أقذر أستراتيجية يتبناها طرف ما عندما يعزف على الوتر الطائفي محاولا وضع قدمه للحصول على غنيمه من فريسه سقطت لكثرة الذئاب التي تناوبت عليها…
والاقذر من ذلك أن يقف أحد الذئاب ولا يزال دم فريسته يتساقط من فمه مستنكرا العزف على الوتر الطائفي ويبدأ بالعواء على جرائم حدثت تحت عنوان الطائفية وبعد أن ينهي عواءه يعود مسرعا إلى فريسته ويبدأ النهش بها من جديد…والذئاب لا تقاوم راحة الدماء خصوصا إذا كانت ممزوجه باللحوم الخضراء التي إمتلأت بطن الفريسه بها وتحاول أن تشتر أكبر كمية من تلك اللحوم وهي تجعلها ليس فقط الرقص على أنغام الطائفية فقط وإنما أية أنغام “القتل, التهجير” التي من خلالها تحصل على حصة الأسد من اللحوم الخضراء الشهية لذئاب كانت سائبة يوما ما تلاحقها الكلاب إلى جحورها…
إنه مشهد مؤلم حقا يمثل صورة طبق الأصل لما يحدث في وطني الآن…. ذئاب تعوي مستنكرة طائفية المشهد بينما أسنانها ملطخة بدماء شعبي ينهقون ويستنكرون ما يحدث علنا ولكنهم يحرصون على تغذيته باطنا لآنه يمثل أحد الوسائل المهمة في إستمرارهم للحصول على قطع اللحم الأخضر الشهية.
أن المشهد السياسي في بلدي أختلط بين عواء الذئاب ومكر الثعالب وقلما لا تجد ذئبا يعوي على شاشة من شاشات التلفزه العراقية أو العربية حيث أعتقدوا أن هذه الشاشات توفر لهم أرضية أعلامية جيده يستطيعون أن يغسلوأ بها أسنانهم الملوثه بالدماء وتبعد عنهم مكر الثعالب المتجذر في شخصياتهم والتي أصبحت السمه السائده في عقلية المواطن العراقي الذي يتفق تقريبا جميع الشعب على أن هذه الطبقة السياسية التي تطفو على السطح ليس إلا حفنه من ذئاب سلوكا وثعالب مكرا تسلطت عليهم وراحت تنهش في أجسادهم تحت مسميات مختلفة مستغلين جهلا مركبا يعاني منه هذا الشعب المظلوم الذي لا يزال لا يريد أن يقر بإن ما يحصل له إنما ناتج مباشرة من هؤلاء المتطفلين والطافين على سطح المشهد السياسي.
إن الغشاوة التي تخيم على القاعده العريضة من الشعب العراقي الذي يجعلها تنساق نحو هذا الطرف أو ذاك, هذه الغشاوة لعبت دورا كبيرة في بقاء هذه الشلة من المرتزقه تهيم على مقدرات العراق وتسوق العراق نحو مصير مجهول ولإنقاذ العراق لابد من العمل على إزالة هذه الغشاوة…
المسؤولية تقع على الطبقة المثقفه في المجتمع العراقي وهذه الطبقة تعرف أكثر من غيرها الحق وطريق الحق وإن بقاء القسم الكبير من هذه الطبقه مسيس من قبل ذئاب الليل تحت إغراءات بعض قطع اللحم الأخضر التي يلقي بها هذا الطرف أو ذالك من أجل تمجيدهم وتزويقهم وتقديمهم إلى المجتمع عن طريق وسائل إعلام مدفوعة الثمن مسبقا تمثل تحديا أخر أمام المثقفون الأحرار الذين تشير بوصلتهم دائما إلى العراق…قد يكون أي قلم حر قد اعتقد إن هذا الطرف أو ذاك هو الأصلح للعراق في يوما ما ولكن اليوم وبعد كل هذه السنين من الظلم والتسلط ومعناة الشعب أصبح واضحا للجميع إن كل هذه المنظومه المتسيده للمشهد السياسي في العراق لا تصلح لخدمة البلد نقولها وبصوت عالي إنها لا تصلح لخدمة عراقنا