غريب ومؤلم ما توصلت إليه، وحدة إستخبارات الإيكونو مسيت، في صفحتها على الفيسبوك، والتي نشرت قائمة لأفضل وأسوأ الدول، من حيث جودة الموت، فالمعلومات التي جعلت العراق، يحرز المرتبة الإولى، وكأنه يكرر فوزه الأولمبي عام 2007، بإختيار نوعية الموت، الذي أخذ يقبض أرواح الأبرياء، وغيارى الحشد الشعبي، وأبطال القوات الأمنية، وأحرار العشائر الأصيلة، لكن هذه الوحدة الإستخبارية، لا تدرك معنى الكرامة والشهادة، في سبيل الأرض والعرض، حيث الحياة الأبدية، التي لا موت فيها أبداً!
أفضل طريقة للترحيب بنتائج هذه الوحدة الإستخبارية، العاملة في بريطانيا، والتي إحتلت المرتبة الأولى، في أفضل طريقة للموت اللطيف، رغم أنها أنتجت مع حلفائها اليهود وأمريكا، عش الدبابير، للقضاء على وحدة الصف العراقي، ونشر التطرف، حيث عاشت جنباً الى جنب، ولم يحدث صراعاً أو موتاً بهذه البشاعة، بيد أن الإعلام الموبوء، بإنحطاط مستمر، والأكثر إنحطاطاً، هؤلاء الذين يصورون مشاهد القتل والعنف، التي رسموها بأيديهم، فلماذا أعذب نفسي بصمت الكلام؟ فهم كالدواب بل هم أضل سبيلاً!
نعرج على طريقة إستقبال المتلقي، لقائمة أسوء طريقة للموت، والعراق مدون في رأس القائمة الإستخبارية، فالساذج البدوي يقول: أن الطغاة هم من صنعوا، هذا الشعب الدموي العاشق للعنف، لكن الحقيقة غير ذلك تماماً، فلقد غرر ببعضهم، من أجل حفنة من المال السحت، لينشروا الفكر الوهابي المتطرف، وتمزيق الصف الوطني، وأزعجتهم ديمقراطيتنا، لذا فالشعوب مستمرة بالحياة، وهي مصدر العطاء، لكن الجبابرة رحلوا، وسيرحلون الى مزبلة التأريخ، على أن العراقيين يفضلون الموت الجهادين من أجل كرامتهم ومقدساتهم!
مَنْ لا يعرف أجذاع بيته، فهو بعيد كل البعد عن دائرة الصدق، لذا لم يدرك ساسة الفشل والخيانة، أن فتوى المرجعية الرشيدة، كالشجرة ضربت جذورها، في الأرض المقدسة، فأبدع الملبون العناية بها، لينبثق الخلود والشهادة من ورودها، وحملت ثمار الأخوة والتعايشن فالجندي سامر الفتلاوي إبن الديوانية، إستشهد مع المتطوع الشهيد وليد العبيدي، النازح من الرمادي، لكنهما إلتصقا بعقيدة واحدة، هي حفظ الأرض والعرض، فكلاهما يكرهان داعش، وهذا ما لا تدركه وحدة الأيكونو مسيت الإستخبارية البريطانية!
عندما ينقل ملف الموت بكراماته، من الأرض الى السماء، فتأكد أنه إكتسب قدسية لا حدود لها، لأن الجهاد بالنفس أقصى غاية الجود، وما إختلاف المذاهب والطوائف، التي تحارب الى جانب القوات الأمنية، ضد تطرف العصابات التكفيرية، ما هو إلا دليل تلاحم الشعب الواحد، لنبذ الخطاب المتشنج، ومحاربة التخندق والتحزب، رغم نعيق غربان الطائفية، البعيدة عن الدين والتدين، فإن قالوا: الله أكبر لقطع الرقاب! فنحن نقول: الله أكبر كلمة، جمعت عراقنا الواحد الموحد، ولن يفرقنا شيء!