين،لقبر الفتنة وتجنيب العراق الهلاك والتقسيم ……

أحدث المقالات