23 ديسمبر، 2024 12:34 ص
ربما الكثير يسأل العراق الى اين او ماذا بعد تشرين..؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال والخوض في تفاصيله علينا ان نسأل سؤال آخر… هل انتهت تشرين او بمعنى أدق هل هناك موجة أخرى لتشرين؟
انا اعتقد هناك موجة ثانيه لتشرين ربما سنشهدها في هذه الأيام وهذا يعتمد على مدى استجابة حكومة السيد الكاظمي لمطالب المتظاهرين الان في عدة محافظات التي ما زالت تحتج وكذلك الحد من السلاح المنفلت المنتشر بشكل واضح وصريح الذي يمارس عمليات القمع والخطف ضد الناشطين و المتظاهرين..
او على الأغلب سوف تكون مع ذكرى انطلاق تشرين في الشهر العاشر من هذه السنه وهو موعد قرب الانتخابات المبكرة.. على رغم ان كل المؤشرات تشير على أنه سوف يتم تأجيلها واجراءها في موعدها الأصلي. لكن أيضاً تبقى هي قريبة من موعد الانتخابات حتى وان تأجلت في السنة القادمة.. وأعتقد ان الجميع يتفق على ان التظاهرات التي تحدث الان يتم خرقها من قبل الاحزاب لأجل مصالحها الشخصية لعدم وجود قيادات من قبل المتظاهرين تدير التظاهرات وهذا ما اتوقعه في الموجة الثانية من تشرين ولكن هذه المرة سوف يكون المستهدف الرئيسي هي حكومة الكاظمي حيث سوف تدفع الاحزاب بكل ثقلها في الموجة الثانية من أجل إسقاط الكاظمي اعلامياً على الاقل بين المتظاهرين وهذا بالضبط ما حدث مع السيد حيدر العبادي في تظاهرات عام (2018) عندما استغلت الاحزاب تظاهرات البصرة وكذلك التظاهرات التي خرجت في عدة محافظات أخرى واسقطت الولاية الثانية للعبادي بعد ما كان قريب منها جداً وحصل على تأييد واضح وصريح من زعيم التيار الصدري الذي يمتلك اكبر قاعدة جماهيرية في ذلك الوقت بالولاية الثانية للسيد العبادي.. لكن ما حصل في تظاهرات(2018) من قمع وعدم الاستجابة للمطالب بشكل سريع وعرقلتها من قبل الاحزاب ابتعد العبادي عن الولاية الثانية..
وهذا ما متوقع ان يحصل للسيد الكاظمي في حال خرجت التظاهرات قبل الانتخابات.. حيث يعتبر الكاظمي اليوم الابن اللقيط للاحزاب الحاكمة حيث بعد ان تم تنصيبه من قيادات هذه الاحزاب وبعدها شمرت الكرة في ملعب المتظاهرين وتبرأت منه وقالت ان الكاظمي هو مرشح تشرين وليس مرشحنا وكذلك المتظاهرين اعلنو بشكل واضح ان الكاظمي لا يمثلنا فأصبح الكاظمي بين الحانة والمانة ترى نفسه وتصريحاته مع المتظاهرين وافعاله مع الاحزاب الحاكمه التي هي بالضد من مطالب المتظاهرين في ظل مسك العصا من المنتصف…
ولا استبعد ايضاً من وجود موجة ثالثة لتشرين ما بعد الانتخابات وهذا سوف يعتمد على شكل الحكومة القادمة وهنا ربما يسأل احد القراء او يستغرب من وجود احتجاجات تستمر لاكثر من ثلاث سنوات؟ ويقول عني مبالغ جداً في تصوراتي… ؟
هنا اجيب عن هذا الاستغراب واقول ان التاريخ الحديث للثورات والاحتجاجات ليس مثل سابقه اي بمعنى انتهى عصر قتل الملك ويتم تنصيب حكم جمهوري على الفور…
بل ان الثورات أصبحت اليوم تحتاج الى وقت طويل وسلسلة من الاحتجاجات والموجات كما رايناها في السودان ولبنان ومصر وهذا ما نعيشه اليوم في العراق..
إذن هنا نعود ونطرح السؤال الأول العراق الى اين…؟
شخصياً أرى العراق أمام فرصة للتغيير في الانتخابات القادمة في حال توفرت الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات سواء المبكرة او غير المبكرة… قد لا تكون هي فرصة الخلاص من هذه الاحزاب التي حكمت سبعة عشر عام وربما تكون هي بصيص الأمل الذي يحلم به العراقيين في التغيير…
ويتمثل هذا البصيص في الاحزاب الجديدة التي خرجت من رحم تشرين فهي اليوم تمتلك قاعدة شعبية كبيرة ويعول عليه في التغيير لكن هناك سؤال يطرح…؟ هل هذه الاحزاب تمتلك المعرفة الكافية في السياسة وتكون على قدر المستطاع من خوض العملية السياسية ويعول عليها وتكون بصيص الأمل الذي ينتظره الشعب العراقي..؟ حسب رأيي ان هذه الاحزاب الجديدة الى الان لا تمتلك الدراية والمعرفة السياسية الكافية لتغوض هكذا عملية حيث انها الى الان لم تغادر دائرة الاحتجاجات وما زالت تتكلم بشكل احتجاجي ولم تطرح الى الان برامج سياسية تغير من الواقع وهنا اتكلم من منظور سياسي لا احتجاجي..
نعم ربما هم اليوم يدعون المعارضة لكن المعارضة يجب ان يكون لديها البديل للعملية السياسية التي حكمت العراق منذ سبعة عشر عاماً وان تقدم برامج سياسية واقتصادية وثقافة وتكون هذه البرامج هي سلاح المعارضة تحت قبة البرلمان وان لا تكتفي فقط بالكلام الاعلامي والشعارات التي تدين الحكومة والعملية السياسية لان مكان الشعارات والكلام الاعلامي هو ساحة الاحتجاج فقط لا قبة البرلمان وعليه ان تسرع اليوم في برامجها السياسية والاقتصادية وان تعرف عملها كمعارضة للشعب وان لا تكتفي باللقاءات التلفزيونية والشعارات فقط حتى تقنع الشارع العراقي وتعرف عن نفسها معارضة حقيقة تمتلك برامج كاملة للتغيير.