جولة جديدة من الانتخابات التشريعية قد انتهت على الرغم من شبكات الارهاب التي اوقعت عشرات الشهداء بين صفوف شعبنا .. جولة اثبت فيها العراق الجديد انه لم يتزحزح قيد أنملة عن مكاسبه الكبيرة في التداول السلمي للسلطة، وفي استمرار استجابة شعبه بآلافهم المؤلفة لضرورة دعم العملية السياسية والتوجه الى صناديق الاقتراع رغم كلا العراقيل ..
شعبنا ينتظر بكل شغف ان تأتي له هذه الانتخابات بما انتظره طويلاً، فهو ينتظر برلمان افضل من سابقيه، برلمان ينظر الى مصالح ناخبيه ويجعلها الاعلى، ويمارس بكل شجاعة وتصميم مهمتيه التشريعية والرقابية .. برلمان يرفض التلاعب بالمال العام ولا يعرقل القوانين ولا يتحزب بنحو عصبوي لفرقته وجماعته ومذهبه ويجمد وظيفته وينسى ناخبيه، فهل سيرى العراقيون في اخر المطاف أملهم يتحقق ؟
ينتظر العراقيون ايضاً بعد إعلان النتيجة النهائية للانتخابات سرعة اختيار الرئيس الجديد فالوفاق ينبغي ان يتم على اساس إختيار من تتوفر فيه الخبرة والممارسة والكفاءة وهذه الصفات قل توفرها بعد مرض الرئيس السابق الرئيس جلال طالباني شفاه الله واعاده لمحبيه بافضل حال .. ان العراق بحاجة الى من يعيد دوره السياسي الرائد في المجموعة العربية والاقليمية والدولية .. ورجل بهذه المواصفات أثبت جدارته وهو في عز حيويته ونشاطه وخبرته ..
نعم رئيس جديد يجري التوافق عليه حاجة وطنية ملحة .. رئيس وضع نصب عينيه العراق ومصالحه الحيوية والاستراتيجية قبل كل شيء، لم يهادن او ييأس عندما أصر على عقد القمة العربية في بغداد عام 2012 ، هو الرجل الذي أقسم ان يخرج العراق من الفصل السابع مهما كلف ذلك من جهد .. ونجح بتوظيفه الدبلوماسية الناجحة وأستحق ان يشيد بعمله العرب والاجانب على حد سواء ..
العراق بعد كل المآسي التي ألمت به ينتظر حكومة كفاءات، حكومة قادرة ومقتدرة توفر له الامن والاستقرار قبل كل شيء فلا إعمار من دون أمن، حكومة توفر له الخدمات جميعها وتكون جاذبة للكفاءات العراقية وليست طاردة لها ..
العراق ينتظر الكثير والكثير جداً من البرلمان المقبل .. وإذا نجح البرلمان بأول خطوة فسوف يفتح باب الامل لخطوات ناجحة اخرى .. رئيس جديد يمتلك المرونة والخبرة والحكمة، قادر على ادارة موفقة للبلاد وقادر على تمثيلها على أكمل وجه في الخارج فلندعوا جميعنا أعضاء البرلمان الجديد بحسن الاختيار ..