23 ديسمبر، 2024 1:54 ص

العراق- النجف الاشرف

العراق- النجف الاشرف

كردائيل
من الطبيعي جداً ان تؤدي المقدمات القذرة الى نتائج من سنخها وجوهرها ، وكان الدستور العراقي أخسأ مقدمة لأخسأ نتيجة يمكن ان يصل اليها بلد على هذه الارض،لقد ضيّع الدستور -شُلّت ايدي كاتبيه- هوية العراق عندما تركها عائمةً وفضّل كُتّابه مراعاة المكون الكردي في البلاد وخشية تفسير كونه نازحاً الى العراق اذا ماقيل ان العراق بلد عربي والاكراد فيه عراقيون بالاصالة !! كما مزّق الدستور وحدة العراق عندما وصف البلاد بانها اتحادية فيدرالية وهو مايقتضي كونها مُجَزّأة أصلاً وتم تصنيعها لتكوين اتحاد فيدرالي وهو ما جرّأ مسعود البارزاني ليُكرر اكثر من مرّة ان العراق دولة مُصَنّعة!يساعده على ذلك التعريف القانوني للفدرالية بانها شكل من اشكال الوحدة بين عدة اقاليم لتكوين دولة موحدة ! والتعريف يخالف الواقع العراقي ويتجه الى عكسه حيث العراق دولة موحدة تجري محاولات عدة لتفكيكها باطر طائفية وقومية رغم انها اقل بلاد العالم تنوعاً عرقياً قياساً الى بلدان تضم امما من القوميات والاعراق كسويسرا واميريكا وبريطانيا واغلب دول شمال افريقيا والدول الاسكندنافية وغيرها وهي دول لايمكن مقارنتها بحالٍ من الاحوال مع العراق نظراً لتجاوزها مفهوم (الامة) لصالح مفهوم ( الدولة الوطنية) التي تنصهركل القوميات في هويتها الجامعة ولايخفى ان العراق كان دولة لها مكانتها الهامة لكنها للاسف دولة انحلت الى جذور الدولة وشهدت تشظياً مرعباً للهوية الوطنية الى هويات ثانوية اثنية ودينية ساهم ساسة الطوائف في ترسيخها وتجذيرها بغية التخندق السياسي الممتطي للدين والعرق وسيلةً الى الموقع السياسي ومراكز المال والثراء ! ومن هؤلاء الساسة مسعود البارزاني، مسعود المولود في جمهورية مهاباد الاشتراكية المقامة في ايران اواخر اربعينيات القرن المنصرم لأبٍ شغل موقعاً وزارياً في تلك الجمهورية الوهمية وانتهى الامر به الى المنفى بعد انهيار مهاباد واعدام رئيسها قاضي محمد واعضاءحكومته فيما نجا الملامصطفى البارزاني بعد فراره الى الاتحاد السوفيتي السابق ! ولم تسنح الفرصة للرئيس البارزاني الذي شغل ايضاً موقع رئيس مجلس الحكم في العراق ان ينهي دراسته فلم يتجاوز غير مراحلها الابتدائية ولم يك مستوى تعليمه عائقاً امام توليه ارفع المناصب السياسية في العراق !ورغم كل ذلك فلايبدو ان الرجل يشعر بانتمائه الى العراق ابداً حتى عندما تحول نظام الحكم في العراق الى ديمقراطي تعددي وترأس البلاد رجل كردي وتسنم الاكراد وزارات سيادية وخصصت لهم نسبة ضخمة من ميزانية البلاد ، حكموا كردستان واشتركوا في حكم العراق لكنهم يأبون الا الانتصار للقومية في عصر انصهار القومية بالدولة الوطنية!! ويبحثون عن حل راهن لمشكلة من عمق التاريخ !! اليس هذا غريباً؟؟؟ ليس غريباً فالتعنت البارزاني سمة متوارثة فقد سمح الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم بعودة الملا البارزاني الى العراق معززاً مكرماً واستقبله الزعيم استقبالاً كريماً فاعلتى الملا اثر ذلك مرتفعات الجبال وأشعل فتنةً وتمرداً والابن على سر ابيه كلما عومل بكرامة رد بمكنونه من اللؤم والغدر والطعن بخنجر الخيانة ، كان يجب ان يحاكم مسعود البارزاني بجريمة الخيانة العظمى بعدما رفع اتباعه علم العدو الاول للمسلمين والعرب (اسرائيل) في شمال العراق وعبر اعضاء حزبه بصراحة عن شكرهم للدعم الصهيوني لهم وهذه جميعاً جرائم عظمى تقود الى منصة الاعدام وقد حاكمت مصر رئيسها المخلوع محمود مرسي لتخابره مع حماس قبل توليه الرئاسة وتلك جريمة عوقب مرسي بالحبس لاجلها ولم يحاكم مسعود حتى وهو يمهد لتفتيت اكثر من دولة عربية واسلامية بطوفان القوميات الذي يسعى لتأجيجه وفي حال نجاحه لاسامح الله فستضطرب اكثر من دولة مجاورة للعراق واكثر من دولة عربية واسلامية في الشمال الافريقي وغيره ، وامام كل ذلك فليس امام الحكومة العراقية الا الردع الحاسم وتعديل الدستور العراقي والغاء ماتضمنه من الغام من قبيل المادة 140 وماسماه بـ( الاراضي المتنازع عليها) وتجريم من يمس وحدة العراق وشعبه دون غلق ابواب الحوار شريطة ان يكون على اساس المواطنة لاغيرها فقد ولّى والى الابد عصر ليّ الذراع ولن يقبل العراقيون بغير دولة واحدة لامكان فيها لاعداء الاسلام والعروبة من الصهاينة واشباههم دون ان ننكر ان للاخوة الكرد ان يحلموا باقامة دولتهم على اسس قومية لكنها يجب ان تكون على ارض كردية وليس عراقية او عربية او اسلامية لان من بنى على ارض غيره فقد الارض والحجارة كما يقال ولااظن ان المسلمين والعرب بحاجة الى صراع جديد مع (كردائيل) اسوة بالصراع مع ربيبتها ( اسرائيل)!