18 نوفمبر، 2024 2:38 ص
Search
Close this search box.

العراق…. المنظر أكثر إغراء بدون ورقة التوت

العراق…. المنظر أكثر إغراء بدون ورقة التوت

 احيانا تفرض الأحداث على بعض السياسيين إعطاء موقف في مسألة أو حدث آني, وكثيرا ما يكون موقف السياسي نابع عن تراكمات في ذهنيته وليس إنعكاسا حقيقيا لما يحدث على أرض الواقع, لذلك يقع هنا السياسي في خطأ عندما تبدأ المعطيات تتفاعل ويتضح من خلال تلك المعطيات إن رأي السياسي لا يمثل إلا تغريدا خارج سرب الواقع المتفاعل على الارض.
ردة فعل السياسي الآنية والتي كانت بعيده عن ما يحدث تؤدي بذلك السياسي إلى خسارة كبيرة على صعيد مؤيديه أو على صعيد إتزانه في إبداء وجهة نظره وتأثره بصورة مباشرة بهول الحدث دون أن يضع في باله إنعكاس هذا التأثير على مجريات الحدث نفسه.
الطامه الكبرى تقع على تجمع أو حزب سياسي فاعل في الأحداث عند ما يستطيع شخصا واحدا في ذلك الحزب او التجمع أن يختزل كل عقول السياسيين في طريقة تفكيره ويسحبهم كالحمير أمام كاميرات التلفزه ليعطي رأيا في حدث معين وهو حقيقه يمثل وجهة نظره ولكن يجير وجهة النظر هذه بإسم الحزب أو الكيان السياسي…وبعد زمن قليل حينما تبدأ الحقائق بالظهور يكون ذلك الكيان السياسي أو الحزب منزويا جانبا يعض اصبع الندم على موقف خاطىء اعطي في لحظة إنفعال حسبت عليه كموقف استراتيجي.

