إنكسرت شوكة الإرهاب بفضل صمود وتضحيات جسيمة؛ للجيش والشرطة والحشد الشعبي والعشائري والبيشمركة؛ برجال تحدوا الموت بهامات عالية لحماية وطنهم من فكر الإرهاب والتطرف والإنحراف والضلالة، والجحافل عيونها على نينوى الحدباء والعراق المصغر بكل تلاوينه، وهناك تستقر رأس أفعى الإرهاب؛ ينتظرها أبطال متلهفون على سحقها بأقدامهم، ومن نينوى وسهلها سيشكل العراق من جديد.
انكسرت غطرسة شيطان جاء لسحق الإنسانية، ويقتل الناس بأسم دين منهم براء، وإنكسر الإرهاب في حزام بغداد وديالى وصلاح الدين والانبار والموصل بالإنتظار.
التهم الإرهاب والإنحراف ثروات وشباب ومدن، وإستغل الوهن والخلافات السياسية، وتفرق ساستنا وتعالوا على بعضهم وخلافاتهم سبب لدخول الشيطان بين صفوف الشعب، وما تسفر من نتائج بعد الإرهاب؛ سترسم مستقبل الى مئة عام قادم بين الحفاظ على الوطن أو الضياع، وهناك شعب ينتظر من يُفكر فوق المصلحة الآنية وردود الفعل والمصلحة الشخصية والحزبية والقومية؛ لوطن تجتمع في بودقته كل المصالح بمصلحة عليا.
أمام ساسة العراق فرصة وتجارب شعوب، ولا توجد دول تزدهر بخلافاتها وكسر الآخر، ولا أوطان تحفظ بالأنا، ويذكرنا التاريخ برجالات دول قدموا تنازلات متبادلة، وما تزال الشعوب تتذكر حكمتهم، ورفعهم الحوار كخيار وحيد، فكان إنتصار للمستقبل الوطني؛ لا بحسابات الخسارة الشخصية الآنية، وعندما نتقترب من اللحظة التاريخية؛ فهنالك من يفكر ضمن حدود المطامع والخسارة والربح الشخصي، ولكن التاريخ كالشعب يُراقب ويسجل في أصعب اللحظات، ويُذكر من سيكون له مكافئة إحترام الشعب والتاريخ والإنسانية.إن داعش والكفر والإرهاب والإنحراف في أنفاسها الأخيرة، وها هي تستسلم وتعلن أسماء مجرميها من العراقيين في الموصل؛ كآخر ورقة لإلزامهم بالثبات معها، وخلافتهم المزعومة زائلة والعراق باقٍ، ودجلة والفرات لكل العراقيين، وبدماء الشرفاء ستتحرر الموصل وتنظف أرض العراق من الدنس، ومن واجب كل عراقي يشعر بإنتماءه الى أرض وطنه؛ أن يكون مع اليد الواحدة لضرب رأس الأفعى، ومنع ظهور أفاعي وشياطين وأفكار منحرفة خارجة من سرب الوطن.
إنتصرت دماء المغدورين في سبايكر، وصرخات الأيزيديات والتركمانيات المسبيات، وإنتصرت صرخات الأمهات والزوجات، ورفرفت أرواح الأطفال الأبرياء حول الوطن.
يروي لنا التاريخ؛ أن الدول العظيمة من المرارة نهضت من الرماد، والعراق اليوم يُحاول النهوض من نار ورماد الإرهاب والدم والتكفير، وجرب السياسيون أنواع الفرقة، والنتيجة ما وصلنا له اليوم، وما أمامنا إلاّ تجربة الحد الأدنى من الوحدة، وتتوحد الأيادي لضرب رأس الأفعى في ضربة أخيرة قاصمة، ولولا فرقتنا لما تمدد الإرهاب ووجد زوايا وأفكار شخصية مظلمة فإستغل غفلة بعض الساسة، وإنشغالهم بمصالح الأنا، وإبتلعت الأفعى منا كثيرون وما كان يمنع بعضنا إلا الإصرار على عدم التنازل والتَزَمُت بمواقف نرجسية أفقدت بعضنا ثقته بشريكه الوطني، والشعب والتاريخ يُراقبان ويسجلان من سيكون له مكافئة الإنسانية والوطنية.