العراق تلك الدولة التي تأسست على انقاض انتهاء الحرب العالمية الاولى ليجمع تحت ليواءها جزء من كوردستان و قسم من العرب السنة و القسم الثالث العرب الشيعة و حكم من حكمها بالحديد و النار لبسط نفوذه و كانت القتل و الابادات الجماعية و الهدم و التدمير من أبرز سمات الانظمة الحاكمة من الحكم السني حتى انتهت تلك المرحلة في أذار عام (2003) بسقوط النظام الحاكم فيه أملاً في بناء عراق ديمقراطي تعددي ينعم الجميع بحقوقهم سواسية يكون المواطنة أساس التعامل و لكنها كانت أحلام وردية ذهبت أدراج الريح لأن مالبث أن المكون الشيعي وبحكم الاغلبية أستولوا على كرسي الحكم حتى بدأو من حيث انتهوا من سيقوهم بالقتل و التدمير تحت مسميات مختلفة , و إذا اشتد الخناق عليهم سواء من شركائهم او من المواطنين الابرياء بطلب حقوقهم و يغلق الأبواب بوجههم فيلجأون الى المراجع الدينية (الشيعية) ليجدو لهم العلاج او لتوجيه الشعب الى حيث يريدونه السياسيين في الحكم و حدث ذلك خلال السنوات السابقة لمرات عديدة ..
ولكن ماحدث في الايام السابقة عندما خرج الشعب الى الشارع مطالباً بحقوقه و تقديم الخدمات في مناطق واسعة من العراق و خاصةً العراق الشيعي و التي في اكثرها بأهداف سياسية و من أجل تسقيط الأخر حتى أصبحت هذه المظاهرات تشكل تهديداً مباشراً و واضحاً للحكومة لم تكن الحكومة تلق بالاً لها و كانت تفسرها مجرد مطالبات لاترتقي الى مستوى حتى اجتماع مجلس الوزراء و لكن ماحدث غيرت مجرى الاحداث حيث تدخل المرجعية الشيعية في القضية و دعت الحكومة الى النظر في حقوق الشعب و مطالبهم فأصبحت الحكومة في حيرة من أمرها و دعت الوزراء الى الاجتماع الطارئ و تعالت الاصوات بعزل الوزراء الخدميين مثل الكهرباء و الاتصالات و غيرهما و الادهى و الامر سمعت أصوات تنادي بإجراء الانتخابات المبكرة و إسقاط الحكومة الحالية لأنها لم تستطيع تنفيذ برنامجها و تقديم الخدمات للمواطنين و يستنتج مما سبق بأن المرجعية الدينية ليست دينية و إنما هي مرجعية سياسية و إقتصادية بإختصار إنها السلطة الحاكمة في العراق وراء الستار فإن تدخلها في أي موضوع يكون حاسماً و ذلك لما تتمتع بها من شعبية كبيرة تنتظر عند أدنى إشارة منها لتنفيذها بكل حماس و جرأة و الحشد الشعبي خير دليل على ذلك عندما لبت نداءها .
و هكذا هي العراق فلكل زمن و دولة رجالها ربما سيكون في المستقبل مخلوقات من كواكب اخرى تأتي لتحكم العراق وفق أهواءها و أجندتها إذا مابقيت كما هي الآن .