العراق يعتبر بلد المقدسات، لأنه من البلاد الأسلامية، القليلة والنادرة التي إمتازت بإحتضانها، لرفاة ومراقد بعض الأنبياء، والائمة الاطهار، وذريتهم، وصحابتهم الأجلاء.
كمراقد النبي آدم، ونوح، وهود وصالح، وذي الكفل وابراهيم عليهم السلام، كذلك أضرحة الائمة النجباء صلوات … عليهم، في النجف الأشرف، وكربلاء المقدسة، والكاظمية وسامراء، وفي ربوع هذا البلد مسجدين مقدسين، هما الكوفة المعظم، والسهلة المبارك .
العراق أصبح مركزاً للدولة الاسلامية، في عهد خلافة أميرالمؤمنين علي عليه السلام، وإلى يومنا هذا، يتصف بلدنا بالطابع الإسلامي المعتدل .
علاوة على ذلك وجود مركز العلم والعلماء فيه، وبالأخص مدينتي النجف وكربلاء، وإنشاء الحوزة العلمية الشريفة، التي دأبت على حفاظ ونشر وتعليم، الفكر الاسلامي المحمدي الأصيل، ونهج أهل البيت عليهم السلام.
وهناك قدسية خاصة لهذا البلد، جاءت لما مُعد لهُ مستقبلاً، بإقامة دولة العدل الإلهي، حينما يشاء … تعالى بظهور صاحب العصر والزمان عجل … فرجه الشريف ،
فتقام عاصمة الدولة المهدوية في الكوفة المقدسة، ومنها يحكم العالم .
إن بلد كالعراق وخصوصيته الإسلامية المقدسة، لا يستحق سوى أن يكون بلداً اسلامياً معتدلاً، محافظاً على قداسته .
الواجب العقلي والمنطقي، فضلاً عن الشرعي، يُحتم على ساكني هذه الأرض المباركة، إحترام وتقديس ومراعاة هذه المكانة التي حباه … تعالى بها .
متحلين بأخلاق الأسلام الأصيل، ومتصفين بالصفات الحميدة، والطباع الفاضلة، التي كان يتصف بها أئمة الهدى، بما يُليق سكان المناطق المقدسة، في هذه البقعة المباركة .
رافضين ومحاربين، للتصرفات المحرمة، والعادات السيئة، الدخيلة على الأسلام، والتقاليد المنفلتة، المستوردة من الدول الغربية، المنحلة أخلاقياً وعرفياً، والتي لا تمت للأسلام المعتدل بصلة، من أجل الحفاظ على الهوية الأسلامية الألهية المقدسة، الخاصة بهذا البلد، من التحريف او الأنحراف عن طريق الحق .
بعد الأنفتاح، والدخول في عصر التكنلوجيا، والتطور في كل شيء، الذي شهدناه بعد عام 2003 . أخذت الأفكار والإيديولوجيات، تتسارع بالولوج والإنتشار في العراق، بمختلف المجالات، منها إيجابي ومفيد، كحرية الأديان والرأي والديمقراطية.. وبعضها سلبي وضار، كالأفكار العلمانية، والشيوعية، والألحادية، التي لا تتناسب مع خصوصية هذا البلد المقدس .
فعلينا إنتقاء الإيجابي وتبنيه وتطويره، والتمسك به، بما يتناسب ويتلائم مع قدسية هذه المقدسات .
تاركين وطاردين ونابذين، كل أمر أو فكر أو مشروع سلبي منفلت، يكون بالضد من الهوية الأسلامية المحمدية الأصيلة .
كي نكون أهلاً بهذا البلد المبارك، ونستحق الرحمة الألهية، وإلا ينزل علينا غضب الرب .
كما روي عن إمامنا الباقر عليه السلام، حيث قال (( أوحى الله إلى شعيب النبي : إني معذب من قومك مئة ألف، أربعين ألفاً من شرارهم ، وستين ألفاً من خيارهم.
فقال عليه السلام : ياربّ هؤلاء الأشرار ، فما بال الأخيار ؟
فأوحى الله عز وجل . إليه : داهَنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي )) .
هذا يجعلنا أمام مسؤولية ملقاة على عاتقنا، كوننا نعيش بهذا البلد، وننعم بالمقدسات، وهي مراعاة وإحترام هذه القدسية، وأن نكون مع الحق، والدفاع عنه والإلتزام بتعاليم … عزوجل .
وذلك من خلال إتباع ما أمرنا … تعالى به، وهو أن نكون أمرين بالمعروف، وناهين عن المنكر، متبعين لحدوده تعالى .