17 نوفمبر، 2024 7:27 م
Search
Close this search box.

العراق بعد داعش؟!

لا يختلف إثنان؛ ان البلد يسير باتجاه لملمة أوراقه، السياسية والأمنية والاجتماعيه، لم تكن السنوات العشر الأخيرة سهلة، بل عدها البعض؛ أسوأ فترة وأصعب إمتحان، مر على العراق خلال قرن.
    لم تكن الصعوبة في الحروب، كون العراقيين أعتادوا البارود، وخاضوا حروب متعددة؛ الذي ارهق الوطن هو سوء إدارة واستشراء الفساد، والازمة المالية الخانقة، مع ذروة حرب طاحنة، ضد أقذر عصابة داعشية.
    اليوم والوطن على أبواب نصر عراقي، بسواعد رجاله الأشاوس الابطال، وبفضل فتوى المرجع الأعلى السيد السيستاني(دام ظله)، التي أعادت هيبة العراق والعراقيين في كل العالم.
    التأكيد على ان العراق، سيعيش حالة مثالية بعد داعش؛ فكرة غير صائبة، ورسم أجواء وردية بعد التحرير، لا تصب في مصلحة بناء وطن، كون هذا التنظيم مدعوم ونشط في كثير من الدول، وليس من السهل اعلان انتصار، وهو ما زال يشكل تهديدا واضحا في المناطق البلد كافة.    نحن بحاجة الى علاج جامع وشامل لكل جوانب الحياة، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، ليتسنى للشعب لمس معنى التغيير الحقيقي، بإعلان النصر على الدواعش، سياسة ادارة الأزمات التي سارت عليها الدولة بعد2003 أوصلت البلد الى هذا الحال المتراكب في المشاكل.
    لم تنضج لحد هذه اللحظة رؤية حقيقي لبناء دولة، خصوصا من الطبقة السياسية الحاكمة، كونها لم تغادر عقلية المعارضة، التي عشعشت في أذهانها تركت الماضية، رغم دخولها العقد الثاني في الحكم، حلول ترقيعية، نظرية الأنا، والباقون عملاء وخونة متآمرون، طائفية الخطاب، والضحك على الذقون، سياسات فاشلة، نتاجها هذا الكم الهائل من التدهور.
    مساران للحل:
    الاول: ازالة الطبقة السياسية، بكل تفاصيلها، واعتماد وجوه وأحزاب جديدة، من خلال صناديق الاقتراع.. وهذا المسار بما يحمله من ايجابيات، لكنه صعب الحصول، كون البديل لم ينضج لحد الان.. والأحزاب تملك قواعد كبيرة لا يمكن تجاهلها، فمن الخيال ان نفكر باحزاب جديدة، تكتسح مقاعد البرلمان، لتؤسس حكومة بعيدة عن هذه الطبقة السياسية؟!
    ثانيا: اصلاح هذه الطبقة السياسية، من خلال ضخ وجوه جديدة معتدلة، تصحح مسار هذه الأحزاب، وتعمل على تجديد أفكارها من الداخل، لتجبرها على مغادرة سياسة المعارضة؛ الى سياسة حكم، تعي به حجم المخاطر، ومسؤولية الخطاب، كي ترسم لنفسها طريقا لتنافس الباقيين على خدمة الشعب.
    المسار الثاني أقرب الى الواقع، ولو طبق بوعي الجماهير، نلمس نتائجه في غضون دورة او دورتين برلمانية قادمة.. آفاق كثيرة ترجمتها أنامل الشعب في رسم مستقبل هذا الوطن، خير مثال لقدرتنا على اصلاح أخطاء الماضي، هي قوتنا ووحدتنا ضد العدو الداعشي، وما قدمه هذا الشعب من دماء وارواح، في سبيل الكرامة والعزة والشرف، لهو قادر على اصلاح تلك الطبقة السياسية، وانتشال السيئ منها، ودعم الناجح فيها، ومحاسبة السارق والفاسد داخلها.
    أشعل الشمعة خيرا من ان تلعن الظلام.

أحدث المقالات