لا توجد فروقات كبيرة وشاسعة في المستوى الاجتماعي والاقتصادي بين القيادة المنتخبة وشعبها الذي انتخبها في البلدان المتحضرة والديمقراطية فلا تجد رئيس وزراء او وزير او مدير عام يتسلم الرواتب والامتيازات الضخمة والمختلفة اختلافا كبيرا عن اقرانهم كالذي يحصل في العراق في حين ان المواطن البسيط يئن تحت سياط الحاجة والعوز والفاقة فهذه المناصب اعلاه اصحابها من السلك الوظيفي ويتقاضون رواتب حسب التعريفة المخصصة لكل مهنة ووظيفة وسنوات الخبرة والحالة الاجتماعية كحقوق لهم وعليهم من الواجبات ما على الاخرين من الموظفين او العمال في التزامهم بساعات العمل والعطل الرسمية والاجازة السنوية.
طبعا نحن لدينا ديمقراطية ونظام حكم منتخب ولكنها ديمقراطية زائفة بنيت على المحاصصة والتوافق بين الكتل السياسية والطوائف وهذا الفخ الذي نصب للشعب العراقي الذي اكل الطعم وبات اسير التوافقات التي باركها هو من حيث لا يشعر بانتخابه اعضاء هذه الكتل وتسليمهم زمام القيادة والامور لثلاث دورات انتخابية واستغلالهم لمناصبهم الحكومية ابشع استغلال وبالتالي اصبح لديهم المال والسلاح والرجال ومن يعترض على توافقاتهم ومحاصصتهم سيجد نفسه جثة هامدة على ارصفة الطرقات او مفقودا لا يعلم اهله او اصدقائه عنه اي خبر.
شيئا فشيئا اصبحت الفروقات كبيرة ورهيبة بين قادة وسياسيين متخمين واصحاب اموال وارصدة وعقارات لهم اجوائهم الخاصة وعوالمهم المختلفة وسلوكياتهم الغير منضبطة في صرف الاموال وهذا كله ناتج عن الامتيازات التي شرعوها لهم تحت قبة البرلمان ومنه تاسست جذور الفساد وانطلقت السرقات الخرافية للمال العام. واما الشعب في عامته اصبح في حال مزري يرثى له لقلة الوظائف وضعف المداخيل وبالتالي اصبحت القوة الشرائية للمواطن البسيط ضعيفة ولا تلبي حاجاته الاساسية في الغذاء والدواء والملبس اضافة الى ازمته السابقة في السكن.
تلك الفروقات الاجتماعية اصبحت محل تندر للدول وحكوماتها عندما تلتقي الوفود العراقية وما هم عليه من ترف العيش والصرف اللامنطقي وما تصلهم من اخبار عن معاناة العراقيين وعذاباتهم في وطنهم والسبب هذه الوجوه والشخوص الفاسدة.
يتوقع هؤلاء الساسة وفي حالة من الغباء الذي ادمنوا عليه ان العراقيين بسطاء وسيتم تخديرهم والضحك عليهم بشعارات عفا عليها الزمن او باستخدام القوة عن طريق الميليشيات لاسكات الاصوات الحرة التي تنادي بالعدالة الاجتماعية والنهوض بالمسؤوليات وبناء الدولة بالشكل الصحيح. قد يصبر البعض وينتظر وساطة شخص معين او رأي شخص حكيم ولكن الانفجار قادم والثورة قادمة وهذه سنة الكون ورغبات التاريخ فلا دوام للظلم والاضطهاد واكل الحقوق ابدا فتوقعوا اياما صعبة يا ساسة العراق فلن تنفعكم بعد ذلك اموالكم المسروقة ولن ينفعكم اعوانكم ولن ينفعكم شيء ابدا والتاريخ يزخر بهذه الاحداث ومجنون من لم يتعظ ويتعلم من التاريخ.