7 أبريل، 2024 6:24 ص
Search
Close this search box.

العراق بعد صفقة داعش مع إيران ..!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

فضحت زيارة رئيس تشخيص مصلحة النظام في ايران محمود الشاهرودي الى العراق، الدور الايراني في الصفقة/الفضيحة، بين حزب الله اللبناني ،وتنظيم داعش الارهابي في ما يعرف (إتفاقية جرود عرسال)،فماذا طلب شاهرودي من حكومة العبادي وقاة الاحزاب التابعة لايران والتي تأتمر بأوامر المرشد الايراني ، وكيف كان الرد على الزيارة، التي حمل لها ملفا شائكا، يستهدف الدور الايراني المقبل، ويقوض وجوده في العراق، بعد القضاء على تنظيم داعش في العراق ، إبتداءا استقبل شاهرودي على سجادة حمراء ،للدلالة على ثقله الديني وسطوته على أحزاب السلطة ،وهكذا إجتمع حال وصوله بعدد من قادة الميليشيات ،وإطلع على واقع المعارك مع تنظيم داعش، والانتشار الايراني لفيلق القدس والحرس الثوري الايراني ،في المدن والاقضية المحررة ، وفتح مقرات لها تحت مسميات الاغاثة الانسانية ،وفرق الاعمار والجمعيات الخيرية والمنظمات والاتحادات الرياضية وغيرها ،كما يحصل الان في الموصل وأقضيتها ونواحيها ، مندسة بإسم الحشود العشائرية، والحشد الشعبي وأجهزة الشرطة الاتحادية والجيش ، ثم استقبله رئيس الوزراء حيدر العبادي وعمار الحكيم وبعض الشخصيات الدينية الاخرى ،التابعة مرجعيتها لايران ، في حين رفضت مرجعية النجف ،ممثلة بشخص السيد السيستاني إستقبال شاهرودي ، وهكذا فعل أيضا السيد مقتدى الصدر ورفض مقابلة الشاهرودي ، ومن خلال التسريبات والمعلومات من خلف الكواليس ، علمنا أن المرجع الشاهروي ،قد حمل ملفا مهما لايران ، تم تكليفه من قبل المرشد الاعلى الخامنئي لتبليغ الاحزاب التابعة له في العراق، وهذه الملفات الخطيرة جداا، على مستقبل ايران في العراق، هي ،ضرورة إعادة توحيد التحالف الوطني ،وإعادة نوري المالكي لرئاسته تمهيدا لأعادته لرئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة ،والذي تفكك وأصبح في من الماضي ،بعد استقالة عمار الحكيم منه ، وإنشقاقه وحله المجلس الاسلامي الاعلى الذي كان يرأسه شاهرودي نفسه يوما ما في ايران،ثم الاتفاق على توحيد الخطاب الشيعي الذي خرج من العباءة الايرانية ،وإستقر في الحضن الامريكي (حسب توصيف قادة طهران) ،مثل العبادي والصدر وأتباعهم ،وفي الطريق عمار الحكيم ،ولم يبق إلا نوري المالكي وجناحه الايراني، وهذا كان واضحا في ردة الفعل على رفض هولاء لأتفاقية حسن نصر الله وتنظيم داعش ،في إخراج داعش من منطقة جرود عرسال بلبنان وتوطينهم في منطقة البوكمال السورية التي تحادد العراق من جهة صحراء الانبار،وكذلك الاتفاق على ملف الحشد الشعبي ،لمرحلة مابعد داعش وضرورة ان يأخذ دورا سياسيا لتبقى سطوة ونفوذ ايران ـ تتحكمان بسياسة العراق، الداخلية والخارجيةـوتوزيع الادوار بين قادة الحشد الشعبي وميليشياتها ، واعادة إنتاج نوري المالكي في المرحلة المقبلةـ وإقصاء حيدر العبادي ،هذه الملفات الشائكة التي حملها شاهرودي، لقيت رفضا كبيرا في الاوساط العراقية الرسمية والدينية، نتج عن هذا الرفض إستهداف ومحاولة إغتيال المرجع الديني الشيخ فاضل البديري، الذي أصدر بيانا رفض اتفاقية حسن نصر الله مع داعش ،وجاء الرد مباشرة ـ أن زيارة شاهرودي ، للعراق تؤكد حقيقة أصبحت ظاهرة، أن الدور الايراني يلفظه أنفاسه الاخيرة في العراق ،كما لفظ داعش أنفاسه في العراق، وأن اتفاقية جرود عرسال، فضحت العلاقة الوثيقة بين حكام طهران وتنظيم داعش ،في كل ما جرى في العراق وسوريا، وكنا دائما ما نقول ونفضح هذه العلاقة المريبة ،ونقول أن داعش هو صناعة أيرانية – إسرائيلية –أمريكية ، وهكذا تثبت الاحداث وتفضح الادوار المريبة ، واللعبة القذرة لاهداف داعش وعبثها في المنطقة ، خدمة للمصالح الاستراتيجية لهذه الدول ،والضحية هو الشعب العربي في العراق وسوريا ،لذلك لم نستغرب من ظهور حسن نصر الله وهو يهدد أسرائيل بمحوها من الخارطة، أو تصريحات قادة وملالي طهران لرمي إسارئيل في