اول مرة في تاريخ العراق، يواجه شعبه خيارين لا ثالث لهما، أما استمرار السير في متاهة المصير المجهول، خاضعاً للسلطة وعبادة الأشخاص، او التخلص من مسببات الفشل، وإعادة هياكل الدولة، وترميم التصدع الإجتماعي والسياسي، و وإزالة مخلفات الإنتصارات والأنجازات المزعومة.
من يحكم العراق والعرب لا يخرج الا بأحدى الوسائل:الثورة، الإنقلاب، التدخل الخارجي او حكم الشعب وعدم القبول الوطني.
ما اشبه اليوم بالبارحة وما اشبه مرسي بالمالكي، الأول فاز بالاغلبية الرئاسية، والثاني حكم لدورتين فاشلتين.
اطلقت في صفحات التواصل الإجتماعي عبارة( أرحل)، ولامجال للضحك على عقول الشعب الذي يطارده الإرهاب في اشرس هجمة بربرية، ومئات النساء تباع في سوق النخاسة، وألاف الشباب يقتلون بدم بارد، ولا ضمير يتحرك، ننتظر بدعة حديث الأربعاء ولا نجد سوى شعارات حزبية وهتافات وإتهامات، حديث حزب وترويج للعبودية والشخصنة، في دولة خربة نشم روائح الموت في كل مكان.
سنوات من حكم بأسم دولة القانون، والحقوق تضيع دون سؤال مسؤول، يُحمى القتلة والسراق، وتنهب أموال الفقراء بأسم مؤتمرات العشائر، وندخل دوامات الحروب التي لا تنتهي، وكل يوم يقول لنا المالكي، ان مؤوسسات الدولة يحكمها الخونة والمتأمرون.
رفض مرسي التنازل عن السلطة لحكم الشعب وإعتراض الملايين، على دولة تحولت، الى مؤوسسة للإقصاء والفرقة بين أبناء الشعب، وأداة للإنتقام من المعارضين والناصحين، والى أخر لحظة في منتصف الليل، كان ينادي بالشرعية، بعقل حزبي ضيق متخلف، كررها المالكي بخطاب مرتبك في وقت كنا ننتظر، أن يذرف الدموع على سبايا سنجار وجنود سبايكر، و50% من العراق ليس تحت سيطرة الحكومة، وإعتقد واهما وكررها مراراً الدستور والدستورية في بقائه، رغماً على اعتراض اغلبية الشعب واشارات المرجعيات الدينية، ورفض القوى السياسية، وأراد ان يحكم العراق بالقوة، وأعلن
الإنقلاب، بتصريحه ان القوات العسكرية تحمي الدستورية وانه صاحب الشرعية؟!
كتلة بدر لم توقع على ترشيح العبادي، ليس حبا أو إنسجاماً، وحسب متبنياتها ستكون لجاماً يضبط ايقاع تصرفاته، وتمنعه من الأفعال الحمقاء المتوقعة، كأن يغلق الطرق ويمنع النواب من الإجتماع، سيما وأن موقع الإتحاد الوطني الكوردستاني أعلن عن إكتشاف سيارة مفخخة في مدخل مجلس النواب، وتم إبطال مفعولها وتفكيكها، أو يعمد الى إعتقال قادة سياسيين، وإستحصال أوامر قضائية، على خلفية ملفات خبأها لمثل هذا اليوم، ولو كان العبادي بتعين من المالكي لم نشعر بالتغيير، ولن يستطيع اقتلاع المؤوسسات الصنمية والعائلية.
كوارث كبيرة دفعنا ثمنها وصلت الى الأبواب، وعاد بالدولة الى العصور الجاهلية والإسترقاق، وتفوقنا على كل الشعوب بالإنتهازية والفشل والتشبث.
المالكي يرفض الإعتراف بالضعف والفشل، وينطبق عليه قول المرجعية بأنه عائق امام الوحدة الوطنية، ولم يفكر ان ينتحر كما يفعل وزراء اليابان، او يسمح لمواطن ان يصفعه، كما فعلها مواطن كوري مع رئيس وزرائه. المالكي إنتهى ولاعودة، وبعضهم عبده ولم يعرف ان العراق أكبر من كل الشخوص، فمن كان على دين المالكي فأنه رحل، ومن كان يحب العراق فإن العراق باقٍ.