23 ديسمبر، 2024 1:36 م

العراق بين أسرار ( رافع العيساوي وبشار الاسد )

العراق بين أسرار ( رافع العيساوي وبشار الاسد )

قبل أشهر ظهر وزير المالية العراقي المستقيل ( رافع العيساوي ) وأحد قادة اعتصامات الفلوجة اليوم . ظهر في احدى الفضائيات وأعلن أنه يمتلك ملفات وأسرار مالية واخلاقية ( تُسودُ الوجوه ، وتُسقط العروش ، وترمي اصحابها في الشارع ) على حد قوله وأنه سيسلمها للمرجعية ، ووقتها قيل إن هذه الاسرار عبارة عن تسجيلات كاميرا ديجتال لبعض ساسة العراق ممن تم ايفادهم بدورات سياسية وعلمية وترفيهية الى دول جوار العراق ، وهناك أخذوا تفويضا من الله بمتعة سياحية ، يتوبون عنها بالصلاة والصوم عند العودة الى الوطن. والافلام المصورة مسربة من جهة مخابراتية في تلك الدولة كانت تراقب ساستنا وموفودينا على بلاج ازمير أو العقبة او بيروت او اللاذقية . ولكن السيد العيساوي لم يف بما اعلنه امام الملايين من العراقيين الذي تعودوا على مفاجات اليوتوب في فضائح كثيرة وشعروا أن الأمر دسما هذه المرة كما بدى على ملامح الوزير المستقيل ، ومع مرور الزمن صار في حكم المنطق أن العيساوي الذي لم يفْ بوعده ويطلعنا على الحقيقة قد لايملك مثل تلك الوثائق والاسرار وانما الأمر هو من ضمن المزايدات والتخويف والتهديد في فترة اشتد اوار العراك السياسي وفورة ساحات الاعتصام وخاصة بعد ان وجهت اتهامات رسمية لحماية الدكتور العيساوي بتهم ارهابية واعتقل بعضا منهم.
تذكرت اسرار العيساوي عندما قرأت امس تصريحا للرئيس السوري بشار الأسد منه ان بلاده تمتلك لتسجيلات لساسة عراقيين هم اليوم من اشد معارضي النظام السوري كانوا نفسهم يطلبون منه في الاعوام 2007 وما تلالها بفتح الحدود العراقية ــ السورية للمجاميع المسلحة الأرهابية كي تقوم بعمليات ارهابية داخل العراق وهو ما اكدته بعد يوم مستشارة الرئيس السوري الدكتورة بثينة شعبان وان التسجيلات سيتم اظهارها للعلن ووسائل الاعلام في الوقت المناسب . وأعتقد ان هذا التصريح للرئيس السوري هو أخطر على العراق واهله من تصريحات العيساوي لانه يهم حياة الناس وحياتهم ، وهو ان كان حقيقيا يكشف الزيف والدعارة الساسية لدى وجوه كبيرة تدعي الوطنية كل يوم وتظهر لنا في شاشات التلفاز وهي تهتف :انا ربكم فاعبدوني ، أنا أملكم فانتخبوني.
أشعر بألم وغصة وحنق وحزن وانا ارى بلادي تتلاعب بها الاسرار المخبئة والمفضوحةوكيف لي اتعامل مع الساسة وهم يتهيئون لصولات اتخابات جديدة وهم ذاتهم ساسة 2007 ومن تحدث عنهم العيساوي والاسد وشعبان .
كيف لنا أن نتعامل مع سياسي يمارس العبث والسباحة بالبكيني وينسى شعبه غارق بفيضانات المطر وجحيم السيارات المفخخة وآخر يطلب من دولة اخرى أن تفتح الحدود لرجال ابن لادن والظواهري والزرقاوي لتقتل ابناء شعبه.
اعتقد ان الناجع لهذه الرؤية هو ان نلوذ بالله واائمتنا ومتصوفينا واولياءنا من اهل المذاهب والاقليات وان نطلب لنا رحمة وحساب اقتصاص من هؤلاء ، ماداموا في كل الحالات  ( الجنس والارهاب والسُحت ) هم يدمرون البلاد التي نتمناها هادئة وجميلة ومسالمة.
العراق بين اسرار العيساوي والأسد ، هي مسؤولية التأريخ وأخلاق العرف الوطني أن يكشف كلا الطرفين عن اسراره لنعرف رأسنا من ارجلنا ولنعلم من يعبث بنا هذا العبث وهو ينام في جبتنا نعزه ونكرمه ونجعله قدوة وننتخبه ويقبض في رؤوسنا الملايين وبالتالي نراه يتسلى بسرير اللحم الطازج او يسعى ليقتل ناخبيه واهله .
هذه المحنة الجالسة بين سرين ينبغي ان ننتبه ونؤمن انها لم تأت من فراغ بل هي نتاج طبيعي لكل هذا الصراع والتكالب على الثروات التي كانت تدر للعراق 16 مليار دولار قبل 2003 واليوم تعطي 150 مليار الفرق فأتت لنا فتاوى المنافع الاجتماعية وكارتات الموبايلات وراجيتات امراض البرلمانيين الخرافية وشراء الدرجات الهوائية وولائم غداء توقيع اوراق الشرف الوهمي لشعب لايحتاج ليذكروه بالشرف الذي يعتز بأزله فيه لأن في الواح طينه تم تدوين اول وثائق الشرف الانساني …..!