البحر،لاننا ندرك تماما أن نظرية المؤامرة هي حقيقة تاريخية نعيشها كل يوم منذ معاهدة سايكس بيكو والى يومنا هذا ، وندرك أن المستهدف الاول هي الامة العربية برموزها التاريخية، وهكذا جاء الاحتلال الامريكي –الايراني للعراقأ لاعادة رسم خارطة الشرق الاوسط من جديد على مقاس الدول التي وضعت خارطة جديدة لتقاسم مناطق النفوذ والهيمنة والسيطرة على موارد ونفوط المنطقة ، وخاصة العربية، فلا غرابة أن تنشيء الدول تنظيمات ارهابية وتصنعها لتفتيت وتفكيك الدول على الاسس العرقية والطائفية والاثنية والقومية ، وتبعث فيها روح العداء والكراهية فيما بينها لقرون طويلة، وما نشاهده من تأجيج وأحتراب طائفي وعرقي وقومي إلا نتاج نظرية المؤامرة ـالتي طالما ينتقدنا العالم الاخر ويقول أن العرب أسيروا نظرية المؤامرة، وقد أعماهم الله البصر والبصيرة عما حل بالعرب من مؤامرات وحروب وقتل الملايين وتهجير الملايين ونزوح الملايين من خلف نظرية المؤامرة ،نعم ستبقى نظرية المؤامرة ترافق أمتنا العربية،طالما هناك أستهداف لمستقبلها كما هو استهداف لماضيها وحاضرها، والعمل على تقسيمها جار بلاهوادة وتجمعت عليها كل عناوين الشر في العالم ـلتهديم تاريخها وتشويه ماضيها وحضارتها ودينها الاسلامي المعتدل ، إن زيارة رئيس تشخصي مصلحة النظام شاهرودي للعراق في هذا الوقت بالذات ،هي رسالة تحذيرية لاحزاب ايران في العراق،بعد أن غرقت هذه الاحزاب في الفساد والفشل، وأصبحت نكتة وسخرية في الشارع العراقي ،بعد الفضائح اليومية لرموز هذه الاحزاب في النهب والسرقة والسقوط الاخلاقي ،وأصبحت بغداد في زمن الاحزاب الطائفية الايرانية – مبغى كبير- بإعتراف عمار الحكيم في تصريحاته وخطبه، لذلك جاء الشاهرودي ليرمم ما يمكن أن يعيد سطوة ونفوذ ايران للعراق الذي اصبح في خبر كان، وأن يرسم لايران مرحلة ما بعد تنظيم داعش ليس في العراق فحسب بل في المنطقة، خاصة وإن إيران خسرت ملفاتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين والخليج، وخسرت ملف أزمة قطر مع دول المقاطعة التي كانت ايران تعول عليها ـ والان هي في نهاياتها نحو التفاهم والحل ،وسحب البساط من طهران التي ارادت أن تستغل الازمة القطرية لتوسيع هوة الخلافات الخليجية مع بعضها البعضـ وهكذا أصبحت أيران الان معزولة عالميا وإقليما ، بعد فشلها في إشعال حروبا طائفية وقومية في المنطقة لتحقيق مشروعها الكوني التوسعي الفارسي في اقامة امبراطورية الشر الفارسية وعاصمتها بغداد، بإختصار شديد، نرى أن مرحلة ما بعد داعش ،ستكون وبالا على أيران وأتباعها في العراق والمنطقة ، وما نراه اليوم من إنحسار وهزيمة لتنظيم داعش وخسارته، لمدن في ليبيا وسوريا والعراق وافغانستان وغيرها، هو خسارة لمشروع إيراني الارهابي ،الذي تغذيه وتموله وتدعمه كما فضحته اتفاقية حسن نصر الله ، أما موقف العبادي فيؤكد على أن العبادي، أدرك هزيمة المشروع الايراني في العراق وسوريا، فإلتحق مع الصدر في الخيمة الامريكية، التي تضمن لهما ولأتباعهما حقن الدماء العراقية، وإبعاد شبح الحرب الشيعية – الشيعية المتزايد كلما قرب موعد الانتخابات، والخروج نهائيا من العباءة الايرانية ضمانا لوحدة العراق ، وهذا تجسد أيضا من موقف العبادي والصدر ،من إستفتاء أقليم كردستان ، ورفض نغمة الحرب الكردية – الشيعية ،التي تهدد بها أطراف عراقية وميليشيات عراقية تابعة لايران ،وتعمل على إعلان حرب، تدخل العراق في نفق حروب داخلية، لاتبقي ولا تذر، دون الذهاب الى توافقات سياسية ،وتفاهمية مع الاقليم، الذي ينادي رئيسه ،ويقول أن إخلال بغداد بالاتفاقيات، أجبرنا على الذهاب الى الاستفتاء، بمعنى هناك إمكانية للتفاهم وتقديم تنازلات سياسية، للعدول عن إجراء الاستفتاء ، ولكن إصرار طهران ودفعها لأتباعها أفشل مهمة الوفد الكردي في بغداد ، وهكذا أفشل شاهرودي جهود التسوية مع كردستان ، وجاء ليعمق الخلاف ويعلن الحرب على كردستان ،بعد أن فشل في إعادة وترميم البيت الشيعي المنهار…..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب