22 ديسمبر، 2024 9:34 م

العراق بتكويناته لا يمكن ان يكون الا دولة مدنية

العراق بتكويناته لا يمكن ان يكون الا دولة مدنية

يعرف الداعمون لاسلمة الدولة في العراق أنهم على خطأ ولكنهم حسب رأينا يتداعون لجس نبض المواطن خاصة المواطن الشيعي، ، وانهم يعلمون أيضا ان المواطن الشيعي يعرفهم جييدا انهم باسلمة الدولة يريدون تقوية وجودهم المتراجع في الاوساط الشيعية قبل تراجع شعبيتهم في الاوساط الاخرى ،
ان التراجع الشيعي عن الأحزاب الثورية الدينية ،، التي وقفت تمثل الشيعة ايام النظام السابق ،، لا بل وقفت تمثل كل العراقيين الى جانب القوى التقدمية الاخرى ، ولكنها لم تستطع ان تحافظ على تلك الشعبية بسبب انسياقها النهم وراء السلطة والمال ، وأنها انبهرت بتلك السلطة وأغترت بذلك المال وحجبته بأساليب كثيرة حتى عن قواعدها الشيعية الفقيرة ، وهكذا نجد الانقضاض الشيعي السافر عن تلك الاحزاب لا بل صارت منذ أمد طويل تحاربها وتتظاهر ضدها ، وتجلت كل تلك المعارضة في الانتخابات الاخيرة التي جرت عام 2018 ، حيث كانت نسبة المشاركة لا تتجاوز ال 18% ، اضافة الى تزوير الانتخابات وحرق الصناديق وبضمنها حرق اموال الدولة .
ان أسلمة الدولة الاسلامية العراقية هو عمل مقبول اذا كان التصرف الحكومي والشعبي خارج ثوابت الدين ، وخارج ثوابت المذهب الاثني عشري ، العراقيون ملتزمون بأحكام الإسلام التي نص عليها الدستور ، ملتزمون أيضا بالطقوس التي تؤمن الاحزاب كل على حريته وكل وفق نظرته ، ولم يكن هناك البتة اي خروج عن ثوابت الدين ، على العكس صار المجتمع اكثر توجها نحو التديين منه في حقبة الستينات والسبيعنات وما تلاها ، وان اسلمة الدولة العراقية الاسلامية لم يعد ينفع بعد تجربة الأعوام الأخيرة ، وأن الاحزاب الدينية لا زالت عند بداياتها رغم الأخطاء الجسيمة التي وقعت فيها او التي سببها لها الآخرون ، ولقد كنت انا ضمن اهتمامي كمراقب ودارس للأحزاب السياسية ، كنت اتوقع من المؤتمر السابع عشر لحزب الدعوة الاسلامية العريق ، والمتمرس بالسياسة والنضال، الذي عقد في العام 2019 ، ان يجري تقييم شامل ومفصل لتجربة الحزب الحكومية على مدى أثنتي عشر عاما ، وأن يخرج باستراتيجية جديدة للتصدي للحكم والسياسة ، وان يضع امامنا ارقاما عن برنامجه الاقتصادي للاعوام القادمة ، خاصة وانه يمتلك كوادر وكفاءات تسهل له هذه المهمة ، ولكن وحسبما تسرب لنا لم يكن هناك نقد لتلك التجربة ، وانه مر بها مر الكرام ، في حين ان درس الاحزاب السياسية علمنا أن المؤتمرات الحزبية هي دوما مؤتمرات الندم ، مؤتمرات التأمل مؤتمرات نقد المسيرة . برأي المتواضع كان بامكان حزب الدعوة ان يكون مثلا اعلى للاحزاب الشيعية لانه اقدمها وانه له باع في التنظيم والابداع القيادة والتوجيه .
ان نقد مخرجات الفترة بين عام 2003 – 2021 . هو عمل إيجابي يغني الاحزاب الشيعية عن المطالبة الحالية بالدولة الاسلامية ، ولها ان تعقد المؤتمرات الحزبية ولها بعد كل ذلك ان تعقد مؤتمرا عاما لها ، تخرج منه بوحدة التوجه وتختار البرنامج الاقتصادي الناطق بالأرقام والاعوام ، وان تدفع بكوادرها العالمة والنزيهة للتصدي للعمل الحكومي العام.