إن عطلة يوم السبت هي ليست عربية ولا إسلامية فلماذا ينقاد العراقيون لتنفيذ رغبات أجنبية طارئة…أليست هذه إحدى طرق الإعاقة عن العمل المتواصل والدؤوب في تقدم البلد, وقد تمت تسمية هذا اليوم بالسبت وهي نسبة إلى (السبات ) والمقصود بها الراحة ويطلق الانجليز عليه باسم –ساندي – وهو عطلة رسمية في معظم أنحاء العالم وبعض الدول لها عطلتها التقليدية التي هي يوم الأحد, أما يوم الجمعة في تلك البلدان فهي يوم عمل, ويستخدم النصارى كلمة سبت للدلالة على عطلة الأسبوع,حيث انه عطلة مرح وطلب الراحة وهناك معتقد عند اليهود أن لا يأكلوا بعض الأطعمة في يومهم – السبت – وتشمل كل إجراء يتعلق بالتحضير…مثل الطبخ, الزراعة ,النسيج ,الحياكة , ذبح الحيوان , وتهيئة المأوى والكتابة والتشييد وحمل البضائع والأقنعة من مكان لآخر وإشعال النار أيضا ولذلك يقول أهلنا في مثلهم الدارج (السبت برﮔبة اليهود ) وحيث عطلتنا منذ الرسالة الخالدة لرسولنا الكريم (ص ) هي الجمعة كما جاءت في القران والسنة النبوية وليست السبت كما هي الآن.
والعطلة هي يوم إجازة يحصل عليها الموظف أو الطالب في نهاية الأسبوع أو من خلال انتهاء السنة الدراسية للطالب ويحق للموظف أن يحصل عن كل سنة خدمة إجازة طويلة تسمى _بالإجازة السنوية – وتختلف أنواع العطل من حيث وضعها فقد تكون إلزامية أو طوعية , ولا يخفى على احد أهمية الوقت في حياة الأفراد والمجتمعات ولا سيما كل المجتمعات التي تستمد ثقافتها من روح الأديان السماوية, أما نحن المسلمين فقد اقسم الله بالوقت (والعصر,والضحى , والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى )…والشمس وضحاها والقمر إذ تلاها…وهذا القسم ناهيك عن دلالاته المختلفة فانه اهتمام بهذه الأوقات ومؤشر حتى ينتبه الإنسان إلى أهمية الوقت فهو كما يقولون (الوقت كالسيف إن لم تقطعه يقطعك ) , وإذا أردت أن تعرف قيمة الأمة ومدى اهتماماتها فانظر إليها في وقت فراغها وماذا تفعل؟ فان الملل والضجر والكسل والأخلاق السيئة وطرق إضاعة الوقت والمعصية وعدم التوازن النفسي والنمو الجنسي قبل الأوان هي من مسببات الفراغ والتعطيل…الخ,وهناك عطل إجبارية كعطل الزلازل والبراكين والكوارث الطبيعية كالفيضانات والأمطار وارتفاع وانخفاض درجات الحرارة والغبار وغيرها وهناك عطل الظروف الأمنية والانفجاريات وفرض حالة حذر التجوال أو قطع الطرق والجسور أحيانا.
أما العراق فيحتل المركز الأول عالميا في مجموع العطل والتي تبلغ 150 يوما في السنة ماعدا العطل غير الرسمية أما الدوام الفعلي فيقدر (144) يوما فقط وهذه كارثة ,وحيث أن العراق الحبيب هو أصلا معطل, ففيه القطاع الصناعي والزراعي معطل من الأساس أما الكارثة الأعمق شمولا تتضمن قطاع التربية والتعليم الذي أنهى الفصل الدراسي الأول بمعدل 30 يوم فقط ,فما هو ذنب طلبة الصفوف المنتهية بفرعيها العلمي والأدبي فكيف يتم إكمال مناهجهم وكيف يتم احتساب درجات وامتحانات الفصل الأول ونصف السنة على الأبواب .
أضف إلى ذلك تعطيل الجانب الخدمي للموطن وذلك بتعطيل الدوائر والمؤسسات وتعطيل خدمة الناس من قبل موظفين يتحججون بأداء الزيارات مشيا على الأقدام لعدة أيام مما تكون العطلة في اغلب الأحيان عشرة أيام بالتمام والكمال لكل زيارة وهي تعطيل للحياة اليومية وهذه ظاهره منافية لمبادئ الحسين بن علي (ع ) ومدرسة أهل البيت التي تريد بالإنسان أن يرتفع ويترقى بمستواه العلمي والخدمي وقد وجهت المرجعية الدينية الرشيدة في النجف الاشرف بأمور صحية مفادها انه يحرم على موظف الدولة ترك وظيفته أثناء الزيارات وقد حرمت المشي أيضا على الطالب الذي يترك دراسته وعلى المرأة التي تصطحب أولادها الصغار وعلى خروج المرأة من بيتها دون موافقة الزوج أو ولي الأمر وغيرها من النصائح ولكن دون جدوى ,وان زيادة العطل من دون تعويض ساعات العمل قد تؤدي وفقا لخبراء الاقتصاد إلى عجز في إيفاء الدولة بالتزاماتها تجاه مواطنيها , وان الاقتصاد العراقي يعاني من التلكوء بسبب الأزمات والانفجارات وكثرة العطل والمناسبات….وهذا هو حال العراق رابعا على العالم في الفساد وأول العالم في العطل……!!