العراق في وضع حرج وعلى شفير الافلاس ومياه الانهر في الاضمحلال. يجب النهوض كما نقاتل اعداءنا من داعشيين علينا ان نكون حشدا شعبيا مدنيا للتغيير السياسي.
يتعرض الشعب العراقي الى هجمتين رئيسيتين اليوم. اولهما الهجوم الظلامي لقوى الشر المتمثلة بداعش وارهابها، وثانيهما هدر المال العام والفساد. وقد تصدى الشعب بكافة اطيافه وامتثل لنداء المرجعية للاولى بالتحاقه بصفوف القوات المسلحة المتمثلة في الحشد الشعبي ولكن للاسف لازال تاركا الثانية. وقد لاقت دعوة الشيخ قيس الخزعلي بتحويل نظام الحكم في البلاد من برلماني الى رئاسي، والغاء البرلمان ومجالس المحافظات التي انهكت ميزانية الدولة ترحيبا واسعا من مختلف اطياف الشعب. فبعد سماعهم لهذه الدعوة خرج الشباب العراقي المظلوم بتظاهرات حاشدة ابتدأت بها مدينة النجف التي تشهد صراعا بين مجلسها ومحافظها بعد مطالبة الاولى باقالة الاخير .
العراقيون اليوم وخاصة الشباب منهم يتطلع الى مستقبل زاهي، فقد امتد حكم الاستبداد لعقود من صدام ولازلنا. فباسم الديمقراطية تنهب الثروات وينتشر الجياع بين الطرقات يستجدون بينما البرلمانيون واعضاء هذه المجالس وصلوا الى حد التخمة وباتت اموالهم لا تكفي العراق بعد ان اسسوا في البلاد الغريقة بالفوضى بنوكا لغسيل اموالهم وتحويلها الى مصارف دولية.
بعد تأمل لاكثر من عقد من الزمن على عمر التغيير بات مسار العملية السياسية يسير معوجا وهنا يجب تصحيحه بأسس ديمقراطية سلمية جهادية وعمل استفتاء لالغاء اولا مجالس المحافظات التي باتت ثقلا كبيرا على الشعب وتنهب ثرواته من ميزانية تقشفية فضلا عن تدخل اعضاء هذه المجالس باعمال الادارات المدنية في المحافظات واخذ المشاريع وارساء المقاولات، والمعلوم ان اكثرهم يمتلك شركات باسماء اخرى. فالنضال ليس فقط في ساحات الوغى فالمقاتل والكاتب والصحافي والطبيب كلا له كلمة وعمل فعلى الجميع اليوم ان يقول كلمته وتكون له “وقفة مناضل”.
الصراعات السياسية وعقدة الثأر لا زالتا مغروستان في عقلية من تصدى للحكم في عراق اليوم. مجلس النجف يريد اقالة المحافظ عدنان الزرفي ليس كما يعلن بسبب هدر المال العام ومشاريع وغير ذلك بل الاول ازالة شخصية محسوبة كانت على شخصية سياسية حكمت العراق لثمان سنوات تريد تصفيتهم وعزلهم من العملية السياسية برمتها.
فلنتساءل: من يهدر المال العام؟ عدنان الزرفي الذي لا يدخل الى بيته الا ليلا بعد يوم شاق من العمل ومقابلة المواطنين وحل المشكلات والتجوال على المشاريع؟ ام اعضاء المجلس وجيوش حماياتهم وموظفين الذين باتوا بطالة مقنعة؟
50 مليار دينار سنويا معدل رواتب اعضاء مجلس النجف وحماياتهم ولا زالت بنايتهم الضخمة في حي الفرات وتصميمها الفاخر منذ سنوات لم ينجز بناؤها، لا نجد هنالك انصاف وعدالة في دستور عراقي جديد كتب على عجل ومنح هؤلاء العاطلين تاجا وسيادة على العراقيين. يجب حل هذه الحلقات الزائدة فكل البرلمانات ومجالس المحافظات والبلدية عمل تطوعي لا يتقاضى الاعضاء الا مكافات فهم لديهم اعمالهم الخاصة وليسوا موظفين على ملاك الدولة.
العراق في وضع حرج وعلى شفير الافلاس ومياه الانهر في الاضمحلال. يجب النهوض كما نقاتل اعداءنا من داعشيين علينا ان نكون حشدا شعبيا مدنيا للتغيير السياسي.
جهات خفية تقف وراء هذا النظام الانتخابي المضمحل الغريب من نوعه لا يعرف فيه الفائز من الخاسر يؤمن على الفاسد ويعزز الطائفية، الرئاسي واضح يجعل الفائز هو ربان السفينة يختار اعضاء حكومته ويحاسب اذا قصر فهو المسؤول الاول والاخير امام الشعب.