22 ديسمبر، 2024 11:03 م

سيد هاشم الرجل السبعيني المتقاعد والمدرس السابق شاهدت اصبعه المخضب وكنت قد مررت به قبل الانتخابات والان اريد معرفة المزيد عن انتخابه اكثر عن كونه المنتخب الوحيد من بين افراد عائلته..

سالته عن انتخابه فأجابني ” ايه رحت خربتها ” وهو يعلم جيدا انه لم يفسدها لكنه يقول ذلك كدفاع مسبق لهجوم متوقع على اختياره المستغرب من مجتمع يعتقد انني امثله وهذا ذكاء يضاف الى ذكاء اختياره بالدرجة الاولى.ثم لجأ الى وسيلة دفاع اخرى لقد اخترت اول اختيار بورقة الاقتراع تجمع الكلدان هل تعرف من هؤلاء!!.

ثم رأيت رئيسي الوزراء السابق والحالي وهما ينتخبان مذكرين ايانا بغرور صدام حسين امام تواضع عبد الكريم قاسم .هذه كانت مخرجات الانتخابات ودلالاتها. صحيح ان الشعب انتقم بمقاطعته لكن انتقامه سيكون احلى لو فعل الشعب كما فعل سيد هاشم لأنه سيكون انتقام ذكي وصفعة للصوص من يد غير متوقعة. فالعراق الضائع والمنهار لن ينقذه الا العودة للملكية الرشيدة وان استحال ذلك فيبقى الاختيار الثاني كاختيار عملي هو اختيار النخبة المسيحية للقيادة وانزواء السنة والشيعة بعد ان يعترفا بفشلهم الذريع في قيادة العراق.

فالمسيحي هو الفرد الذي يقبع بالقمة من بين العراقيين من ناحية السلم الحضاري والشخصي حتى. فهو- وفي ظل التراجع العام بالشخصية العراقية من ناحية الذائقة الثقافية والحضارية والجمالية واختزالها بتيار ولاء اساسي ديني او شخصي -غير مأسور بالعقد والتراثيات التي تأسرنا

يسود بالدول الناجحة منطق في التفكير هو الجيد والافضل منه , اما بدولة كالعراق متراجعة استنفذ اهل العقوق اموالها واصبحت تتخبط بالفشل فمن الصحيح ان يسود منطق الاسوأ والسيء ثم الاقل سوءا ً هكذا يجب ان نفكر او بالأحرى اننا نفكر كذلك فعلا ً بلا ان نعترف صراحة.

حقا ً ان من انتخبوا ثاروا وانتخبوا العبادي وسيد مقتدى وهم افضل الموجودين والذين هم بحسب المنطق العراقي السابق توضيحه اقل الموجودين سوء ا ً فالعبادي رغم تواضعه كقائد الا انه لا زال عضوا بحزب ديني له عقيدة واجندات خاصة به كما ان له تقليد ديني وتأثر سياسي خاص بهم كما انه لم يوجه- واشك انه سيفعل يوما ً- لم يوجه اي ضربة لا قاصمة او سواها لرؤوس الفساد المشهورة.

اما بالنسبة لسيد مقتدى فبرغم توجهه الوطني الاكثر من رائع فهو لا زال يمثل وريث وراعي عائلة دينية ومهما يكن من امر ومهما تغير فستبقى عقد ورواسب دينية وطائفية تؤثر على خياراته وبالتالي سياسة العراق الخارجية حوثيين, بحرين ,احتلال الخ ……

اما بالنسبة للمسيحي فان اختياره المحلوم ( الذي نحلم به ) سيعني القضاء على كل ذلك دفعة واحدة وولادة سياسة وطنية خارجية وداخلية متحررة من كل عقدة وهموم الا هم العراق ومواطنيه حصراً بلا اي شموليات وافلاطونيات وتخيلات وكارتونيات بائسة. وحتى عندما اسس المسيحي واعتنق الفكر القومي فان هذا الفكر لم يصبح خطرا ً الا بعد ان تبناه السنة. لكن كيف نتوقع هكذا اختيار ناضج من اغلبية سلبية قررت عدم الذهاب للانتخاب وكان مستقبل العراق ليس اهم من سويعة عصر يذهبون بها للانتخاب! وكيف يذهبون ومنهم نسبة لا بأس بها من المتألمين والمتباكين على اصنامهم واحزابهم التي افتضح فشلها وهم يستكبرون ويستنكفون اختيار سواها ولسانهم يصدح ” كلها سوية ” ولذا فقد لعبوا بحق دور جمهور الشيطان.