تلاعبت المصالح والأغراض الشخصية والسياسية والحكّام والثورات والنكبات والقوي المعادية في تزوير وتشويه صورة وحقيقة تاريخ أمتنا العراقية المجيد … والعربُ يُصدقون بأكاذيب غيرهم بينما لا يصدقهم أحد ، ويتندرون بكوارثهم ويتمتعون ويتلذذون بالمعارك التي جرت بينهم بدءاً من حرب البسوس والأوس والخزرج ومروراً … بمعارك الفتنة ألكبرى والجمل وصفين ووصولاً إلى الحرب العراقية ـ الكويتية !
ومما يندي له الجبين أن الرواة والمؤرخين والمثقفين يتندرون بمقولةٍ تدعو إلى السخرية أطلقها حاكمٌ مجرمٌ قاتل سفاح هو ( الحجاج ) ، فبينما لا يذكر أحدٌ أن العراقيين ثاروا على هذا الحاكم الظالم المستبد داخل المسجد إحقاقاً للحق ودرءاً للباطل ، تناقل العرب مقولته الكاذبة التي دونها مؤرخٌ أحترف التزوير وهي (يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق) !
نعم لم يرو أحد أن أبناء الرافدين ألغيارى لا ينامون على ضيم بل يذكر ما يسيء لهم ، يتداول لم يذكر أحد أن أهل ( الشقاق والنفاق ) هؤلاء هم الذين علموا العرب الكتابة قبل الإسلام ، وعلموهم قراءة القرآن ، واستشهد آلاف العراقيين في مذابح مقصودة لإبادتهم لينتصر دين الله . ألف عام أو يزيد قاد العراقيون العرب والمسلمين والعالم واستبسلوا وناضلوا واجتهدوا ، كي يصل العلم للناس في الدين والتقوى والعلوم ، في الطب والرياضيات والفلسفة والجغرافية ، في اللغة والشعر والأدب والنحو ، ها هي أرض السواد تضم بين ذراعيها صحابة رسول الله وأهل بيته وأئمة مذاهبه وأحاديث رسوله ، العراق العربي المســـــلم يتفنن أشقاؤه بالشماتة به ، واللعب بمصير أبنائه بعد أن توســـــلوا بالعدو الأمريكي المحتل أن يدخل العراق عام 2003 ، نعم توسل العرب كي تسقط بغداد ولا تصدقوا دموع التماسيح التي تذرفها عيون الكذابين … المهم أستمر أشقاؤنا وأبناء جلدتنا وديننا بالتمتع وإقامة الحفلات والمهرجانات والرقص الشرقي والغربي على دماء أطفالنا الذين يسقطون يومياً بالمئات ، أطفال العراق الذين إن لم تحصدهم المفخخات تحصدهم رشاشات ودبابات وهمرات وطائرات العدو الأمريكي والإيراني … أو ينتظرهم الماء الملوث والطعام المسموم والهلاك والتشريد والتهجير ، مرحي لهذه الأمة بانتصارها علي بلد الشقاق والنفاق ، هنيئاً للأخوة في سورية والأردن والسعودية ومصر والخليج العربي وكل بقاع وطننا الممتد من بغداد إلى تطوان … أيها العراقيون لا تصدقوا أن أحداً يحبكم لا تصدقوا أن العرب حريصون على نشر الأمن والأمان في بلادكم ، فموت أطفالكم راحة وعيد لأطفالهم ، وترمل نسائكم سترٌ ونعمةٌ من الله لنسائهم ، وذبح رجالكم وشبابكم نصرٌ من الله وفتح قريب لهم ، أيها العراقيون لا تصدقوا أن العرب يريدون للأعداء أن يخرج من بغداد ومن مدن العراق الاخرى سواء كانوا أمريكان او من تبعهم ، انظروا إلى فلسطين والجولان وسبتة ومليلة والأسكندرونة والجزر ، أعادت إلى أهلها ؟