هذه الفكرة تجسدت بصورة واضحة في أحداث غرب العراق عندما إنبرت الكثير من الكيانات السياسية منتقده الجيش العراقي الباسل وداعمة للإرهاب بصورة غير مباشرة “داعش” وأخوانها في العراق, ولكن حينما بدأ يتبلور رأي للشارع العراقي وبدأ هذا الرأي يتحول إلى أصوات منادية للوقوف خلف الجيش الوطني ودعم هذا الجيش في عملياته ضد الإرهاب وتوحد الشعب العراقي بطوائفه خلف هذا الجيش عند ذلك ظهر جليا تقزم وجهة نظر تلك الأحزاب وخطأ وجهة النظر هذه وإنفصالها التام عن الشارع فراحت تلك الأحزاب تحاول ترقيع موقفها وإعطاء مواقف مغايرة لموقفها الأول المبدئي الذي عكس ذهنية وآلية التفكير القاصرة لذلك الحزب او الكيان السياسي بدرجه كبيرة.
إن وجهة نظر السياسي أو الحزب أو الكيان الآنية تعكس بالضبط الحقيقة المتراكمة عندهم والحالة الصادقة لمواقفهم وكل رأي مخالف يأتي بعد ذلك يمثل مزايدات رخيصه هدفها ترقيع مواقفهم المبدئية التي عكست الواقع الحقيقي لتفكير السياسي او الكيان.  لقد تابع الشارع العراقي بإهتمام مواقف مختلف القوى السياسية في الساحة العراقية منذ اللحظة الأولى لبدأ تطور الأحداث في المنطقة الغربية من العراق ولاحظ كيف تغيرت تلك المواقف بين ليله وضحاها وكان أشد تلك المواقف تطرفا عندما وقف أحد الكيانات السياسية والذي يطرح نفسه ممثلا عن تلك المنطقة وراح يتباكى على القتلى الدواعش واصفا في الوقت نفسه عمليات جيشنا الباسل بكافة الأوصاف التي لا تليق بهذا الجيش العريق وجاءت تلك المواقف كردود فعل آنية تعكس طائفية تفكير ذلك الكيان الذي إرتبط إرتباطا وثيقا بمخابرات دول إقليمية داعمة للإرهاب في المنطقة وقد كشرت تلك الشخصيات الحزبية عن حقدها الدفين لكل ما يمثل العراق والشعب العراقي ولم تمر إيام حتى تلقى ذلك الكيان صفعة مؤلمه من قبل عشائر المنطقة الغربية والتي تثبت لنا دوما عن عراقيتها الأصيلة عندما قالت كلمتها الفاصلة ورحبت بعمليات جيشنا الباسل ودعت الجيش لأخذ زمام المبادرة مدعوما من عشائر المنطقة للقضاء على فلول الإرهاب من داعش وأخوانها، عند ذلك تبين للجميع إن من أطرشنا في وسائل الإعلام متباكيا على ما يحدث في المنطقة الغربية ومتباكيا على قتلى الإرهابيين وطارحا نفسه ممثلا عن تلك المنطقة لم يكن في حقيقة الأمر إلا ممثلا لأجهزة مخابرات دول إقليمية داعمة للإرهاب لا بل إن هذا الكيان تحوم حوله رموزه شبه الإرهاب ويعرف أهل المنطقة الغربية قبل غيرهم حقيقة شخوص هذا الكيان الذي لم ينطق يوما بكلمة حق لا لمواطني المنطقة الغربية ولا للشعب العراقي الذي عرف جميع لعب السياسة القذرة وتفنن في تحليل كافة المواقف المغايرة تماما للأفعال على الأرض.
نتساءل بأي وجه قبيح سوف يخوض هذا الكيان الإنتخابات القادمة بعد ما سقطت حتى ورقة التوت التي كان يستر بها عورته وبأي منطق سوف يخاطب مواطني وشيوخ تلك المنطقة وهل هناك شىء بقي لهذا الكيان لكي يراهن عليه بعد ان تخلى عن قطع ملابسه قطعة قطعة ولم يستطيع الإحتفاظ حتى بورقة التوت التي سترت عورته لفترة من الزمن…إن موقف هذا الكيان يمثل قمة الإنتحار السياسي عندما سمح لأن يكون ندا للجيش العراقي في لحظات المواجهة الأولى…وما ينطبق على هذا الكيان أو الحزب ينطبق على كيانات وأحزاب في الجهة الأخرى في وسط وجنوب العراق عندما راحت تغرد إبتداءا خارج السرب وكشفت عن هويتها الحقيقية بإنها كيانات هزيله مقاده هي الأخرى خارجيا من هذا الطرف أو ذاك….بعد ذلك لا تفيد كل عمليات الترقيع أو المبادرات التافهة والتي لا تتعدى كونها لقلقة في فنجان فارغ لا يستطيع أن ينبأ بالغيب من كثرة خطوطه المتعرجه التي تعكس ذبذبة مواقف هذه الأحزاب المتطفلة على اللعب السياسية والتي تحاول أن تجد لها موطأ قدم في الخريطه السياسية للعراق مستقبلا فراحت تعلن شىء وسرعان ما تنفيه لتعلن شىء أخر وهي بذلك بدون أن تدري كانت تزيح ورقة التوت الممزقه أصلا عن جسدها العاري ليتضح بعد ذلك إن مبادرات هذه الأحزاب وبكاءها على مواطني المنطقة الغربية في العراق لا يتعدى بكاء ذئاب تحاول ان تصطاد في مياه عكرة من كثرة تلوث هذه المياه بقاذورات فسادهم المعلن للجميع.
بين هذا الجانب وذاك يقف كيانا أخر إشتهر هو الآخر بالفساد وسوء الإدارة وتحفظه على ملفات فساد كثيرة وفشلة في التحفظ على إرهابين داخل السجون وإدارة الدولة وفق سياقات المحسوبية والمنسوبية وتفلسف قادة هذا الكيان بجمل غير مفهومه لدى رجل الشارع محاولا إستثمار ما حققه الجيش العراقي الباسل في مكافحته للإرهاب والإرهابيين وكأنه إنجازا لهذا الكيان حصرا وهو بذلك يحاول أن يستفاد من التأييد الجماهيري الواسع النطاق لعمليات الجيش العراقي وكأنه تأيدا للكيان نفسه متناسيا إنه كان المتسبب الرئيسي في ألم وآلام الشعب العراقي ومتسببا بهذا الكم الكبير من الأرواح الطاهرة التي طحنتها العمليات الإرهابية تحت سمع وبصر هذا الكيان الذي يطرح نفسه مدافعا عن الشعب ومقاوما للإرهاب…إنه توظيف رخيص من قبل هذا الكيان البائس وقلب للحقائق على الأرض…إن الذي يقاوم الإرهاب في العراق هو الشعب العراقي والجيش العراقي وإن من يتصدى لهذه الهجمه التترية الجديده على العراق هم عشائر العراق سواء كانوا في الأنبار أو الديوانية أو البصرة وقف الشعب العراقي وعشائر العراق خلف الجيش العراقي المجيد وهي لم تقف خلف كيانكم البائس المتنصل عن عراقيته اصلا…وإن توظيف وسائل إعلامكم بتحويل إنجازات جيشنا الباسل وكأنه إنجازا لكم جعل منطقكم هذا يسقط عنكم ورقتكم التي أكلت معضمها دودة الأرضه وجعلكم عراة أمام الشعب العراقي لأن هذا الشعب قد وصل إلى حد التخمه من كثرة أكاذيبكم وأساليبكم الشيطانية للوصول إلى سدة الحكم…قد يعتقد هذا الكيان إن ما حصل سوف يمهد لهم أرضية صالحة ينطلق عليها للفوز في الإنتخابات القادمة متناسيا إن الناخب العراقي عندما تحين لحظة الإدلاء بصوته سوف يمر أمام عينه الكم الهائل من النقاط التي يجعله يقول لا لكم وألف لا ليس لكم فقط ولكن لكل من تخلى عن ورقة توته واصبح عاريا تماما لأن منظركم أصبح اكثر إغراءً لنا لنقول لا لكم…نعم لا والف لا لكم.           
[email protected]

أحدث المقالات