22 أبريل، 2024 12:05 ص
Search
Close this search box.

العراق الى الهاوية

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد ثلاثة عشرة عام اي منذ سقوط النظام في عام 2003 ولحد الان الحرب الاهلية والطائفية والإرهابية لم تنتهي في العراق . وكل الحروب في العالم تعرف بأنها دمار انساني واقتصادي كيف وان العراق لم يخلو طيلة هذه المدة من حروب ومعارك وتفجيرات هنا وهناك . تصور معي الارقام المرعبة العراق التي صرفت على الحروب في العراق من شراء اسلحة وذخيرة ومعدات وتجهيزات عسكرية لغرض ادامة المعركة كل هذه المدة ثلاثة عشرة سنة وتصور معي كم هي الخسائر في صفوف شباب العراق ودفع ضريبة دم دخل بها المحتل وتعاون معه السياسي العراقي من اجل ان يكون العراق مقبرة نفايات حربية امريكية لترجيح كفة المصالح لأمريكا وإسرائيل في منطقة الشرق الاوسط .

بعد هذه المقدمة يمكننا ان نتصور حجم الخسائر المادية والبشرية التي قدمها العراق ومازال يقدم يوميا الالاف الدولارات ومئات الشهداء وعلى حساب من ؟ الجواب طبعا على حساب المواطن قليل العراقي قليل الحيلة . اليوم وبعد كل هذه الخسائر والفساد وسرقة الموازنات الانفجارية التي نهبت الى جيوب بعض الساسة العراقيين وتحولت الى بنكوك سويسرا تأتي الحكومة العراقية لتزيد الطين بلة بالقروض من الدول الغربية والبنوك العالمية رغم وجود ديون ما تقارب 30 مليار دولار من جراء الحرب لشراء اسلحة ومعدات وتعاون عسكري دولي . هذه القروض التي سيبقى العراق يسدد دينها لخمسين عام القادمة هذا في حال انتهت الحرب هذا العام ولا توجد مشاكل وعجز اقتصادي لسنوات اخرى . بمعنى اخر لو انتعش الاقتصاد العراقي في السنوات القادمة وارتفع سعر برميل النفط الذي اعتمد العراق عليه فقط ونسى الزراعة والصناعة والتجارة سوف ننتظر خمسين عام لنسدد ما بذمة العراق من ديون . لكن !! لنراجع الواقع هل من الممكن ان يتعش العراق في السنة القادمة والسنوات التي بعدها في ظل وجود نفس السياسيين العراقيين ونفس الوجوه التي اوصلت البلد الى هذا الحال وفي ظل وجود ارهاب وفساد مستشري في البلاد ومصالح اقليمية تحيط بالعراق وضعف الادارة العراقية في تخط الازمات طبعا الاجابة لا يمكن . اذا العراق الى اين في السنوات القادمة ؟!!

ساترك الاجابة التي اعرفها الى الشارع العراقي الذي اتخذ من السكوت والرضى بالهوان على نفسه طيلة تلك السنوات ولم يتخذ قرار واحد من حد ذاته الا بتوجيه . او يعرض الاجابة على من يوجهه وأكيدا يعرف الاجابة ولا يجيب عليها لان باعتقاده الشخصي ان الشعب رضى بذلك ويتحمل نتيجة سوكته . ما لم تكون هناك ثورة فعلية داخل نفس الفرد العراقي بالتخلص من كل ما يحركه ويتحرك من تلقاء نفسه ويعرف معنى ان الانسان ولدا حرا لن يكون هناك وطن اسمه عراق بعد اليوم , وسيصبح حاله حال بلدان مادون العالم الثالث الذي تسيطر عليه الدول الغربية وتمتص دمه وماله كما تفعل هي اليوم لكن بغطاء قانوني وغدا لن تعترف بالغطاء القانوني وسيكون كل شيء في العلن حاله حال وجود القوات التركية في شمال العراق ودخول الكويت الاراضي العراقية واحتلالها وسيطرة ايران على منشات الدولة اصبح الامر عادي جدا لدى المواطن العراقي بعد على صوته في شدة الامر لكن في النهاية قبل الامر وأصبح امرا ماضي اعتاد عليه المواطن العراقي حتى ولو رأى الامريكي هو قائد الشرطة او الايراني هو مدير الاستخبارات او التركي هو قائد جيش العراق امور اصبحت عادية لدرجة كبيرة والسبب ان العراقي لازال لا يؤمن بشيء اسمه حرية وان الانسان حر لا يتبع اي جهة مهما على شانها . متى تحرر العراقي مما هو عليه استطاع التغلب على كل الازمات وإصلاحها وتدارك الموقف . لكن باعتقادي لن يحدث والعراق الى الهاوية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب