23 ديسمبر، 2024 10:08 ص

العراق الى أين بعد الانهيارالاخير ..؟          

العراق الى أين بعد الانهيارالاخير ..؟          

يشهد العراق انهيارا امنيا وسياسيا واقتصاديا مريعا، لم يشهد له تاريخه الطويل عبر كل العصور، وهذا الانهيار ، له تدعياته المستقبلية ، عليه وعلى جواره ،لذلك سنركز في مقالنا هذا على أبرز محطات ألانهيار واخطارها،وسبل معالجاتها، وايجاد مخرجات آنية لها، كي لانشهد المزيد من الدماء العراقية تسفك بلا جدوى في شوارع العراق، فنقول ان سبب ما حل بالعراق،هو هيمنة الاحزاب الطائفية والكتل السياسية التي تجد في المحاصصة الطائفية سببا في استمرارها في الحكم،بدعم واشراف حكام طهران ومؤسساتهم الدينية والعسكرية ،وتدخلهم العسكري المباشر ،الذي وصل حد اعلان احتلال العراق ،والمطالبة بجعل بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية، وغيرها من التصريحات الوقحة التي تنال من السيادة العراقية ،لذلك نرى ان انهيار العراق وصعوده الى هاوية الخراب والدمار والاحتراب والاقتتال الداخلي،سيضع العراق والمنطقة كلها في دوامة الحرب العالمية الطائفية والقومية والعرقية، ويفتح الباب على مصراعية للتدخلات الاقليمية والدولية ، هي تنتظر هذه اللحظة التاريخية وتعمل منذ سنوات على الوصول لها بكل السبل،لاسيما وان تبريرات الارهاب وتنظيم داعش والميليشيات الايرانية،وخطرها جاهزة وعلى طرف اللسان ،لذا لابد من الوصول الى حل سريع قبل الطوفان الذي سيغرق فيه الجميع بلا استثناء ، وهذا الحل يعرفه الجميع ، من في العملية السياسية ومن هو خارجها ، ولاحل غيره ابدا ، فبرغم الضغوط التي تمارسها طهران على احزابها في العراق، فان الوقت حان وان الاوضاع لم تعد تحتمل الرضوخ لايران وغير ايران ،التي تفضل مصالحها على مصلحة العراق،فالشعب الذي خرج بمظاهرات مليونية في ساحة التحرير قبل شهر من الان، كان يرفع شعارا مهما، هو التغيير الجذري للعملية السياسية،اي بمعنى الغاء قرارات بريمر في المحاصصة الطائفية واعادة الجيش السايق والغاء الاجتثاث والعفو العام واجراء المصالحة الوطنية الحقيقية واطلاق سراح السجناء السياسيين الابرياءوغيرها، وباشراف دولي واممي مباشر دون تدخل دول اقليمية لها مصالح في الفوضى الخلاقة في العراق، وهكذا اصر التيار الصدر وزعيمة بدق ابواب المنطقة الخضراء لدخولها والاعتصام فيها ، وقد تحقق هذا واعلن حيدر العبادي عن تشكيل حكومة من خارج الاحزاب الطائفية ، وقدمها للبرلمان ، وانهى على اثرها مقتدى الصدر الاعتصام ، وقدمت الاسماء واعلنت ، وقامت قيامة الاحزاب والكتل التحاصصية ، حتى ان نوري المالكي اعتبرها (مؤامرة على المشروع الاسلامي)، ويقصد بها قامة التكنوقراط،في حين رفضت الكتل حكومة (الظرف المغلق)، لانها لم تقدم هي مرشحيها من قبلها، واعتبرت هذا انقلابا عليها وتجاهلا وخطرا على وجودها في العملية السياسية وانهاء نظام المحاصصة الطائفية ،التي تعتاش عليها منذ الاحتلال ولحد اليوم، وهكذا دخلت حكومة العبادي والرئاسات في نفق الفوضى ، فانقلب اعضاء من البرلمان على كتلهم واعلنوا الاعتصام داخل البرلمان، لالغاء المحاصصة  ،والذهاب الى حكومة انقاذ وطني بعيدا عن حيتان الحكومة الطائفية، وما جرى تحت قبة البرلمان من سباب ومناوشات واشتباكات بالايدي وضرب بقناني الماء،لهو تعبير فاضح على تدني مستوى النواب وضحالة مستواهم الاخلاق، لان الشعب كان ينتظر منهم الخلاص والقرارات المصيرية، التي تعيد لهم مدنهم المسيطر عليها تنظيم داعش ،او فك الحصار عن الفلوجة ،وادخال الغذاء والدواء لها وانقاذها من التجويع والموت البطيء وغيرها، ولكن شاهد العالم كله الهرج والمرج، وتدني مستوى اداء اعضاء البرلمان ورئيسه وكأنهم في سوق هرج ،وهزالة وفوضوية ادائه مما اثار سخرية العالم كله،حتى تم رفع الجلسة الى اليوم التالي، ولكن وبعد كل هذه الفوضى ،والصراع على السلطة دون حياء من قبل الكتل والاحزاب، ماذا نتوقع وكيف الخروج، بكل تأكيد اصرار الاحزاب والكتل وبضغوط ايرانية واضحة على الاستمرار بنظام المحاصصة واختيار الوزراء من نفس الكتل والاحزاب هو الشعرة التي قصمت ظهر العملية السياسية الفاشلة اصلا،وهكذا سيستمر الصراع بينهم اليم وغدا ، ستظهر تحالفات الاخوة الاعداء بين التيار الصدري ودلة القانون برعاية ايرانية وحسن نصرالله، ستتم اعادة نظام المحاصصة على اسس اخرى تقاسمية للسلطة بينهما ، واعطاء الاخرين (نتفا) من الوزارات اللاسيادية اي الخدمية ، ستمرر اليوم وزارة هزيلة كسابقتها، بتوافقات مؤقتة نفعية ، ولكن تدخل السفير الامريكي والبريطاني واجتماعهما  برئيس الوزراء والبرلمان والكتل الاخرى، وتبليغهم خطورة الوضع وانهياره التام ، ووضعهم في الصورة والمصير المحتوم ، ربما يغير ويقلب الطاولة على اصحاب المحاصصة الطائفية، ارى ان الاجتماع الامريكي –البريطاني سينتج عنه موقف جديد  ربما يقضي بحل البرلمان والذهاب الى حكومة طواريء وانقاذ وانتخابات مبكرة ، بعد تحرير الموصل وانهاء عمليات الانبار، وهو الحل الاقرب والمعقول الان ، لكبح جماح نوري المالكي وعصابته ومخادعاته في جر التيار الصدري وارشائه بكم وزارة سيادية، لغرض اعادته الى سدة السلطة لولاية ثالثة تريدها وتدعمها وتصر عليها طهران، وهي الانقلاب الناعم على العملية السياسية ، وهو ما حذرنا منه منذ زمان،وقلنا ان نوري يتربص بالسلطة والانقلاب بمساعدة الميليشيات لولاية ثالثة،وهاو يعمل ويهدد ويهيء لها بكل الطرق،اذن الامور دخلت في نفق لايمكن التكهن به ، اذ لم تحسم الادارة الامريكية الاموربنفسها ، وتعيد الامور الى نصابها ،وتمنع انهيار العملية السياسية برمتها وهو ما تخاف منه ادارة اوباما وتخشاه مع حليفتها بريطانيا، وتعتبره (كأنك يابو زيد ما غزيت)، هكذا تنظر للاوضاع ،لذلك سارعت بجمع قادة العملية السياسية وبلغتهم بقرار امريكا ،وهو عدم السماح بتغيير العبادي ، والتفريط بالعملية السياسية وتسليمها للمالكي وعصابته مرة ثانية، وادخال البلاد في فوضى اشد ظلاما، واقسى ايلاما، والمستفيد الوحيد من هذا الانهيار بالنسبة لامريكا والحكومة هو تنظيم داعش الذي يهدد ويتوعد ويتمدد على حساب الجميع، اما تداعيات انهيار العملية على المنطقة فسيكون كارثيا ، حيث تتربص دول الجوار بهذا الانهيار بمزيد من التدخل العسكري، لحماية مصالحها، والتمدد داخل الاراضي العراقية بحجة حماية امنها القومي من خطر تنظيم داعش، وهكذا ستدخل المنطقة كلها في دوامة العنف الاشد من الذي هي واقعة فيه ، وهذا يطفيء الامل في اعادة الاربع مليون نازح ومهجر عراقي، وزيادة معاناتهم وتدمير مستقبل ابنائهم، نحن نرى ان ما يمكن التوصل له وانقاذ البلاد من شر ما يحاك ضده ، هو انهاء التواجد الايراني وتاثيراته في العراق، وضرورة التدخل العربي  تدخلا ايجابيا ، لاعادة العراق الى محيطه العربي ومنع التدخلات الايرانية وغيرها، وهو ما ينتظره العراقيون ،من ان التحالف العربي الاسلامي العسكري،كفيل بانقاذ العراق من الاحتلال الايراني،والتدخلات الاقليمية العسكرية المرفوضة الاخرى مهما كان نوعها ، الا لاغراض الاغاثة الانسانية وحقوق الانسان، نحن نرى ان انهيار العراق يصب في صالح داعش والميليشيات بكل تاكيد، ويبقي الباب مفتوحا لتدخلات دول الجوار، نفضل انهاء المحاصصة والعودة الى وضع ماقبل الاحتلال بتوازناته وعبوره فوق الطائفية ، والغاء قرارات وقوانين ودستور بريمر المفخخ بالطائفية وانتقاص دور الاقليات ،لذلك نؤكد على تعديل الدستور او الغاءه وتجميد وتعليق البرلمان ، والبدء بحكومة طواريء وتحديد موعد انتخابات تشرف عليها الامم المتحدة ومجلس الامن واجراء مصالحة وطنية برعايتهما هو الحل الاوحد لانقاذ البلاد من التوغل عميقا في الاحتراب الطائفي والحرب الطائفية الاشد هولا وخطرا على العراق الان، لاسيما وان الاحزاب الحاكمة تعمل عليها لانها الطريق الوحيد لاستمراها والاعتياش عليها ، العراق يشهد الانهيار الاخير ، وما على امريكا راعية الغزو وسبب دمار وخراب العراق، الا ان تاخذ زمام الامور الى ضفة انقاذ العراق من المزيد من الدمار والخراب ،واشعال الحرب الاهلية الطائفية التي لن تبقي ولا تذر لاسامح الله، فهي الوحيدة المسئولة والمعنية عن انقاذ وتخليص العراق مما هو فيه ،من انهيار امني وسياسي واقتصادي وفساد لم نر مثله في التاريخ كله  ،العراق الى الانهيار الاخير قبل فوات الاوان …؟