22 نوفمبر، 2024 11:59 ص
Search
Close this search box.

العراق بحاجة الى القويّ الأمين

العراق بحاجة الى القويّ الأمين

قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابهِ الكريم في سورة القصص ، الآية رقم ( 26 ) : ( انّ خيْرَ مَن استأجرت القويّ الأمين ) صدق الله العلي العظيم . وهذه الآية المباركة تفتح للناخبين الآفاق لاختيار الشخص المناسب القادر على ادارة البلد وتحقيق أحلام الجماهير . ويتضح أن معيار الاختيار يستندُ الى خصلتين هما القوة والأمانة . فالقوة كمفهوم عام تتضمن الكثير من المواصفات كالشجاعة لاتخاذ القرارات المهمة وصلابة الموقف وعدم الاكتراث بالذين يحاولون وضع العراقيل في طريق قيادة البلد القيادة الناجحة . أمّا الأمانة فهي بمفهومها العام تتضمن أيضا الكثير من المواصفات التي لابدّ أن يتحلى بها الشخص المطلوب كالنزاهة والمحافظة على المال العام وتحمل المسؤولية بمنتهى الشرف والعمل بمهنية عالية بعيداً عن الأهداف الضيقة والمصالح الذاتية أو الحزبية أو الفئوية . ولوْ حاول المواطن التجرّد من المؤثرات الكثيرة التي تريدُ العبث بأفكاره من أجل تشويه بعض الأسماء المرشحة للانتخابات ، ودققَ بحيادية تامة في الأحداث التي مرّتْ عبرَ السنوات الماضية فسيجدُ من هوَ القوي الأمين الذي وقفَ الكثيرُ من السياسيين ضدّهُ لأنهم لا يريدون للقوة والأمانة أن تسلبَ امتيازاتهم وامتيازات أحزابهم . ولهذا فان أولئك المحسوبين على العملية السياسية أعلنوا رفضهم الصريح الواضح لقبضته الفولاذية في ادارة الدولة ولأمانته المطلقة من أجل الحفاظ على ثروات البلد من النهب والضياع . وما يزال المواطن يتذكر اجتماع أولئك السياسيين في أربيل مع مسعود البارزاني من أجل سحب الثقة عن ( القويّ الأمين ) والاطاحة بهِ وبحكومته لكي يمرحوا دون حسيب ورقيب ، ولكي تخلو الأجواء لهم ليفعلوا كما يشاؤون . والذي يتهمُ هذا القويّ الأمين بسقوط بعض المدن العراقية واستيلاء ( داعش ) عليها فهو اتهامٌ باطل وغير منطقي على الاطلاق ، لأن البداية كانت من منصات الاعتصامات التي روّجتْ للتمرّد على سلطة وهيبة الدولة ، وكيف وقفَ البعض معها موقف الشامتين الآملين لكسر شوكة ( القوي الأمين ) حتى وان كلف هذا الأمر سقوط نصف العراق وضياع النصف الآخر . ومع كل ذلك فان القوي الأمين لم يصمت ولم يجاملْ أحداً ، بلْ تكلمَ بأعلى صوته محذراً من منصات الاعتصامات التي شخصّها بشكل واضح على أنها بداية الطريق لذبح العراق من الوريد الى الوريد . ويبدو حينها أن الكثرة غلبتْ صمود القوي الأمين واستطاعت بمكرها ودهائها من وضع العراقيل الكثيرة في مسيرته ، ومن ثم تهيئة الأجواء الداخلية وفتح الأبواب على مصاريعها لدخول العصابات الاجرامية التكفيرية بعض المدن العراقية . والطامة الكبرى أنهم بعدَ ذلك تحولوا من خندق الخيانة الى خندق المعارضة الشريفة النزيهة التي أصبحَ شغلها الشاغل محاسبة القوي الأمين على ما حصلَ من انتكاسات كثيرة وخصوصاً في المجال الأمني ، وهمُ يعرفون جيداً أنهم كانوا وراء كل تلك المصائب والأحداث المؤلمة . ولوْ أراد القوي الأمين التخلي عن شجاعته وأمانته لكان أقربَ الأشخاص من قلوب الكثير من السياسيين ( ان لم أقل جميعهم ) ولكان في نظرهم القائد الفذ . ولكن أمانته واحترامه للمنصب الذي تحملّ مسؤوليته دفعتهم لتوجيه كل أبواق النقد الرخيصة ضدهُ عبرَ وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية ، كما دفعتهم لاستهداف شخصهِ من خلال تلفيق القصص الكاذبة المفبركة وتزوير الحقائق دون أدنى قدرٍ من الخجل والحياء . حتى وصلَ الأمرُ ببعض الكتل البرلمانية الى اعتبارهِ العدوّ الأول لهم . كما أن بعض الكتل البرلمانية عبّرَتْ عن استعداها للتحالف مع الشيطان واستحالة تحالفها مع ( القويّ الأمين ) .

أحدث المقالات