وستكون كارثة جديده لو عادت وتسلطت من جديد على مقدرات الشعب العراقي وإن أية إنتقادات لطرف من الأطراف في هذه المنظومه الفاسدة سوف يحسب لصالح المنظومه, لذلك أعتقد إن الحجر الأساس في العمل على إزالة الغشاوة عن عيون الشعب العراقي يجب أن يصب في عملية فضح المنظومه السياسية بالكامل لآن هذه النقطه بالذات قد اقتنع بها غالبية الشعب العراقي ولو وجهت اليوم سؤالا مركزيا واحدا إلى الشارع العراقي حول رأيه بالمنظومة التي حكمت العراق منذ 2003 لحد الآن لأتفق الجميع الغير مسيس على أجوبه كلها تصب في إدانة هذه المنظومه المهيمنه على مقدرات الشعب العراقي إبتداءا من رأس الدوله مرورا بالحكومه وإنتهاءا بأخر عضو في مجلس “اللوردات” عفوا النواب العراقي…
هذه النقطه التي يكاد يتفق عليها معظم الشعب العراقي يمكن توظيفها لخدمة العراق للوصول إلى حالة نبذ عامه لهذه المنظومه من قبل الأقلام الحرة…ولكن هناك تحدي آخر يصب في إن غالبية الشعب العراقي متأثر بطريقة كبيره بمرجعياته الدينية وقسم من هذه المرجعيات لها إسقاطات على المشهد السياسي العراقي وهؤلاء السياسيين نجحوا لحد الآن بتوظيف هذه المرجعيات للحصول على مكاسب سياسية تمكنهم من إشترار ما يمكن إشتراره من اللحوم الخضراء الشهية. وتحت إسم هذه المرجعيات إستطاعوا تأسيس إمبراطوريات مالية كبيرة وبنوا القصور الفارعة في بقاء العالم إستثمارا للحوم الخضراء التي كانوا قد إشْتروها من جسد فريستهم المتهالكة لذلك تبدو الصورة قاتمه للبعض مما يؤدي إلى يأس البعض من مستقبل حالك السواد للعراق…
لكن يبقى هناك دائما بصيص للأمل إذا أحًسن التعامل معه وإذا تغلب المثقف العراقي الحر على حالة اليآس التي بدأت تتغلغل في جسده, بصيص الأمل هذا يتمحور في إتجاهين الأول هو الإتفاق العام على فساد المنظومه السياسية في العراق من قبل الشعب العراقي, أما الإتجاه الثاني فيتمثل بنأي المرجعية الدينية العليا في العراق عن سلوكيات هذه المنظومه السياسية وعدم رضاها على ممارساتهم الشاذة ورفضها إستقبالهم أو فتح أي شكل من أشكال الحوار معهم…
لكن كل تلك المواقف من قبل المرجعية الدينيه العليا في العراق يبدوا لم تنجح في إيصال رسالة واضحة المعالم لرجل الشارع العراقي بسبب الجهل المركب الذي يعاني منه ويًستغل من قبل الآخرين…أمام هذا نعتقد إن هناك مسؤولية شرعية وأدبية تقع على المرجعية الدينية العليا في أن تكون أكثر وضوحا في موقفها تجاه المنظومه السياسية المتسلطه على العراق وتقول كلمتها بصراحة لا غبار عليها يفهما رجل الشارع البسيط والذي يمثل صوتا مهما في المرحلة القادمه لأن هذا وحده كافي لكي يبعث الروح من جديد في الفريسه التي تكالب عليها الذئاب وتنقذها من مصير مجهول…إننا بهذا نكون قد أوصلنا رسالة واضحة إلى مرجعيتنا الدينية العليا وبلغنا ويشهد الله علينا إننا…
للعراق نكتب
وللعراق نفرح
وللعراق نحزن
وللعراق ننزف
وقد طال نزيفنا وعبثت الذئاب بنا
ولكن للأمل بوصله واحده تتجه نحو العراق نأمل أن لايتغير إتجاهها….