تاريخ العراق الذي يحفظ بين طيات صفحاته الكثير من الثورات والانتفاضات والحروب والمؤامرات الداخلية والخارجية , ونزيف الدم الذي كتبت به تلك الصفحات لم يسفعه الوقت لينضب, لكثرة الاحداث وتواتر المصائب على اهله , وكأنها لعنة من الله او دعوة بعدم استقرار الاحوال على اهل هذا البلد , الذي طالما كان مركز للعلم ومنار لطلبته فيه خط الحرف الاول وانطلقت منه الحضارات وكان مهد للأنبياء ومحط رحال الاولياء والصالحين وفيه شرعت القوانين. كان العراق ومازال مركز جذب واستقطاب في مجال الصناعة والتجارة والاستثمار والادب والفنون والثقافة والسياحة والاثار, لما يملك من عمق تاريخي وارث حضاري وموقع جغرافي يأهله ان يكون الطريق التجاري البري الرابط بين شرق اسيا وغربها ونقطة جذب للتبادل التجاري بين قارة افريقيا و أوربا من جهة وقارة اسيا من جهة اخرى, بالإضافة الى ان العراق يعتبر البوابة الشرقية للوطن العربي. ونتيجة لأهمية الموقع الجغرافي الذي يتمتع به العراق, فقد كان عرضة للمطامع ومستهدف من قبل اصحاب المصالح والنفوذ من الدول العظمى, والتاريخ حافل بتجسيد تلك المطامع التي تسببت بالويلات والدمار على ابناء هذا البلد, من غزو المغول بقيادة هولاكو الذي حاول طمس الهوية العراقية بتدمير كل التاريخ الذي يملكه العراقيين, ومن ثم الصفويين وبعدها العثمانيين والبريطانيين, وحتى يومنا هذا لم يسلم العراق من المطامع, رغم سعي ابناءه لصنع الحياة بعد كل نكسة ليهبوها الى العالم, وينسوا معاناتهم وآلامهم من التجارب القاسية مع الاخرين. كل الطامعين يسيرون وراء اهدافهم بضلالة بغير هدى, لان الشعب العراقي له جذور تاريخية عميقة بعمق القيم والمبادئ التي يحملها الابناء ليعيدوا بناء مجده كلما هبت ريح الحقد من جهاته الاربع, وفي كل مرة يقع الدخلاء في شراك احقادهم للعنة هذه الارض المباركة التي تحفظ اهلها, فلا زال صوت الوحي ينادي ( سلامٌ قولاً من ربًّ رحيم) ليطفئ نار الحقد والضغينة في فعّال الطامعين. من يحاول زرع الرعب في قلوب الاخرين لا يأمن عواقب أفعالهم, ومن يحاول العبث بأمن هذا البلد الامين لن ينال من ذلك الا الشقاء والبلاء من تلك اللعنة التي تفتح عليهم ابواب جهنم لتحرقهم بعواقب افعالهم , فالبوابة ان اخترقت سقطت كل الحصون والقلاع التي كانت تنَّعم بالأمان في ظل قوة حراس تلك البوابة, والطريق ان منع وعاث به القطاع فساداً فمن الصعب اعادة تأمينه. هي رسالة موجهة الى كل من يحاول السوء والعبث والمساس بهذا البلد ” ان احذر وفكر قبل ان تقدم على فعل لا تحمد عاقبته ولا نتائجه” فان العراق قنبلة موقوتة ان انفجرت لن تميز بين محب وعدو.