23 ديسمبر، 2024 10:06 م

كُتب على هذا البلد والشعب ان لايهدأ له بال ولاتستقر حركته الدائرية المؤذية حول نفسه , الآف السنين مرت وهو يعاني من طاغوت متجبر وسلطان ضعيف واستعمار قاهر ومحتل لايعرف  الرحمة زرع  بين أطيافه ممارسات وقيم هجينة بأساليب مختلفة , أخذته الأهواء ولعبت به الرياح مثلما نرى الآن , في مقال سابق عرفنا ان الشيعة لاتحكم البلد وانما يحكمها إخواننا السنة والأكراد ولاعيب في ذلك كما يقول المثل الشعبي ((يكده ابو كلاش يأكله ابو جزمه)) فمعاناة الشيعة معروفة منذ ان تمسكوا بولاية علي وابناءه عليهم السلام وهم يدفعون ضريبة ذلك بتهميش متعمد وأقبية سجون وتسقيط مقصود أُجبروا بالبحث عن منافذ تأويهم وتنقذهم مما وقع عليهم من ظلم  بين أصقاع العالم علّهم يُنجدون من غريب لايمت لهم بصلة قرابة ولا  إنتماء وطني إنما تربطهم مفاهيم الأنسانية  والدين معه بوشائج حب واحترام كرامة وتقدير نفس , الفرحة كلها عندما وجد ضالته في بلده بحكم ديمقراطي يَحترم الشرعية ويؤمن بالأنتخابات  طريقا يتصف بالعدالة لمن يتبؤ المنصب ويمثل الشعب ويحتكم لدستور دائم وفصل بين السلطات تحت حراب المحتل وسيوف الغدر وخناجر الطعن (( فرحة لم تدم ))
على مضض جرعها وتحمل أذاها مؤمنا بأن العجلة لاتعود للخلف والمستقبل أفضل وبذلك تمسك بها مع مايتجرعه من سم زعاف وموت زؤام يدفع ضريبتها بنزيف دم لايُوقف وآلام لاتهدأ واوجاع لاتسكن , الغريب في الأمر انه مركز الثقل ونقطة الأرتكاز في العملية كلها ألاانه بعيد عن دورانها وقوة دفعها لايؤثر فيها  ويتاثر بها…. كيف ؟؟ الأحداث التي تجري الآن على مساحة البلد العريضة يجد المحلل السياسي وصاحب الفكر والمتمسك بالأنتماء الوطني حيرة في أمره برغم مرور هذه السنوات العجاف من حياة التغيير فالذي يحكم أسما لم يكسب ود أو  يرضي أحد  ولم يقتنع جنس أو مذهب ولا طائفه ولاتكتل حزبي عن اداءه ويعيش صراع بين مكوناته الشيعية حد التناحر والتسقيط , أذن من يرضي من ومن يقود من ؟؟ سؤال نطرحه ونسعى للأجابة عليه وفقا للمتغيرات والواقع , في المنظورالقريب وبعد ان زرع الشركاء خلافات عميقة بين مكوناته الشيعية وتركوه يلعق جراحه نرى ان تقاربا قويا يحصل بين العرب السنة والأكراد السنة وفق برنامج معد سلفا للضغط على الشيعة وإجبارهم بالموافقة على ماأعده المحيط والأقليم بمباركة امريكا والعالم لفرض واقع حال على المحافظات الخمسة( كركوك ,ديالى  , الموصل , الأنبار , صلاح الدين )
لوجود مشتركات بينهما تساعدهم على تكوين اقليمهم المزعوم وبالتالي تضمن كردستان حدود آمنة معهم من خلال فرض واقع الحال على المناطق المتنازع عليها ,  هذا على بساط الحديث والكلام والأمنيات ممكن تحقيقه ولكنه بعيدا من حيث الواقع والفرضيات والرغبات والمشتركات تمريره بوجود النفط والمعادن الأخرى في بعض هذه المحافظات ورغبات كردستان بالأستيلاء عليها , هذه الأمنية تجد صعوبة في استيساغها أو قبولها عند العرب والتركمان والقوميات الأخرى بشكل خاص والعراقيين بشكل عام وتشكل عائقا ستراتيجيا في توجهات كردستان من قبل الشركاء المزعومين , و ثقلا على قادة الرغبة ومحبي التسّيد من السنة الذين لم يحصلوا على تفويض من جمهورهم وقاعدتهم الشعبية برغم تحشيدهم الأعلامي والدولي , تفاقم الصراعات بين مكوناته وتحالفاته الطائفية  بهذه الحالة لايمكن السيطرة عليه أو أدارة دفة حكمه بل يعمق الهوة ويزداد التمزق وعلى  الجميع ان يحتكموا للقانون والدستور لحل هذه الأشكاليات , تقديرنا المتواضع هذان معطلان الآن بسبب الجدب والحدب بين الأطراف المتنازعه ووجود الأراده الدولية و النزعة التسلطية عند البعض في خلق الصراعات بين الأطراف المشاركة بالسلطه كيف ستسير القافلة  ويستقر العراق  ومن يحكم العراق فعلا ؟؟ ندعوا ان يكون الحشد الشعبي هو بداية التوحد ونبذ الخلافات ونقطة البداية في تآلف مبنيا على وحدة المصير ونهاية الخلافات ببناء اسس صحيحة لعلاقة مصيرية مستقبلية هدفها حماية العراق من التشرذم والتفكك الطائفي , لعبة القوة هي التي يريدون فرضها حسب قول عدنان الدليمي في مؤتمر اربيل الاخير ( نريد ان نسترجع الذي أخذوه ) ….لاضير من التحسب لمستقبل مع شركاء صوره بعيدا عن مضمون .